بقلم د. نعمه سويد
تمثل البواسير مشكلة كبيرة للكثير من الناس، ويحاولون بشتى الطرق التخلص منها، وتقسم أنواع البواسير على حسب مكان ظهورها إلى نوعين: البواسير الداخلية والخارجية، وفي هذا المقال سنتحدث عن علاج البواسير الخارجية، والطرق المختلفة المستخدمة لهذا الغرض.
يمكن تقسيم البواسير إلى بواسير داخلية، وبواسير خارجية، وفيما يلي الفرق بينهما:
البواسير الداخلية: تتكون داخل المستقيم، ويمكن أن تتدلى من فتحة الشرج مسببة ألم شديد وقد تسبب نزيف أيضاً.
البواسير الخارجية: على عكس البواسير الداخلية؛ فالبواسير الخارجية توجد حول فتحة الشرج.
ما هو أسباب تكون البواسير الخارجية؟
السبب الرئيسي في تكون البواسير هو الإمساك الشديد والذي قد يستمر لفترة، والضغط المستمر على منطقة المستقيم والشرج يؤدي إلى اتساع الأوعية الدموية في هذه المنطقة، وتمددها، مما يؤدي إلى تكون البواسير، سواء الداخلية التي توجد في المستقيم، أو الخارجية التي تتكون حول منطقة الشرج.
أعراض البواسير الخارجية:
قد تختلف أعراض البواسير الخارجية عن البواسير الداخلية في بعض الأحيان، وفيما يلي أشهر أعراض البواسير الخارجية:
- وجود حكة وألم في منطقة الشرج.
- وجود تكتلات حول منطقة الشرج.
- وجود دم في البراز، قد يُلاحظ من خلال اللون الفاتح للدم.
كما يمكن ملاحظة النزيف خلال الاستحمام، أو استخدام المنشفة، وتختلف حدة الأعراض على حسب التدهور في الحالة، ودرجة تكون البواسير، فعلى حسب تدهور الحالة تنقسم البواسير إلى أربع درجات، أقلها من حيث الأعراض والخطورة هي الدرجة الأولى، وأعلاها هي الدرجة الرابعة.
وتتكون البواسير الخارجية في الغالب نتيجة للتعرض للإمساك الشديد، أو الإسهال الشديد على حد سواء، فكلاهما يؤدي إلى الضغط الشديد على الأوعية الدموية الموجودة في منطقة المستقيم والشرج، كما قد يؤدي الحمل عند الكثير من السيدات إلى تكون البواسير الخارجية أيضاً، وبعد الحمل قد تزول البواسير من تلقاء نفسها.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة لتكون البواسير الخارجية؟
هناك فئة من الناس يكونوا أكثر عرضة لتكون البواسير الخارجية من غيرهم، ومن ضمنهم:
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي في الإصابة بالبواسير.
- السيدات الحوامل.
- التقدم في العمر، والجلوس لفترات طويلة، أو أي عوامل أخرى من شأنها زيادة الضغط على المستقيم والشرج.
وقد يحدث خلط عند تشخيص البواسير الخارجية، فقد تتشابه الأعراض مع تلك الأعراض الناتجة عن البواسير الداخلية، أو الناسور أو الشرخ أيضاً، ولذلك يحتاج الطبيب إلى عدة فحوصات للتأكد من تشخيص البواسير الخارجية، قد تشمل منظار لمنطقة الشرج، ومنظار القولون، منظار للقاولون الملتوي أيضاً، و منظار المستقيم.
وتظهر البواسير الخارجية من خلال المنظار الشرجي، بينما يمكن تشخيص البواسير الداخلية من خلال منظار المستقيم، ومنظار القولون.
علاج البواسير الخارجية:
يعتمد علاج البواسير الخارجية على درجة تطور المرض، فيتم تقسيم درجة تطور البواسير بشكل عام إلى أربعة مراحل، حيث أشدهم هي المرحلة الرابعة، وعلى حسب شدة البواسير يكون العلاج، ففي حالة البواسير الأولي يمكن علاجها ببعض أكياس الثلج لتقليل التورم والالتهاب.
وقد يكون العلاج في صورة أقماع أو كريمات للبواسير تحتوي على مواد مختلفة تقلل من الالتهابات، ويلجأ الطبيب لعلاج البواسير الخارجية بالأدوية في المراحل المتوسطة من المرض، والتي يصعب علاجها بالعلاجات التقليدية البسيطة.
وفي المراحل المتقدمة من البواسير الخارجية، والتي قد تسبب مشكلة للمريض في ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، وتعيق نشاطه وحركته، قد يلجأ الطبيب إلى العمليات الجراحية للتخلص من البواسير،، وهذه العمليات قد تكون من خلال استئصال البواسير الخارجية جراحياً، أو قتل الخلايا باستخدام الأشعة فوق الحمراء، أو باستخدام الليزر، وكذلك المعالجة بالتصلب، أو عملية الربط المطاطي.
قد يعجبك أيضاً البواسير، وأيضاً علاج البواسير بالليزر.
