بقلم د. هبة الجوهري
“أنتِ مصابة وتعاني من الصلع الوراثي ….”
كلمات وقعت على أذناي كأنها صاعقة شديدة هزت السماء.
كنت مثلي مثل أي امرأة لاحظت سقوط شعرها بكثرة.
ذهبت إلى طبيبة الأمراض الجلدية متخيلة الأمر لن يتعدى أنه مجرد نقص فيتامينات نتيجة نمط الغذاء غير الصحي الذي أتناوله.
فإذا بها تلقي بكلماتها عليِّ بكل سهولة.
لكن أنا مازلت صغيرة فعمري لا يتجاوز العشرين عام.
فكان لابد أن أتعرف أكثر على الصلع الوراثي، وهذا ما نتناوله في هذا المقال يا جميلتي.
ما هو الصلع الوراثي
“شعري يتساقط بشدة…”
“لم يعد في رأسي شعراً…”
كلمات لن تسمعها فقط من السيدات لكن من الرجال أيضاً.
من الممكن أن تكون مجرد مبالغة، لكن في بعض الحالات تكون حقيقية وليست مبالغة.
ففي هذه الحالة يكون الشخص مصاباً بالصلع الوراثي.
في بادئ الأمر لابد أن تعرفي أنه ليس بمرض عضوي لكن هو مرض وراثي.
فهو يعرف أيضاً باسم الصلع الذكري في الرجال، أما في النساء فيعرف باسم الحاصة الأندروجينية.
إذ يبدأ الأمر بتغيرات في معدل نمو الشعر الطبيعي ثم ظهور الشعر الصغير والقصير ويكون ضعيفاً نتيجة انكماش بصيلات الشعر وشيخوختها وفي النهاية يتوقف نمو الشعر في تلك المناطق.
الشعر بالنسبة للمرأة كالتاج للملكة.
الصلع الوراثي المبكر
ومن الطبيعي أن تفقدي شعرك نتيجة تغيير في مستوى الهرمونات بالجسم.
ومن الطبيعي أن تصاب بالصلع الوراثي مع تقدم السن، لكن عندما تصاب به في سن العشرين حتى الثلاثين فأنتِ تعاني من الصلع الوراثي المبكر.
أسباب الصلع الوراثي
للصلع الوراثي عدة أسباب رئيسية تتمثل في:
- التغيرات الهرمونية: إذ إن نتيجة خلل في معدل إفراز هرمون التستوستيرون -هرمون الذكورة- مما يؤثر على معدلات نمو الشعر.
- العوامل الوراثية: إذ يرتبط ظهوره بوجود جين معين ينتقل للإنسان بالوراثة.
- السن: من الطبيعي أنه مع تقدم السن يقل معدل نمو الشعر كما يقل معدل نمو الأظافر وغيرها من الأشياء؛ لذا ينتشر أكثر في مرحلة الشيخوخة.
أعراض الصلع الوراثي
تختلف الأعراض من الرجال إلى النساء كالآتي:
- الرجال: يبدأ الصلع في الظهور في مقدمة الرأس ويأخذ في التراجع حتى يصل إلى مؤخرة الرأس فلا يتبقى غير الحواف والجانبين.
ويُفقد أغلب الشعر المتبقي بمرور الوقت.
- النساء: يكون تساقط الشعر في جميع أجزاء الرأس.
لكن فلنتفق أن من القليل جداً أن تفقد المرأة شعرها بالكامل.
فالصلع الوراثي في المرأة يكون بتساقط الشعر بشدة حتى تقل كثافته جدًا في مناطق الرأس.
هل كل تساقط الشعر يعد بداية الصلع الوراثي؟
لا بالطبع، الطبيعي أن شعر المرأة يتساقط بمعدل 50 إلى 100 شعرة باليوم.
متى تلجأ إلى الطبيب؟
عند ملاحظة ازدياد معدل التساقط مع ظهور بعض الأعراض الأخرى مثل:
- ظهور الحبوب.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- زيادة في الشعر غير المرغوب.
فكل هذا دليل على اختلال في هرمونات الذكورة.
الأكثر عرضة للإصابة
- الرجال: إذ إن معدل إصابة الرجال بالنسبة للنساء هو 5 رجال إلى إمراة.
- المدخنين: فالتدخين يدمر بصيلات الشعر.
- النساء: في فترة سن اليأس.
- من له تاريخ عائلي به مصابين بالصلع.
التشخيص
يلجأ طبيب الأمراض الجلدية إلى فحص فروة الرأس غالباً.
وللتأكيد يلجأ لعدة اختبارات طبية لاستبعاد أي أسباب أخرى لتساقط الشعر مثل:
- اختبار دم.
- اختبار مستوى هرمون الغدة الدرقية.
- اختبار نسبة الأندروجين.
- اختبار نسبة الحديد.
الصلع الوراثي عند السيدات
كما سبق وذكرنا أن من أسباب الصلع الوراثي هو حدوث خلل في الهرمونات مع تقدم السن.
نتيجة لتغيرات الهرمونات العديدة التي تحدث للسيدات في فترات الحمل والولادة وسن اليأس فإنهن أكثر عرضة للإصابة به.
