اعراض القرحة الهضمية و ما هي الأطعمة والمشروبات المناسبة

بقلم د. سارة عبده

القرحة الهضمية هي حالة مرضية يمكن التعايش معها بسلام والاكتفاء بالعلاج الدوائي المؤقت ولكن! في بعض الأحيان تتفاقم الأعراض لتصل إلى حد الخطر والتي تكون بمثابة ناقوس يهدد بإنهاء الحياة، الأمر الذي يستدعي وضع خطة علاجية شاملة لتجنب الوصول إلى هذه المرحلة، لذلك سنلقي الضوء في هذا المقال على اعراض القرحة الهضمية.

القرحة الهضمية

• هي عبارة عن وجود ثقب أو تآكل في الأغشية المبطنة لجوف المعدة (gastric ulcer) والأغشية المبطنة للاثنى عشر (duodenal ulcer) وهو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.
• من أهم الأسباب المسؤولة عن ظهور هذه الثقوب والإصابة باعراض القرحة الهضمية هي جرثومة المعدة الحلزونية (H. pylori).
• بالإضافة إلى وجود أسباب أخرى مثل الإفراط في تناول المسكنات خاصة عند كبار السن، خاصة المسكنات غير الستيرويدية (NSAID) مثل البروفين وديكلوفيناك الصوديوم.
• توجد بعض الأدوية الأخرى التي تزيد من حدة اعراض القرحة الهضمية مثل الجرعات المنخفضة من الأسبرين ومضادات التجلط وادوية علاج الاكتئاب مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية ( SSRIS).
• أيضا يوجد للعامل الوراثي دور هام في الإصابة بالقرح الهضمية مثل وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
• الإفراط في تناول الأطعمة الحارة وكثيرة التوابل وتناول الحمضيات والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة لأن الكافيين يحفز من إفراز حمض المعدة.
• نمط الحياة السريع والتوتر والضغط النفسي كلها عوامل تزيد من حدة اعراض القرحة الهضمية.

اعراض قرحة المعدة والقولون

• تحدث أغلب قرح المعدة في المرضى أصحاب فصيلة دم O.
• يصاحب قرحة المعدة ألم في فم المعدة يزيد بعد الانتهاء من الطعام أو أثناء تناوله ويزيد الألم مع الأكل ومع القيء نتيجة زيادة إفراز حمض المعدة.
• بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى مثل حرقة المعدة، والغثيان والقيء، الشعور بالامتلاء والانتفاخ وعسر الهضم.

اعراض القرحة الهضمية

تظهر غالباً اعراض القرحة الهضمية على هيئة ألم وحرقة في المعدة وشعور بالامتلاء وعسر الهضم، ولكن إذا استمرت الأعراض دون علاج قد تنتج بعض المضاعفات، وخاصة عند الإصابة بقرحة المعدة وتتمثل هذه المضاعفات فيما يلي:

• القيء المصحوب بالدم أو بمادة سوداء.
• تغير لون البراز إلى الأسود القاتم والذي يشبه القطران وخروج رائحة قوية نفاذة وكريهة منه.
• التهاب البنكرياس والذي يصاحبه ألم شديد بالبطن ويمتد إلى الظهر.
• فقدان شديد للوزن دون سبب واضح.
• صعوبة في التنفس.
• الإصابة بالأنيميا الناتج عن النزف الداخلي.
• الأورام الحميدة مثل زوائد المعدة.
• سرطان المعدة في حالات القرحة الهضمية المزمنة.

قرحة الاثنى عشر

• تحدث أغلب قرح الاثنى عشر في المرضى أصحاب فصيلة دم AB.
• يصاحب قرحة الاثنى عشر ألم يزيد أثناء النوم أو عند الاستيقاظ من النوم صباحاً أو عند الشعور بالجوع، ويزول الألم مع القيء أو شرب الحليب أو الماء وتناول الطعام، وذلك لأن المعدة تبدأ في إفراز الأحماض الهاضمة لهضم الطعام مما يخفف من ألم القرحة.