علاج البواسير الخارجية بالثلج في المنزل:
في المراحل الأولى من البواسير الخارجية، يمكن علاج البواسير الخارجية من المنزل، فبعد أخذ حمام دافئ، وتنظيف فتحة الشرج جيداً، يمكن استخدام بعض كمادات الثلج، أو كمادات باردة لتقليل التورم، والالتهابات، كما يمكن استخدام بعض الكريمات المخصصة لعلاج البواسير، والتي تحتوي على مواد تلطف من الالتهابات، وتقلل من التورم، ويمكن الحصول عليها من الصيدلية دون وصفة طبية.
كرر استخدام كمادات الثلج أو الكمادات الباردة، مرة أو مرتين يومياً سيساعدك ذلك على تخفيف التورم والالتهاب، كما يساعدك على ممارسة أنشطتك اليومية بصورة طبيعية.
وفيما يلي بعض الطرق الطبيعية لعلاج البواسير من المنزل:
1. علاج البواسير الخارجية بزيت الزيتون:
لزيت الزيتون العديد من الفوائد والتي عُرفت منذ قديم الأزل، فهو يستخدم كمضاد للالتهاب، كما يحتوي على العديد من مضادات الأكسدة، ولذلك يستخدم كثيراً في علاج البواسير الخارجية، ويتم ذلك باستخدام كرات القطن، وغمرها بزيت الزيتون، ووضعها على المكان الملتهب، مما يساعد ذلك على تقليل الالتهاب، وتكرر هذه العملية عدة مرات يومياً.
كما يستخدم مزيج البطاطس وزيت الزيتون أيضاً في علاج البواسير الخارجية، حيث يتم بشر ثمرة بطاطس واحدة وخلطها بالقليل من زيت الزيتون، ووضع الخليط في شاش، ووضعها على فتحة الشرج مساءً، وإزالتها في الصباح، بالإضافة لما لزيت الزيتون من خصائص مضادة للالتهابات، تساعد البطاطس أيضاً على تلطيف المنطقة الملتهبة، وتخفيف الألم بها.
2. علاج البواسير الخارجية بالألوة فيرا Aloe vera:
لـ جيل الألوة فيرا خصائص مضادة للالتهابات، ولذلك يستخدمها الكثيرين لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية، كما تستخدم في تقليل الالتهابات المصاحبة للبواسير الخارجية، ولكن يجب التنبيه أيضاً إلى أن بعض الأشخاص لديهم حساسية لجيل الألوة فيرا، ولذلك يجب عمل اختبار حساسية قبل الاستخدام.
3. نبات بندق الساحرة:
يساعد استخدام نبات بندق الساحرة على التقليل من أعراض البواسير، فتساعد على تقليل الالتهابات والتورم والألم المصاحب للبواسير.
استخدام الملينات في علاج البواسير الخارجية:
يساعد استخدام الملينات، والمواد المحتوية على الألياف في تقليل الإمساك، وبالتالي تقلل الضغط على المستقيم والشرج، مما يساعد على تقليل الأعراض المصاحبة للبواسير.
علاج البواسير بالأدوية:
قد تستخدم بعض الأدوية أيضاً في علاج البواسير الداخلية والخارجية، والتي لا تستجيب للعلاجات المنزلية، وعلى حسب درجة تقدم الإصابة بالبواسير، والأعراض الناتجة عنها يتم استخدام بعض الأدوية مثل:
- أدوية لتقوية الأوعية الدموية: في حال تسببت البواسير في حدوث نزيف شرجي، يمكن أن يصف لك الطبيب بعض الأدوية التي تستخدم عن طريق الفم، والتي تساعد على تقوية الأوعية الدموية، مما يساعد على وقف النزيف، وهذه الأدوية مثل دافلون 500 مجم ( DFLON )، ديوسمين 500، ديوفين، وغيرها من الأدوية التي تساعد على تقليل النزيف.
ولا يجب إهمال النزيف الناتج عن البواسير حتى ولو كان بسيطاً، فمع استمراره قد يؤدي إلى الإصابة بالأنيميا.
2. الدهانات الموضعية: تستخدم بعض الكريمات والمراهم في تقليل التهاب البواسير الخارجية، كما تساعد على تقليل التورم، وتحتوي هذه الدهانات على مادة الكورتيزون التي تقلل الالتهابات بشكل كبير، كما قد تحتوي على مخدر موضعي لتقليل الشعور بالألم، ومن هذه الدهانات كريم سيديبروكت Sediproct، ويُعد من أفضل المستحضرات الموضعية التي تستخدم في علاج البواسير، وكريم بروكتوسيديل Proctosedyl، وأقماع بروكتوجليفينول.
ولكن يجب التنبيه على ضرورة عدم استخدام هذه الدهانات لمدة تزيد عن أسبوعين دون استشارة الطبيب، وذلك لما تحتويه من مادة الكورتيزون، والتي لا يجب استخدامها لفترات طويلة، كما قد يصف لك الطبيب بعض مسكنات الألم التي تؤخذ عن طريق الفم أيضاً.
