بقلم د. رشا عيد
تمر علينا لحظات عصيبة مع الم الضرس، وذلك حين يخفق ضرسك باستمرار ويُبقيك الألم مستيقظًا طوال الليل، ولا تستطيع لمس وجهك من التورم الذي أصابه، ثم تذهب إلى طبيب الأسنان ليصف لك الحالة، وعندها تكتشف أنه خراج تحت الضرس أو الأسنان.
ينصح أطباء الأسنان بعلاج خراج الضرس مبكرًا؛ حتي لا تنتقل العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الرقبة أو الرأس.
ما هو خراج الضرس ؟
هو تجمع الصديد داخل الضرس، ويتكون من خلايا الدم البيضاء الميتة وبقايا الأنسجة، والبكتيريا، وينتج عن عدوى بكتيرية انتشرت إلى طرف الجذر، أو حول الجذر.
تنشأ العدوى من الحجرة الداخلية للسن التي تسمى “حجرة اللُب”، وتحتوي على أوعية دموية، وأعصاب، والنسيج الضام، وعندما تفقد الأسنان قدرتها على مقاومة العدوى لأي سبب، فإن البكتيريا تكون قادرة على غزو “حجرة اللُب” والتكاثر.
تنتشر العدوى البكتيرية عادًة مع تكاثر البكتيريا في حجرة اللُب، وتخرج من أسفل الجذر إلى العظم، ويختلف الخراج هنا عن خراج اللثة حسب مصدر العدوى الأصلية، ويعتمد العلاج أيضًا على مكان منشأ العدوى.
يعالج أطباء الأسنان خراج الضرس عن طريق تفريغ الخراج، وتنظيف الضرس من الداخل للحفاظ عليه من خلال علاج قناة الجذر، وقد يحتاج الضرس أو السن في بعض الحالات إلى خلعه، حتى لا يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
أسباب خراج الضرس
ينتج خراج الضرس أو الأسنان عن مضاعفات عدوى بكتيرية، توجد غالبًا في البلاك ثم تشق طريقها إلى السن؛ إذ تكون السن صلبة من الخارج لكن الداخل ملئ بالأعصاب، والنسيج الضام، وهي التي تصاب بالعدوى البكتيرية، وإذا لم تُعالج العدوى تُؤدي إلى خراج الأسنان.
هناك عدة أسباب تؤدي إلى خراج الضرس، وهي:
- تسوس الأسنان:
عندما يصبح تسوس الأسنان عميقًا بحيث يصل إلى حجرة اللُب، يحدث التهاب داخل السن، (وهذا الالتهاب هو السبب في الشعور بآلام الأسنان)، ولكن عند إهمال علاج هذا الالتهاب ينتقل إلى تحت الضرس مسببًا خراج تحت الضرس.
يمكن أن تصاب أي سن بالخراج، ولكن ضرس العقل معرض بشكل أكبر إلى الإصابة بالخراج؛ لأنه يصعب الحفاظ على نظافته، ويصاب بالتسوس دون أن يلاحظه أحد.
- النظام الغذائي غني بالسكر، وكثرة تناول الأطعمة الغنية بالسكر، مثل الحلويات، والمشروبات الغازية.
- علاج قديم في الأسنان مثل الحشو الذي يقترب من اللُب:
يمكن للأسنان التي تم علاجها سابقًا بإجراء قناة الجذر، أو حشو الأسنان أن تتضرر وتصاب بخراج الأسنان.
- ضربة للسن أو صدمة بسبب الطحن أو الصرير:
يتأثر اللُب بشكل سلبي ولا يستطيع التعافي عند تعرضه لضربة على السن؛ إذ تقطع الضربة على السن إمداد الأسنان بالدم، وعندها يفقد الإمداد بالمغذيات؛ ونتيجة لذلك يموت اللُب بسرعة، أما الصدمة الناتجة عن الطحن فهي إصابة بطيئة، وتؤثر تدريجيًا على الأسنان.
- جفاف الفم:
يزيد جفاف الفم من تسوس الأسنان، وينتج الجفاف عن بعض الأدوية، أو من أعراض الشيخوخة.
