بقلم د. سارة عبده
حساسية القمح حالة طبية تؤثر بشكل سلبي على الصحة العامة، مجموعة من الأعراض تتعارض مع ممارساتنا اليومية عند ظهورها ويترتب عليها الكثير من المشاكل والمضاعفات الخطيرة، ويبدو من الطبيعي أن نتساءل عن ما هي حساسية القمح وأعراضها؟ وعما إذا كان تحليل حساسية القمح فعال في الكشف عن مرضاها؟ فما هو اسم هذا التحليل وسعره؟
سنلقي الضوء في هذا المقال على كل ما تود معرفته عن تحليل حساسية القمح.
حساسية القمح
- هو مرض غير وراثي أو مرض تحسُسي ينتج عن تحسُس الجهاز المناعى، لأي من البروتينات الموجودة في منتجات القمح والشعير وحتى الشوفان وإنتاج الأجسام المضادة لها.
- تكمن خطورته في ظهور أعراض التحسس بسرعة فور تناول أي من المنتجات المحتوية على بروتينات القمح، فتبدأ الأجسام المضادة في مهاجمة أجهزة الجسم المختلفة بما في ذلك الجهاز الهضمى.
- بالإضافة إلى عدم تحمل الجهاز التنفسي وظهور رد فعل تحسسي عند استنشاق دقيق القمح.
- تشمل بروتينات القمح الألبومين (Albumin) والجلوتين (Gluten) والجلوبيولين (Globulin) والجلادين (Gliadin).
- تُعد حساسية الجلوتين أو ما يعرف بـالسيلياك واحدة من أمراض المناعة الذاتية ويرجع احتمالية الإصابة بها إلى وجود تاريخ وراثي واستعداداً جينيًا للإصابة به.
- أيضاً يُعد واحد من التفاعلات التحسسية ولكنه تفاعل تحسسي ضد واحد من بروتينات القمح ألا وهو الجلوتين.
- وتختلف أعراض حساسية الجلوتين عن أعراض حساسية القمح بشكل عام في أنها تحتاج بعض الوقت للظهور على المريض.
- ينتج عن حساسية القمح الناتجة عن بروتين الجلوتين اضطراب وتلف في أهداب الامتصاص المبطنة للأمعاء الدقيقة.
- يؤدي هذا التلف بدوره إلى خلل في امتصاص جميع المعادن والفيتامينات الهامة لجسم الإنسان.
- لذلك فإن أغلب أعراض حساسية الجلوتين ناتجة عن الاضطراب الوظيفي للجهاز الهضمي بعكس حساسية القمح بشكل عام، والتي تكون أعراضها ناتجة عن التفاعلات التحسسية في جميع الأجهزة وليس الجهاز الهضمي بحسب.
تحليل حساسية القمح
- يستعرض تحليل حساسية القمح الكشف عن الأجسام المضادة المتكونة كرد فعل طبيعي من الجهاز المناعي ضد بروتينات القمح، والتي بدورها تهاجم النسيج الضام للأمعاء فيصبح الجسم غير قادر على امتصاص المعادن والفيتامينات من المواد الغذائية بالإضافة إلى مهاجمة هذه الأجسام لأجهزة الجسم الأُخرى.
- تظهر نتيجة تحليل حساسية القمح خلال يومين إلى ثلاثة أيام من إجراء التحاليل.
- يتم التأكد من أن المريض مصاب بحساسية الجلوتين عندما تصبح نتيجة تحليل الأجسام المضادة لبروتين الجلوتين موجبة، فهذا التحليل يتميز بأنه عالي الحساسية والخصوصية تجاه مريض حساسية الجلوتين، وتصل دقته إلى نسبة 95 بالمائة في تمييز مرضى هذه الحساسية.
اسم تحليل حساسية القمح
إليك جميلتي بعض الأسماء الخاصة بتحليل حساسية القمح:
تحليل الدم
- يكشف تحليل حساسية القمح من خلال تحليل الدم عن الأجسام المضادة المتكونة Anti-endomysial antibodies واختصارها (anti-EMA)، وAnti-tissue transglutaminase antibodies واختصارها (anti-tTG )، وتشمل IgA وIgG والذي يستخدم كبديل في الأشخاص الذين لديهم نقص في IgA.
