صحة

تحليل هشاشة العظام والتشخيص المبكر لكثافة وصحة عظامك

بقلم د. مريم باهر
تحليل هشاشة العظام

منذ فترة الطفولة وحتى الصبا وفي العادة نتحرك بحرية ونشاط وصحة وفيرة لا نعاني من أية أوجاع، فإذا لم نولي صحتنا قدر كبير من الاهتمام، نتفاجأ مع التقدم في السن بأوجاع مختلفة قد يكون أحد أسبابها مرض هشاشة العظام، فما هو مرض هشاشة العظام، وكيف يمكن الكشف عنه؟ وماهو تحليل هشاشة العظام ؟

هشاشة العظام 

هشاشة العظام هو مرض عظمي يحدث عندما يفقد الجسم الكثير من العظام، أو يصنع القليل منها أو كليهما، نتيجة لذلك تصبح العظام ضعيفة، وقد تنكسر من السقوط أو في بعض الحالات الخطيرة تنكسر من العطس!! .

هشاشة العظام تعني “العظام المسامية”، فإذا نظرنا إليها تحت المجهر فإن العظم الصحي يشبه قرص العسل، وعندما يحدث هشاشة العظام تكون الثقوب والمساحات الموجودة في قرص العسل أكبر بكثير من العظام الصحية، وتفقد العظام حينها الكثافة والكتلة وتحتوي على بنية الأنسجة غير الطبيعية، وعندما تصبح العظام أقل كثافة فإنها تضعف وتكون أكثر عرضة للكسر فإذا كنت تبلغ من العمر 50 عاما أو أكبر وقد كسرت عظمة فاسأل طبيبك عن اختبار كثافة العظام.

تحليل هشاشة العظام

نظرا لأن فقدان العظام يحدث بشكل تدريجي وغير مؤلم، فإن أول علامة على الإصابة بهشاشة العظام يمكن أن تكون كسر العظام، وغالبا ما يكون ذلك بسهولة أكبر مما تتوقع، لكن من الممكن تحديد ما إذا كنت مصابا بهشاشة العظام حتى قبل كسر العظم، عن طريق إجراء تحليل هشاشة العظام او اختبار كثافة العظام، ويمكن أن يكشف الاختبار أيضا ما إذا كانت كثافة عظامك أقل من المعتاد بالنسبة لشخص من عمرك وجنسك ويسمى فقدان العظام الذي لم يصل إلى مرحلة تشخيص هشاشة العظام (osteopenia).

و إذ إنه يمكنك القيام ببعض التحاليل والاختبارات للكشف عن مرض هشاشة العظام، فكيف يتم ذلك وماهو تحليل هشاشة العظام؟ 

تحليل الدم والبول

بعض الحالات الطبية يمكن أن تسبب فقدان العظام، وتشمل هذه الحالات الغدة الدرقية، وعطل الغدة الدرقية، وقد يطلب الطبيب فحص للدم والبول لاستبعاد ذلك وقد يغطي الاختبار مستويات الكالسيوم، ووظيفة الغدة الدرقية ومستويات هرمون تستوستيرون لدى الرجال.

وأيضا إجراء اختبارات الدم لتقييم مستويات فيتامين (د)، وكذلك بعض اختبارات الدم الأخرى لتحديد النشاط الأيضي العام لعظامك فقد يزداد النشاط الأيضي في حالة ضعف العظام.

اختبار كثافة العظام

يعد اختبار كثافة العظام أكثر ما يساعد الطبيب من التنبؤ بصحة عظامك المستقبلية، وستظهر نتائج الاختبار إذا كنت تعاني من هشاشة العظام، وما احتمالية تعرض عظامك للكسر، واختبار كثافة العظام هو أفضل طريقة للتنبؤ بمخاطر الكسر.

يستخدم الاختبار الأشعة السينية لقياس عدد غرامات الكالسيوم والمعادن الأخرى الموجودة بالعظام في السنتيمتر المربع، وعموما كلما زاد المحتوى المعدني زادت كثافة العظم، والعظام الأكثر كثافة أقل في احتمالية الكسر.

يُستخدم في اختبار كثافة العظام جهاز يسمى مقياس كثافة العظام (bone densitometer)، وتقيس معظم مقاييس الكثافة مقدار الأشعة السينية منخفضة الطاقة التي تٌمتَص أثناء مرورها عبر العظام، مقارنة بمقدار امتصاص الأشعة أثناء مرور الحزمة عبر الأنسجة الرخوة المجاورة للعظم، وتُقارن كمية طاقة الأشعة السينية التي تدخل العظم أيضا بكمية الطاقة التي تترك العظم. العظام ذات الكثافة المرتفعة تمتص أكثر من الأشعة السينية، ويوجد نوعان من المقاييس لقياس كثافة العظام هما المقاييس المركزية والمقاييس الطرفية. 