مضاعفات اعراض القرحة الهضمية الناتجة عن قرحة الاثنى عشر

إذا استمرت الأعراض الناتجة عن قرحة الاثنى عشر دون علاجها؛ قد تظهر المضاعفات الآتية:

• اضطراب بالجهاز الهضمي ما بين الإصابة بالإسهال والإمساك.
• الإصابة بالسمنة المفرطة نتيجة استمرار المريض في تناول الطعام دون انقطاع للتغلب على ألم القرحة المصاحب للإحساس بالجوع.
• نزيف داخلي وقيء دموي.
• انسداد معوي نتيجة التهاب الاثنى عشر وانسداد مخرج المعدة (Pylorus).
• التهاب بالغشاء البريتوني.

علاج القرحة نهائيا

تعتمد خطة علاج اعراض القرحة الهضمية على عدة عوامل أهمها:

العمر:

• إذا كان المريض أقل من 40 عاماً وليس لديه مضاعفات للقرحة فإن خطة العلاج تتضمن علاج الميكروب الحلزونى وعلاج للقرحة الهضمية لمدة شهر.
• إذا كان المريض أكبر من 40 عاماً فإن خطة العلاج تتضمن عمل تنظير داخلي للمعدة للتأكد أن هذه القرح قرح هضمية وليست أورام سرطانية.

الوقاية:

• تجنب الإفراط في تناول مسكنات الألم خاصة المسكنات غير الستيرويدية (NSAID)، وإذا لزم الأمر مثل الحاجة إلى تناولها يجب تناول معها أدوية قوية تغلف جدار المعدة لحمايته من التآكل الذي تحدثه هذه المسكنات، توجد فئة من المسكنات غير الستيرويدية تسمى COX_2 هي أقل فعالية ولكنها أقل خطراً على جدار المعدة.
• علاج جرثومة المعدة بالأعشاب والثوم وطرق استخدام العلاج الثلاثي.
• يجب التوقف عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية.
• تجنب الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والحارة وكثيرة التوابل والابتعاد عن تناول الأطعمة المقلية والتي بدورها تزيد من حدة اعراض القرحة الهضمية.
• استبدال وجبات الطعام بوجبات صغيرة على مدار اليوم وتجنّب تناول الطعام في وقتٍ متأخر من الليل.
• تجنب الإفراط في تناول المشروبات الغازية والمحتوية على الكافيين والمُضاف إليها السكر المكرر.
• محاولة التخلص من الضغوطات والتوتر العصبي عن طريق ممارسة بعض الرياضات مثل اليوجا والزومبا، لأن هذه الرياضات تساهم في التقليل من التوتر عن طريق زيادة إفراز هرمون الإندروفين.

إليك جميلتي بعض الأطعمة الصحية والمشروبات المناسبة للقرح الهضمية:

• الأطعمة قليلة الدسم ومنها الدجاج والديك الرومي والسمك.
• الفواكه التي تحتوي على الألياف ومنها التفاح لأنه يحتوي على الألياف والأحماض العضوية التي تعمل كمنظم للجهاز الهضمي، والموز الغني بالكربوهيدرات والمركبات القلوية والتي تساعد على تنظيم مستوى الحموضة بالمعدة.
• والخضراوات مثل البروكلي والجزر والسبانخ الغنية بفيتامين أ.
• الحبوب الكاملة مثل الشوفان.
• الزبادي مهم لالتهاب المعدة لأنه يحتوي على البروبيوتيك الطبيعي مما يساعد في حماية المعدة وعلاج جرثومة المعدة.
• الفلفل الأحمر الحلو غني بفيتامين سي والذي يمكن أن يساعد في الوقاية من قرحة المعدة فهذا الفيتامين يلعب دورًا فعالاً في التئام الجروح.
• اختلفت الأراء حول تناول الحليب ومشتقاته ولكن وجد أن الحليب يقلل من اعراض القرحة الهضمية مثل حرقة المعدة لبعض الوقت، لأنه يعمل كغلاف عازل يعزل الأغشية المخاطية عن حمض المعدة ولكن! سرعان ما تعود الأعراض نظراً لأنه يحفز أيضاً من إفراز الحمض، لذلك يُسمح بتناول الحليب للوقاية عند الاضطرار إلى تناول بعض الأدوية المسببة لقرح المعدة مثل الجرعات المنخفضة من الأسبرين.
• يُنصح بشرب الماء لمعادلة حموضة المعدة ومعرفة كمية الماء التي يحتاجها الجسم يوميا.
• يُنصح بإضافة زيت الزيتون أيضا إلى الأطعمة.