ما هي علامات وأعراض خراج الضرس؟
الأعراض الرئيسية هي آلام في الضرس، وخفقان بالقرب من السن أو اللثة، وعادًة يأتي الألم فجأة ويزداد سوءًا مع مرور الوقت، ومن الأعراض أيضًا:
- آلام حادة ومستمرة في الأسنان وتنتشر إلى عظام الفك، والرقبة.
- حساسية الأسنان ضد درجات الحرارة الباردة، أو الساخنة.
- آلام عند المضغ أو العض.
- حمى.
- تورم واحمرار في الوجه، أو الخد.
- تورم الغدد اللمفاوية تحت الفك، أو الرقبة.
- صعوبة التنفس أو البلع.
- تورم في اللثة.
- أسنان مشوهة أو مفكوكة.
- توقف الألم عند تمزق الخراج، وظهور طعم كريه في الفم نتيجة لخروج الصديد.
أنواع خراج الضرس
يختلف نوع الخراج حسب موقعه من الضرس، إلى ثلاثة أنواع وهي:
- خراج ذروي: وهو خراج عند طرف جذر الضرس.
- خراج اللثة بجانب الضرس أو السن: قد ينتشر إلى الأنسجة والعظام المحيطة.
- خراج على اللثة.
المضاعفات الناتجة عن خراج الضرس.
لن يختفي الخراج بدون علاج، إذا لم يتم تنظيف الخراج فقد تنتشر العدوى إلى الفك، أو إلى مناطق أخرى من الرأس، والرقبة، وقد تزيد العدوى حتى تصل إلى تعفن الدم وتصبح مُهددة للحياة، وخاصة إذا كانت مناعة الجسم ضعيفة.
كيفية تشخيص خراج الضرس أو الأسنان
يفحص طبيب الأسنان السن أو الضرس، والمناطق المحيطة به بالإضافة إلى ما يلي:
- أن تضغط على أسنانك.
الأسنان التي بها خراج تكون حساسة جدًا للضغط، أو اللمس عمومًا.
- إجراء فحص أشعة إكس.
تُساعد الأشعة السينية على تحديد نوع الخراج في السن أو الضرس المصاب.
- إجراء فحص الأشعة المقطعية.
للكشف عن انتشار العدوى إلى مناطق أخرى داخل الرقبة، أو غيرها من الجسم.
علاج خراج الضرس بعد سحب العصب
يتم علاج خراج الضرس بعد سحب العصب حيث يقع العصب في جذر السن وتصل قنوات الجذر إلى حجرة اللُب، إن العصب ليس مهمًا بشكل حيوي لصحة الأسنان، ولكن وظيفته بعد ظهور السن هي توفير الإحساس بالحرارة، والبرودة، وعندما يتلف اللُب يتحلل وتبدأ البكتيريا في التكاثر داخل حجرة اللُب، وتسبب البكتيريا عدوى أو خراج الأسنان.
عند وجود مؤشرات على خراج الأسنان، مثل: حساسية الأسنان، أو ضربة للسن، أو نزيف اللثة، عندها يجب مراجعة طبيب الأسنان للكشف عن وجود جذر أسنان مكشوف أم لا؛ إذ يسبب جذر الأسنان المكشوفة حساسية، أو آلام في الأسنان.
قد يهمك علاج الم الضرس المسوس في المنزل والتخلص من الالتهاب الشديد
علاج خراج الضرس
يجب على أي شخص يعاني من أعراض مرتبطة بخراج الأسنان، أن يرى طبيب الأسنان على الفور، وكذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في البلع، والتنفس التوجه مباشرة إلى قسم الطوارئ بالمستشفى.
لذا هيا بنا نتعرف إلى مراحل العلاج وهي:
- الشق:
يجب قطع الخراج وتصريف الصديد الذي يحتوي على البكتيريا، وفي هذه الحالة يُعطى المريض مخدر موضعي.
- علاج الخراج الذروي:
يستخدم علاج قناة الجذر لإزالة الخراج، ويستخدم المثقاب لعمل ثقب في السن؛ حتى يخرج الصديد ويُزيل أي نسيج تالف من اللُب، ثم تدخل حشوة الجذر في الفراغ لمنع العدوى.