(1)مقاييس الكثافة للأجزاء المركزية

تستخدم هذه الآلات التي توجد عادة في المستشفيات والمراكز الطبية لقياس كثافة الأجزاء الهيكلية المركزية والمثبتة للهيكل العظمي، مثل العمود الفقري والورك، ويوفر هذا النوع من مقياس الكثافة اختبارا دقيقا لكثافة العظام، ويمكنها التنبؤ بمخاطر الكسر المحتملة ويوجد جهازين يستخدمان هذه التقنية، وهما:

  • مقياس الامتصاص ثنائي البواعث (DXA): تستخدم آلة DXA حزمتين مختلفتين للأشعة السينية لزيادة دقة ما تقيسه، وأثناء الاستلقاء على منصة مبطنة يتم محاذاة ذراعين ميكانيكيين يحتويان على مصدر للأشعة السينية، وكاشف أعلى وأسفل جسمك، وغالبا ما يٌجرى DXA على الرقبة الضيقة لعظم الساق العليا (عظم الفخذ) وأسفل مفصل الحوض مباشرة، وكذلك الفقرات القطنية التي تشكل الجزء السفلي من العمود الفقري، واختبار DXA غير مؤلم ولا يستغرق سوى بضع دقائق.
  • التصوير المقطعي المحوسب الكمي (QCT): تقيس هذه الأداة كثافة العظام باستخدام التصوير المقطعي الكمي (CT)، على غرار التصوير المقطعي فإنك تستلقي على طاولة مبطنة إسطوانية يمكن تحريكها؛ كي يتثنى الحصول على صور الأشعة السينية من جميع الزوايا، وغالبا ما يُستخدم QCT لقياس الكثافة في الفقرات وجزء عظم الفخذ أسفل الحوض.

(2)مقاييس الكثافة للأجزاء الطرفية

تُستخدم الأجهزة الأصغر لقياس كثافة العظام على أطراف الهيكل العظمي، كما هو الحال في عظام الرسغ والكعب، وعلى الرغم من أنها أكثر قدرة على الحركة، فإن مقاييس الكثافة هذه أقل دقة في التنبؤ بمخاطر الكسور، وإذا كان الاختبار على جهاز مقياس الكثافة للأجزاء الطرفية إيجابيا ويشخص هشاشة العظام، فقد يوصي طبيبك بإجراء فحص متابعة للعمود الفقري أو الحوض لتأكيد التشخيص.

  • الموجات فوق الصوتية الكمية (QUS): غالبا ما يطلق على هذا الإجراء الموجات فوق الصوتية للكعب، لأنه يقيس عادة كثافة العظام في عظم الكعب بدلا من الأشعة السينية، إذ ترسل QUS موجات صوتية عالية التردد عبر كعبك أثناء وضع قدمك العارية على الجهاز، ويقيس هذا النوع من مقياس الكثافة انعكاس الموجات الصوتية، والعظام الكثيفة تعكس موجات الصوت مرة أخرى إلى الجهاز.
  • مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث المحيطي (pDXA): هذا الجهاز عبارة عن ماسحة ضوئية محمولة، لمقياس امتصاص الأشعة السينية المزدوجة، حيث يقيس pDXA كثافة العظام في الرسغ أو الكعب وعلى الرغم من أنها سريعة ودقيقة إلا أن هذا الاختبار قد يكون مكلفا.
  • التصوير المقطعي المحوسب الكمي المحيطي (pQCT): هذه النسخة المحمولة من QCT تقيس كثافة عظام الرسغ أو اليد وهذا الاختبار مكلف أيضا وينتج عنه تعرض إشعاعي أعلى من غيره من الاختبارات.

وهناك أنواع أخرى من الاختبارات ، بما في ذلك التصوير ثلاثي الأبعاد والتصوير بالرنين المغناطيسي عالي الدقة (MRI) ، قيد الدراسة أيضا.

نتائج الاختبارات

بالنسبة للنساء الأكبر سناً، تكون نتائج اختبار كثافة العظام اختبار كثافة العظام غالباً رقم يُطلق عليه T-score، ورقم آخرZ-score، وهو أكثر ملاءمة للأفراد الأصغر سنا.

T-score: هذه كثافة العظام مقارنة بما هو متوقع عادة عند شاب أو شابة يتمتعان بصحة جيدة حسب جنس المريض، و T-score هي عدد الوحدات التي تسمى الانحرافات المعيارية، والتي تكون كثافة عظام الفرد فيها أعلى أو أقل من المتوسط.

ماذا يعني T-score في قياس مستويات كثافة العظام؟

  • -1 وما فوق: كثافة العظام الطبيعية.
  • -1 إلى -2.5: انخفاض كتلة العظام (هشاشة العظام)، حيث أن كثافة العظام أقل من المعدل الطبيعي، ويمكن أن تؤدي إلى هشاشة العظام.
  • -2.5 وتحت: هشاشة العظام.

Z-score: هذا هو عدد الانحرافات المعيارية، أعلى أو أقل مما هو متوقع عادة بالنسبة لعمر الشخص والجنس والوزن والأصل العرقي وتعتبر Z-score من -2 أو أقل لدى امرأة قبل انقطاع الطمث درجة منخفضة لكثافة العظام.

هل يمكن تحليل هشاشة العظام أثناء الحمل؟إذا ك

لا يجب التعرض للأشعة خلال الحمل لذلك يفضل للنساء الحوامل الانتظار حتى انتهاء الحمل قبل عمل هذا التحليل.

يستخدم الأطباء نتائج تحليل هشاشة العظام لتقديم توصيات العلاج للأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام، وقد يحتاج بعض الأشخاص إلى إجراء تغييرات في نمط الحياة، والبعض الآخر قد يتطلب الأدوية، فيجب عليك استشارة الطبيب في تحديد الخيار الأنسب لك.

السابق
الزنجبيل والضغط وكيف يساهم في الوقاية من العديد من الأمراض
التالي
الصلع الوراثي عند السيدات والبنات وطرق العلاج المبكر والوقاية منه