عمليات التخلص من البواسير:
يمكن التخلص من البواسير والتي توجد في مراحل متقدمة، قد تكون في الدرجة الرابعة بالتدخل الطبي سواء كانت عمليات جراحية، تحتاج إلى تخدير موضعي أو كلي، أو بعض التقنيات الحديثة بدون جراحة.
1. عملية التخثر الضوئي:
يُستخدم في هذه التقنية البرد الشديد، أو الأشعة تحت الحمراء في قتل الخلايا الموجودة في البواسير مما يساعد على تقلصها، وتتم هذه العملية دون الحاجة للتخدير، حيث تتم في عيادة الطبيب.
2. عملية الربط Rubber band ligation:
تتم عملية Rubber band ligation من خلال ربط الأوعية الدموية التي تغذي البواسير، مما يؤدي إلى موت الخلايا، والتي تم قطع الإمداد الدموي لها.
3. حقن بعض المواد الكيميائية:
ويتم ذلك بحقن بعض المواد الكيميائية إلى الأوردة مما يساعد على تقليص الخلايا، ونقص حجم البواسير.
وهناك أيضاً عمليات التخلص من البواسير، والتي تحتاج إلى تخدير كلي أو موضعي، ومنها ما يلي:
1. عملية استئصال البواسير:
يتم فيها استئصال البواسير الخارجية الكبيرة، أو الداخلية أيضاً، ويحتاج ذلك إلى تخدير، ووقت للإستشفاء أيضاً.
2. عملية تدبيس البواسير:
يتم من خلالها إعادة البواسير المتدلية إلى مكانها الصحيح، ولا تحتاج وقت كبير للاستشفاء، ويمكن العودة للمنزل في نفس اليوم.
3. التخلص من البواسير بالليزر:
تعتمد عملية علاج البواسير بالليزر على استخدام شعاع الليزر في قتل بعض الخلايا، وقطع الإمداد الدموي للبواسير، مما يساعد على تقلصها تدريجياً.
أهم النصائح لتقليل الإصابة بالبواسير:
لأن الوقاية خير من العلاج، فيما يلي بعض النصائح لتساعدك في تقليل الإصابة بالبواسير، وعلاجها:
- في الحركة بركة: وهو مثل متعارف عليه، وهو حقيقي للغاية، فقلة الحركة يزيد من كسل الأمعاء، وقلة حركتها، مما يساعد في زيادة الإمساك، بالإضافة إلى أن السمنة تمثل ضغط زائد على عظام الحوض، والمستقيم والشرج.
- تناول الكثير من الخضراوات والفاكهة الطازجة: يساعد في عمليات الهضم وحركة الأمعاء لما تحتويه من ألياف، ولكن يجب تخير الوقت المناسب لتناول الفاكهة بحيث لا تكون بعد الأكل مباشرة، فيسبب ذلك عسر هضم.
- تقليل تناول الكحوليات قدر الإمكان: لأن الزيادة منها يعمل على تورم الأوردة في منطقة المستقيم والشرج، مما يزيد من أعراض البواسير.
- تناول كميات مناسبة من الماء والسوائل يومياً: يساعد ذلك في حركة الأمعاء، مما يقلل من الإمساك، بالإضافة إلى أنها تعمل كملين، مما يقلل الضغط والجهد على المستقيم والشرج.
- تجنب تناول الكثير من المواد الحريفة، والتي تساعد على زيادة التهاب الأمعاء، والمستقيم والشرج، وتزيد من أعراض البواسير.
- تجنب استخدام المناديل المبللة بالماء على البواسير: ولكن يمكنك استخدام الماء فقط للتنظيف، كما يمكنك استخدام مناديل التواليت و تبليلها ببعض قطرات زيت الزيتون، أو جيل الألوة فيرا، يساعد ذلك في تخفيف الالتهاب.
- في حالات الإمساك البسيطة؛ تجنب استخدام الملينات: فقد تؤدي إلى زيادة حركة الأمعاء والإصابة بالإسهال، والذي يمثل عاملاً في الإصابة بالبواسير أيضاً، ولكن يمكنك تناول الكثير من الفاكهة والخضروات، وشرب المزيد من الماء والسوائل، وممارسة نشاط رياضي، والذي يساعد في التغلب على حالات الإمساك البسيطة.
- تجنب تناول الكثير من البروتينات من مصدر حيواني: نظراً لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون، والتي تزيد من الإمساك.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة: فالجلوس لفترات طويلة يمثل ضغط على المستقيم والشرج، مما يزيد من تكون البواسير.
تحدثنا في هذا المقال عزيزي القارئ عن علاج البواسير الخارجية، وطرق التخلص منها سواء بالعلاجات المنزلية، أو العمليات الجراحية، وكيفية تجنب تكون البواسير الخارجية بشكل عام، حاول الحفاظ على حياة صحية مليئة بالحركة والحيوية، وتناول الأطعمة المفيدة، وسيجنبك ذلك الكثير والكثير من الأمراض، ولا سيما البواسير فقط.