علاج القرحة الهضمية يشمل:

العلاج الدوائي الذي يُحفز من التئام القرح ويعجل بالشفاء مثل:

• مثبطات مضخة البروتونات (Proton Pump Inhibitors – PPI) والتي تعمل على التقليل من معدل إنتاج حمض الهيدروليك داخل المعدة.
• حاصرات مستقبلات الهيستامين (H2 Blockers) والتي تقلل من كمية الحمض في المعدة، عن طريق تثبيط مستقبلات الهيستامين الموجودة في الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة.
• أدوية مضادات الحموضة Antacids  والتي تعمل على معادلة حموضة حمض الهيدروليك في المعدة مما يخفف من الحرقة المصاحبة.
• الأدوية المبطنة لجدار المعدة والأمعاء ( Misoprostol) والتي تقلل من الحموضة المفرزة من المعدة وتمنع التهيج الناتج عن بعض الأدوية مثل الأسبرين، بالإضافة إلى أدوية أخرى مثل دواء بسموث ساليسيلات ( Bismuth subsalicylate)‏ ودواء سوكرالفات (Sucralfate) والتي بدورها تغلف التقرحات بطبقة عازلة تحميها من تأثير أحماض المعدة.

علاج أعراض الميكروب الحلزوني وأعراض جرثومة المعدة النفسية والذي يشمل:

• علاج الميكروب الحلزونى بالأعشاب.
• علاج الميكروب الحلزونى بالأدوية والذي يشمل العلاج الثلاثي المستخدم في علاج الميكروب الحلزونى وهو:

        المضادات الحيوية

• كلاريثروميسين (بياكسين).
• ميترونيدازول (فلاجيل).
• تينيدازول (تينداماكس).
• أموكسيسيلين.

التنظير والعلاج الجراحي:

• يلجأ الطبيب المعالج إلى هذه الطرق في حال فشل الطرق الأخرى في علاج القرح نهائياً وتكرار الإصابة بها.
• التنظير والذي يستخدم في وقف نزيف المناطق المصابة عن طريق منظار يوضع من خلال الفم إلى المريء وحتى الأمعاء، ومن خلاله يستطيع الطبيب الجراح رؤية الجهاز الهضمي للمريض على شاشة التلفزيون من خلال الكاميرا المتصلة بالمنظار.
• التدخل الجراحي ويشمل إزالة أجزاء من المعدة أو قطع العصب المتحكم في إنتاج حمض المعدة أو ربط الأوعية الدموية النازفة لوقف النزيف الداخلي.

 علاج قرحة المعدة بالعسل

• أثبتت بعض الدراسات أهمية غذاء ملكات النحل في علاج قرحة المعدة لما له من فوائد علاجية تساهم في الحد من اعراض القرحة الهضمية.
• فالعسل يحتوي على مضادات للأكسدة ومضادات للالتهابات تصل إلى أكثر من 200 عنصر بالإضافة إلى مادة البوليفينول.
• هذه العناصر تحد من الالتهابات المصاحبة لقرحة المعدة وتٌسرع من عملية شفاء والتئام هذه القرح.
• كما يعمل العسل على معادلة حموضة العصارة الهضمية التي تفرزها المعدة مما يقلل من الضرر الواقع على الأغشية المبطنة لجدار المعدة.
• هناك أبحاث أخرى ترشح العسل كعلاج مساعد مع العلاج الرئيسي لجرثومة المعدة عند الأطفال فهو ربما يفيد في تقليل مدة العلاج، ويعد عسل النحل الخام أو عسل نحل مانوكا أكثر الأنواع المضادة للبكتيريا.
• يُنصح بتناول ملعقة كبيرة من عسل النحل قبل الإفطار وبعد وجبة الغذاء وقبل النوم حتى يعمل كطبقة عازلة، تحجب جدار المعدة عن العصارة الهضمية التي تفرزها المعدة لإتمام عملية هضم الطعام.
• يُنصح بتناول عسل النحل مع مغلي قشر الرمان أو مع قشر الرمان المجفف والمطحون مرة واحدة يومياً خاصة صباحاً، إذ يعمل قشر الرمان مع العسل كمادة عازلة وعلاجية تسرع من عملية شفاء التقرحات