قد يهمك أيضاً زراعة الشعر للنساء، تجربتي مع زراعة الشعر قصة نجاح ليلى ورنا
الصلع الوراثي عند البنات
أما عن البنات فالسبب الرئيسي للإصابة هو الجينات غالباً.
إذ إن ارتفاع نسبة هرمون التيستيرون والذي يكون مصحوباً بعدة ظواهر أخرى مثل نمو الشعر في أماكن غير مرغوبة، وظهور الحبوب.
علاج الصلع الوراثي
فلنتفق عزيزتي أن العلاج يستغرق مدة كبيرة ما لا يقل عن 12 شهر لتحقيق المرغوب شرط الالتزام.
وهناك عدة أنواع من الأدوية مثل:
- مينوكسيديل:
يعد أفضل الأدوية المستخدمة وأكثرها فعالية.
يوجد بالأسواق بنسبة 2% و 5% على هيئة بخاخ.
ويُستخدم موضعياً مرتين يومياً.
ومن المحتمل أن تظهر النتائج بعد 6 شهور أو 12 شهر من الاستخدام المستمر.
لكن للأسف من الممكن أن يكون هناك بعض الآثار الجانبية مثل أي دواء كالآتي:
- نمو الشعر في الأماكن غير المرغوبة.
- الاحمرار.
- الحكة.
- الجفاف.
- فيناسترايد ودوتاستيريد:
من الأنواع الفعالة.
لكن احذري يا سيدتي فهو يوصف للرجال وليس للنساء.
وأن كان القليل من الأطباء يوصفها للنساء -خاصةً في حالة ارتفاع مستوى هرمون الذكورة- إذ ظهرت بعض الدراسات أن عند خلطه ببعض الأدوية المستخدمة للسيدات يساعد في إعادة نمو الشعر.
لكن أيضاً له بعض الأثار الجانبية مثل:
- الصداع.
- الشعور بسخونة في الجسم.
وأيضاً يُمنع استخدامه إذا كان هناك رغبة في الحمل، وذلك لتأثيره المشوه على الأجنة.
- سبيرونولاكتون:
من الممكن أن تتعجب من أن هذا الدواء من الأدوية من المدرة للبول.
فهو يستخدم لأنه يتخلص من السوائل الزائدة بالجسم وبالتالي يقلل إفراز الأندروجين وبالتالي إعادة نمو الشعر.
للأسف يجب الحذر عند الاستخدام والمتابعة مع الطبيب؛ لآثاره الجانبية الآتية:
- التعب والخمول.
- التنقيط الدموي بين الدورات الشهرية.
- اختلال نسب المعادن بالجسم.
- تحسس الصدر للمس.
وكذلك في أنواع أخرى من العلاج مثل:
- عمليات زرع الشعر:
في بادئ الأمر يجب التأكد أن السبب الرئيسي هو الصلع الوراثي وليس سبباً أخر، لكي تحصلي عزيزتي على النتائج المرغوبة.
وتنقسم إلى ثلاث أنواع:
- زراعة الشعر بطريقة الشريحة.
- زراعة الشعر بطريقة الاقتطاف.
- زراعة الشعر بطريقة الاقتطاف الجزئي.
أما عن الطرق الحديثة التي قيد البحث والتطور هي طريقة استنساخ الشعر.
- الحقن الميزوثيرابي:
إذ إن الميزوثيرابي من أفضل الطرق لعلاج تساقط الشعر، فهو يحتوي على العديد من المواد الطبيعية المفيدة لتقوية الشعر وزيادة معدل نموه ومنع تساقطه مثل:
- معقدات الببتيد مع النحاس.
- أحماض أمينية.
- الإنزيم المساعد كيو 10.
- حمض الهيالورونيك.
- فيتامينات ب المركب وج.
- معززات انقسام للخلايا الجذعية.
هل الصلع الوراثي يمكن أن يعود بعد العلاج؟
لا، في أغلب الحالات بعد استخدام العلاج والانتظام عليه لا يعود.
العلاج يقوي الشعر ويساعد على إنبات الشعر في الأماكن الفارغة.
هل يمكن منع الإصابة بالصلع الوراثي؟
للأسف لا يمكن منع الإصابة، لكن من الممكن أن تحافظ على شعرك وقوته مما يساعد على حمايته ويقلل من تساقطه كالآتي:
- الانتظام بتناول الطعام الصحي والبعد عن الأطعمة السريعة.
- الاهتمام بتناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد مثل الخضراوات الورقية.
- تجنب الأدوية التي تؤثر على الشعر من نمو أو كثافة.
- تجنب التدخين.
- الالتزام بارتداء القبعات في الشمس لتجنب تأثير الشمس السيء على الشعر.
- استخدام الأمشاط الخشبية وتجنب البلاستيك.
- تجنب احتكاك الشعر بالألياف الصناعية والأفضل منها القطن.
وإن كنتِ عزيزتي مصابة بالصلع الوراثي فلا تخافي ولا تحزني فتطور العلم وأسلوب العلاج حتى أصبح الموضوع من السهل التغلب عليه