بقلم د. سارة أحمد
هشاشة العظام (Osteoporosis) هو مرض يسبب ضعف العظام وهشاشتها فلا تتحمل الضغوطات الخفيفة ولا السقوط مما قد يؤدي إلى حدوث أي كسر بسهولة، لا يوجد سبب محدد معروف حتى الآن لحدوث هذا المرض ولكن الجدير بالذكر أن علاج هشاشة العظام قد يتم بالأدوية أو باستخدام الأعشاب الطبية والطب البديل،، فلابد من زيارة الطبيب المختص قبل بدء أي علاج لتحديد ما هو مناسب على حسب حالة المريض.
الأماكن الشائع إصابتها بهشاشة العظام في الجسم هي منطقة الفخذ أو الرسغ أو العمود الفقري، يعد المرض شائع أكثر بين النساء عن الرجال وخاصة النساء البيض والآسيويات وكلما زاد العمر زادت نسبة الخطر للتعرض له.
يُعرف مرض هشاشة العظام أيضاً باسم “اللص الصامت”؛ إذ يمكن حدوث تدهور للعظام على مدى سنوات دون أن تظهر أي أعراض..
علاج هشاشة العظام بالحقن :
يعتمد علاج هشاشة العظام على حالة المريض وتقدير خطورة إصابته عن طريق اختبار كثافة العظم ثم يتم العلاج عن طريق تقليل عوامل الخطورة إذا كانت الحالة بسيطة أو عن طريق الأدوية إذا كانت الحالة تستدعي ذلك، الأدوية هي :
◾البايفوسفونايت (biophosphonates) :
مثل :
▪️أليندرونات (alendronate) (بينوستو ، فوساماكس)
▪️ ريزيدرونيت(risedronate) (أكتونيل ، أتيلفيا)
▪️ إيبندرونات(ibandronate) (بونيفا)
▪️ حمض زوليدرونيك(zoledronic acid) (ريكلاست ، زوميتا)
تُعد هذه الأدوية الأشهر في علاج هشاشة العظام ولكنها بالرغم من ذلك تحتوي على آثار جانبية كالغثيان وآلام المعدة وأعراض تشبه الحرقة.. ويمكن تقليل تلك الأعراض عن طريق أخذ الدواء بصورة صحيحة.
أخذ الدواء عن طريق الحقن الوريدي لن يُسبب اضطرابات المعدة ولكنه قد يسبب الحمى والصداع وآلام في العضلات لمدة تصل إلى ثلاثة أيام.
◾الأجسام المضادة وحيدة النسيلة(monoclonal antibody medication) :
بالمقارنة مع البايفوسفونايت يُعطي الدينوسوماب (prolia, xgeva) نتائج مماثلة أو أفضل بالنسبة لكثافة العظم.. ويُعطى عن طريق الحقن تحت الجلد كل ستة أشهر.. ولا يجوز إيقاف الدواء إلا بعد استشارة الطبيب المُعالج.
◾العلاج الهرموني :
تنتُج هشاشة العظام عن طريق نقص هرمون الإستروجين(estrogen) عند النساء وخاصة بعد انتهاء فترة الطمث وعن طريق نقص هرمون التيستوستيرون (testosterone) عند الرجال.. لذا كي يتم علاج هشاشة العظام بالهرمونات وجب زيادة تركيز الهرمونين السابقين.
علاج هشاشة العظام بالإستروجين
يساعد الإستروجين على زيادة كثافة العظام ولكن قد يُسبب آثار جانبية كتجلط الدم أو الإصابة بسرطان بطانة الرحم أو سرطان الثدي وربما أمراض القلب لذا يستخدم للنساء الأصغر سناً.
علاج هشاشة العظام بالرالوكسيفين (raloxifene)
يُشبه الرالوكسفين الإستروجين في تأثيره على كثافة العظام وقد يتفوق عليه في أنه يقلل خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان الثدي ولكنه قد يُسبب التهابات ويزيد من خطر الإصابة بتجلط الدم.
علاج هشاشة العظام بالتيستوستيرون (testosterone)
العلاج ببدائل التستوستيرون يساعد في تحسين أعراض انخفاض هرمون التستوستيرون.
لكن أدوية هشاشة العظام تُعطي نتائج أفضل عند الرجال لعلاج هشاشة العظام لذا يوصى بها بمفردها أو بالإضافة إلى التستوستيرون.
أدوية بناء العظام :
يلجأ إليها الأطباء في حالة إذا لم تُعطي العلاجات الشائعة النتائج المرجوة.