- يؤدي عمل تحليل حساسية القمح في الكشف عن الأجسام المضادة Deamidated gliadin peptide (DGP) antibodies في حال سلبية نتائج التحليل السابق.
- تشمل فحوصات الدم ايضاً قياس مستويات الجلوبين المناعي IGA والذي يوضح مدى استجابة الجسم لبروتين الجلوتين، وتكون نتائج الجلوبين المناعي IGA إما مرتفعة جداً أو مرتفعة أو غير مرتفعة.
- تُؤخذ عينة من دم المريض من خلال سحبها من وريد في إحدى ذراعي المريض.
- يجب على المريض الامتناع عن تناول أي نظام غذائي خالٍ من الجلوتين لمدة تصل إلى 6 أسابيع قبل تحليل الدم، لأن في حال الاستمرار على نظام غذائي خالي من الجلوتين فإن ذلك يتعارض مع الكشف عن وجوده أو وجود أجسام مضادة له.
الفحص الجلدي
- يكشف الفحص الجلدي عن وجود رد فعل تحسسي ضد واحد من بروتينات القمح، عن طريق حقن مسببات الحساسية تحت سطح الجلد على الساعد أو أعلى الظهر، والانتظار لظهور أي تفاعلات تحسسية على الجلد بعد مُضي بعض الوقت.
- بعد مُضي 15 دقيقة تبدأ علامات التفاعلات التحسُسية في الظهور وتشمل الإصابة ببثور حمراء مسببة للحكة في مكان وخز مستخلص بروتين القمح.
خزعة المعدة
- تؤخذ عينة من جدار المعدة عن طريق منظار الجهاز الهضمي Endoscopy للبحث عن أهداب ضامرة أو تالفة بالأمعاء الدقيقة.
- يأتي عمل خزعة للمعدة كخطوة ثانية بعد الحصول على نتائج ايجابية من الخطوة الأولى وهي الكشف عن الأجسام المضادة لبروتينات القمح.
- يجب تكرار خزعة المعدة بعد 6 شهور من الامتناع عن تناول منتجات القمح وبداية العلاج.
الفحوصات الجينية
- تكشف الفحوصات الجينية عن الجينات المرتبطة بمرض حساسية القمح وخاصة حساسية الجلوتين وهي HLA-DQ2 وHLA-DQ 8.
- يُنبأ وجود هذه الجينات عن استعداد المريض للإصابة بحساسية القمح وليس بالضروري الإصابة بها والتأكيد على وجوده.
- يُجرى هذا الفحص عن طريق أخذ عينة من الدم أو مسحة من الفم.
قياس نسبة الفيتامينات والمعادن
- تشمل تحليل حساسية القمح قياس مستويات الفيتامينات الهامة في الدم مثل فيتامين د وب6 وب12 وفيتامين أ.
- تشمل التحاليل أيضاً قياس مستويات المعادن الهامة مثل الحديد والزنك والماغنسيوم وأيضاً والكالسيوم للبحث عن أسباب الإصابة بمرض هشاشة العظام.
سعر تحليل حساسية القمح
- يختلف سعر تحليل حساسية القمح بحسب المكان الموصى به الطبيب لإجراء التحليل ونوع التحليل المطلوب.
- ربما يصل سعر تحليل حساسية القمح في مصر إلى 500 جنيه مصري.
أعراض حساسية القمح
تؤدي بعض التفاعلات التحسسية والتي هي رد فعل طبيعي من جهاز المناعة ضد بروتينات القمح إلى ظهور هذه الأعراض:
- أعراض الحساسية الجلدية مثل الطفح الجلدي وشحوب لون الجلد والحكة والتورم خاصة في الرقبة والركبتين والظهر والأرداف.
- تورم وقُرح في الشفاه والفم ودغدغة في اللسان.
- تورم وضيق في الحلق.
- صعوبة في التنفس والاختناق.
- الصداع المزمن.
- حساسية الجيوب الانفية.