- علاج الخراج اللثوي:
يُفرغ الخراج من الصديد ويُنظف الجيب اللثوي، ثم يُنعم سطح جذر السن عن طريق التخطيط أسفل اللثة، وهذا يساعد الأسنان على الشفاء، ويمنع حدوث المزيد من الالتهابات.
- الجراحة:
قد يضطر الأشخاص المصابون بالخراج الذروي، أو عدوى متكررة إلى إزالة الأنسجة المريضة جراحيًا، أو يضطر جراح الفم إلى إعادة تشكيل أنسجة اللثة، وإزالة الجيب اللثوي.
أما إذا عاد خراج الأسنان بعد الجراحة فقد يخلع الضرس، أو السن.
- الأدوية:
قد تساعد مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية في تقليل الألم، قبل اللجوء للطبيب؛ إذ تعد مسكنات الألم مثل: الأسبرين، أو الإيبوبروفين، أو تايلينول (الباراسيتامول)، مسكنات فعالة لعلاج آلام الأسنان، ولكن قد يكون بعضها غير مناسب لبعض أنواع من المرضى، مثل:
- الايبوبروفين: لا يستعمل لمن يعاني من قرحة المعدة، أوالربو.
- الأسبرين: لا يستعمل للأطفال دون سن 16 سنة، وأثناء الحمل، والرضاعة.
- المضادات الحيوية:
يمكن أن يصف لك الطبيب بعض المضادات الحيوية؛ وذلك لمنع انتشار العدوى، ويمكن تناولها مع مسكنات الألم، مثل: أموكسيسيلين، أو ميترونيدازول، ولكن ضع في اعتبارك أن المضادات الحيوية لا تُغني عن زيارة طبيب الأسنان.
كيفية علاج خراج الضرس في البيت
قد تساعد بعض طرق علاج خراج الضرس في البيت في تخفيف آلام الأسنان، ولكنها لا تُغني عن زيارة طبيب الأسنان ليصف لك العلاج المناسب؛ إذ يؤدي تجنب العلاج إلى مضاعفات أشد خطورة.
إليك 9 علاجات منزلية تساعد في تخفيف أعراض خراج الأسنان، وهي:
- غسل الفم بالماء الدافئ، والملح.
وهو يعزز التئام الجروح، ومفيد لصحة اللثة.
- بيكنج صودا.
هي خيار يسير التكلفة لها خصائص مضادة للجراثيم، وهي ممتازة لإزالة البلاك من الفم.
- زيت الأوريجانو الأصلي.
له خصائص مضادة للأكسدة، والجراثيم، ويساعد في تقليل تورم، وآلام الأسنان.
- الكمادات الباردة.
تساعد الكمامات الباردة في تخفيف الآلام، وتورم الوجه الناتج عن خراج الأسنان.
- الحِلْبَة.
تتمتع الحِلْبَة بخصائص مضادة للبكتيريا، ولها تاريخ طويل في شفاء الجروح، وتقليل الالتهابات.
- زيت القرنفل الأصلي.
يستخدم زيت القرنفل الأصلي منذ العصور القديمة كعلاج طبيعي لآلام الأسنان، له خصائص مضادة للبكتيريا، والالتهابات.
- زيت الزعتر العطري.
هو زيت أصلي يقتل الطفيليات، ويُحارب البكتيريا، ويُقلل التورم.
- بيروكسيد الهيدروجين.
يُساعد في محاربة العدوى البكتيرية، وتقليل البلاك، ونزيف اللثة.
- الثوم.
الثوم علاج طبيعي له تاريخ قديم في تخفيف الآلام وقتل البكتيريا.
وأخيرًا، آلام الأسنان من أصعب الآلام التي يشعر بها الإنسان، ويؤدي إهمال علاجها إلى مضاعفات وآلام أكثر؛ لذا علينا أن نزور عيادة الأسنان عند ظهور أعراض خراج الضرس، واستخدام العلاجات المنزلية لتخفيف آلامها مع الالتزام بعلاج خراج الضرس.