▪️التيريبراتايد (teriparatide)
يُشبه هذا الدواء هرمون الغدة الدرقية ويُحفز نمو العظام الجديدة، و يُعطى عن طريق الحقن اليومي تحت الجلد.
بعد عامين من العلاج يتم أخذ علاج آخر لهشاشة العظام للحفاظ على نمو العظام الجديدة.
▪️الروموسوزوماب (Romosozumab)
هو أحدث دواء لبناء العظام يستخدم في علاج هشاشة العظام، يُعطى عن طريق حقنة كل شهر لمدة سنة واحدة فقط ثم يُتبع بأدوية هشاشة العظام الأخرى.
علاج هشاشة العظام بالاعشاب :
العظام تستمد قوتها من عنصرين أساسيين هما “الكالسيوم” و “فيتامين د”؛ حيث يساعد الكالسيوم على تقوية العظام والأسنان ويساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم، لذا عند حدوث أي نقص بهما قد يؤدي ذلك إلى حدوث هشاشة العظام.
وبالرغم من وجود أدوية طبية مختلفة لعلاج هشاشة العظام إلا أن الدراسات اكتشفت أن الأعشاب لها دور هام في علاج هشاشة العظام وسيتم ذكر بعض الأعشاب الهامة لعلاج هشاشة العظام فيما يلي :
◾فول الصويا(soy beans)
يدخل في صناعة المنتجات مثل حليب الصويا ويحتوي على مادة الايسوفلافون.
الايسوفلافون مركبات تشبه الإستروجين الذي يساعد على حماية العظام.
ولكن يجب الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها لعلاج هشاشة العظام خاصة إذا كانت الحالة تعاني من زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي المعتمد على الإستروجين.
◾الشاي الأخضر (green tea)
يحتوي على مركبات تعمل على تحصين العظام و إعادة بنائها كما يعمل أيضاً على زيادة كثافة المعادن الموجودة في العظام ويمنع فقدانها؛ لذا يُنصح بشرب الشاي الأخضر باستمرار.
◾ذنب الخيل(horse tail)
يحتوي على السيليكون الذي يساعد في علاج هشاشة العظام عن طريق تحفيز تجديد العظام، كما يمكن اعتباره بمثابة شاي أو صبغة أو ضغط عشبي، ويُنصح بشربه بمعدل ثلاث مرات يومياً.
ولكن يمكن أن يتفاعل بشكل سلبي مع الكحول، والنيكوتين، ومدرات البول، ومن المهم الحفاظ على شرب الماء والسوائل باستمرار أثناء استخدامها.
◾نبات البرسيم الأحمر (red clover)
يُطلق عليه أيضاً النقل الأحمر أو فل المروج وغيرها من الأسماء.
نظراً لاحتوائه على مركبات تشبه الإستروجين؛ يعتقد البعض أنه يمكن أن يساعد في حماية العظام وقد يوصي به بعض ممارسي الرعاية البديلة لعلاج هشاشة العظام.
ومع ذلك لايوجد دليل علمي يثبت أن البرسيم الأحمر فعال في إبطاء فقدان العظام.
كما أن بعض المركبات الموجودة به قد تتداخل مع أدوية أخرى مما قد يُنتج آثار جانبية كثيرة؛ لذا وجب استشارة الطبيب المعالج قبل البدء باستخدام هذا النبات.
◾عُشب الكوهوش الأسود (black cohosh)
هو عُشب تم استخدامه في الطب الأمريكي الأصلي لسنوات، كما أنه كان يُستخدم كمادة طاردة للحشرات.
يحتوي على فيتويستروغنز وهي مواد شبيهه بالإستروجين التي قد تساعد في منع فقدان العظام.
في عام 2008 أُجريت تجارب على الفئران لاختبار تأثير العُشب في علاج هشاشة العظام ونتائج التجارب أفادت بأن عُشب الكوهوش الأسود يحفز تكوين العظام في الفئران.. ولكن مازال هناك المزيد من التجارب والبحوث العلمية لتحديد هل إذا تم استخدامه على البشر سيقوم بعلاج هشاشة العظام أم لا؟
لذا وجب استشارة الطبيب قبل استخدامه نظراً للآثار الجانبية المحتملة.
◾نبات عنب الثعلب (Ribes uva-crispa)
يساعد هذا النبات على امتصاص عناصر الكالسيوم كما يحتوي على فيتامينات هامة كفيتامين ج .