- حساسية العيون مثل الحكة وزيادة الدمع.
- فقدان الوعي
ينتج عن سوء الامتصاص للفيتامينات والمعادن الهامة بعض الأعراض المزمنة والتي تختلف من شخص إلى أخر مثل:
- الغثيان والقيء والدوار الشديد.
- الإسهال الشديد ذو الرائحة الكريهة.
- تقلصات المعدة
- دم ودهون في البراز.
- آلام المفاصل والعضلات.
- ضعف مينا الأسنان.
- سرعة في ضربات القلب.
- فقر الدم مستمر وهُزال شديد نتيجة نقص الحديد وفيتامين ب المركب.
- الانتفاخات المستمرة والغازات نتيجة عدم تحمل الجهاز الهضمي لمادة الكربوهيدرات.
- أعراض نقص فيتامين د نتيجة سوء امتصاصه.
- الإصابة بهشاشة العظام الناتج عن سوء امتصاص الكالسيوم.
تزداد عوامل الخطورة للإصابة بمرض حساسية القمح في:
- الأطفال خاصةً في عامهم الأول مع بداية ادخال الاطعمة المختلفة لنظامهم الغذائي مع الرضاعة الطبيعية، وذلك لعدم اكتمال نمو كلا من جهازهم المناعي والهضمي.
- العائلات التي تعاني من بعض أنواع الحساسية مثل حساسية الصدر وحساسية الجيوب الانفية وغيرها.
- تزداد الإصابة بحساسية الجلوتين عند الأشخاص المصابين بأمراض مناعية اُخرى مثل داء السكري من النوع الأول، وأيضاً عند الأشخاص المصابين بمتلازمة تيرنر ومتلازمة داون.
علاج حساسية القمح
التعليمات التي يجب اتباعها للوقاية من أعراض حساسية القمح:
- تجنب تناول منتجات القمح مثل الخبز والدقيق الأبيض والشوفان والمعكرونة ومعظم المعجنات، وبعض منتجات اللحوم مثل اللحوم الباردة والهوت دوج واستبدالها بمنتجات خالية منه.
- اعتماد نظام غذائي خالي من بروتينات القمح مثل الأرز الأبيض ودقيق الأرز والذرة، والبطاطس والبطاطا والفول الصويا وجميع منتجات الالبان واللحوم والخضروات والفاكهة.
- تجنب بعض المنتجات التي يدخل في تكوينها إحدى بروتينات القمح كالجلوتين مثل أحمر الشفاه، غسول الفم ومعجون الأسنان، وبعض الأدوية.
- الحرص على قراءة العبوات الغذائية جيداً في السوبر ماركت للتأكد من خلوها من إحدى مشتقات القمح.
- يُنصح بتناول بعض الفيتامينات والمعادن الهامة والمكملات الغذائية في الأسابيع الأولى من العلاج.
- يُنصح بتناول الكورتيكوستيرويد corticosteroid في الأسابيع الأولى من العلاج لزيادة معدل الامتصاص الهضمي.
- يُنصح بشكل عام بعدم إدخال الأطعمة الصلبة إلى نظام الرضيع الغذائي قبل الشهر السادس خصوصًا الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين.
يمكن إعطاء المريض بعض الأدوية عند تناول إحدى منتجات القمح عن طريق الخطأ مثل:
- مضادات الهستامين والتي بدورها تقلل من أعراض التحسس والمتوفر على هيئة كريمات موضعية أو حبوب أو حقن .
- حقن الأدرينالين عند الإصابة برد فعل تحسسي شديد ضد منتجات القمح، فقد يكون المريض مهدداً بفقد حياته إذا لم يتم الإسراع في حقنه.
- عند تكرار هذا النوع من الحساسية عند بعض الأشخاص فيجب عليهم الاحتفاظ بقلم الحقن الالكتروني للأدرينالين Epipen، والذي يحتوي على محقن وإبرة ويؤخذ عن طريق حقنه في منطقة الفخذ.
عليك جميلتي أخذ سبل الحيطة والإسراع في إجراء تحليل حساسية القمح الشاملة عند الارتياب من أجل سلامة صحتك.