يتم استخدامه عن طريق تناول عشر حبات ثلاث مرات يومياً.
◾الحبة السوداء والسمسم
عن طريق خلط المكونين معاً مع إضافة ملعقة من العسل إلى كوب من الحليب ويتم شربه ثلاث مرات يومياً.
◾الفلفل الأسود
يحتوي على مضادات لهشاشة العظام لذا فهو يساعد بشكل كبير في علاج هشاشة العظام ، يمكن إضافته إلى الوجبات بشكل يومي
◾الأفوكادو
من المواد الغنية بالكالسيوم وفيتامين د إذ إن الكالسيوم يعمل على بناء العظام والمحافظة عليها بينما فيتامين د يعمل على زيادة امتصاص الكالسيوم من الغذاء.
يُعتبر علاج هشاشة العظام بالاعشاب من طرق علاج هشاشة العظام المهمة حيث يلجأ إليها بعض الأطباء إذا ما كانت الحالة ليست خطيرة أو كعلاج مساعد أو كطريقة من طرق الوقاية من مرض هشاشة العظام.
ومن طرق الوقاية أيضاً :
▪️ممارسة التمارين الرياضية
▪️عدم التدخين
▪️تقليل الوزن
▪️تناول بعض الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د
مثل :
الزبادي، الحليب، الزنجبيل، البقدونس، السبانخ.
علاج هشاشة العظام عند كبار السن :
تقل قوة العظام تدريجياً مع تقدم العمر حيث يتم فقد العظام بشكل تدريجي مع الوقت؛ لذا يجب على كبار السن المتابعة الدائمة وإجراء الفحوصات واللجوء إلى الطبيب لكي يحدد مدى احتياج الحالة إلى أخذ علاج هشاشة العظام، فقد لا تستدعي الحالة إلى علاج ويتم الاكتفاء بطرق الوقاية أو علاج هشاشة العظام بالأعشاب.
كما ذكرنا في السابق، من الأسباب الرئيسية في حدوث هشاشة العظام هي قلة عنصري الكالسيوم وفيتامين د، وهذا يحدث بكثرة عند كبار السن مما يُزيد نسبة الخطر لتعرض كبار السن لهشاشة العظام.
فيما يلي ستتم مناقشة طرق علاج هشاشة العظام عند كبار السن وكيفية الوقاية منه :
◾مكملات الكالسيوم
نظراً لانخفاض استهلاك الكالسيوم من الأطعمة الغذائية سواء كان ذلك نتيجة لضعف الشهية أو أمراض السن أو العوامل الاجتماعية والاقتصادية في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، تقل نسبة الكالسيوم في الأمعاء مما قد يؤدي إلى إنتاج هرمون الغدة الدرقية (parathyroid hormone)
الذي يجعل العظام تتخلى عن الكالسيوم وتُلقيه في مجرى الدم.
لذا تُعطى مكملات الكالسيوم لتساعد على التغلب على قلة امتصاص الكالسيوم وزيادة تركيزه في العظام.
◾مكملات فيتامين د
قلة التعرض لأشعة الشمس يُسبب نقص في تركيز فيتامين د وهذا ما يتعرض له كبار السن في حالة إذا ما كانوا يلزمون المنزل مما يؤدي إلى انخفاض قدرة الجلد على تصنيع فيتامين د وبالتالي تزيد خطورة حدوث هشاشة العظام.
بالنسبة لكبار السن الذين يعيشون في دور رعاية المسنين، فقد ثبت أن إعطاء مكملات فيتامين د ومكملات الكالسيوم قد تقلل من حدوث الكسر.
◾التمارين الرياضية
تحتاج العظام والعضلات إلى تمرينات للحفاظ على قوتها، لذا يوجد برنامج تمرين خاص مُصمم خصيصاً لكبار السن ولكن قبل البدء بعمل التمارين يُرجى مراجعة مختص.
على مرضى هشاشة العظام الحفاظ على أنفسهم ومراقبة خطواتهم جيداً لتجنب السقوط والحوادث حتى إن كانت بسيطة؛ فالعظام حينها تكون في أضعف حالاتها.
عند الشعور بأي عرض من أعراض مرض هشاشة العظام، يجب الذهاب إلى الطبيب فوراً لكي يحدد مدى إصابة العظام ويقترح طرق العلاج المناسبة كعلاج هشاشة العظام بالاعشاب أو بالحقن أو يكتفى بإرشادات الوقاية والحذر.