بقلم د. نعمه سويد
تُعد البواسير من الأمور المحرجة والمؤلمة لكثير من الناس، لكنها مرض شائع يعاني منه ملايين البشر في العالم، فحسب الإحصائيات؛ يُصاب ثلاثة من كل أربعة أشخاص بالغين بالبواسير، ولذلك فالبواسير واحدة من أعلى المواضيع الطبية بحثاً على الإنترنت في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن البواسير متعبة ومزعجة إلا إنها سهلة العلاج نتيجة للتقدم الطبي المستمر، وكعادتنا في جميلتي نبحث معك دائما عن أفضل الحلول وطرق العلاج.
سنتحدث في هذا المقال مع جميلتي عن كل ما تود معرفته عن البواسير، وأسبابها، و أنواع البواسير، وطرق العلاج، وعن أحدث الطرق لعلاج البواسير ( عمليات البواسير بالليزر )، كما سنتعرف على الفرق بين الباسور وأنواع أمراض الشرج الأخرى، وكذلك الأطعمة المسموحة والممنوعة لمرضى البواسير، وطرق الوقاية فتابعونا.
بدايةً… ماهي البواسير؟ وما الفرق بينها وبين أمراض الشرج الأخري؟
اعتاد غالبية المرضى على تسمية كل الأمراض التي تتعلق بالشرج بالبواسير، ولكنها ليست الحقيقة فهناك عدة أمراض أخرى يمكن التفريق بينها وبين البواسير فيما يلي
البواسير:
البواسير عبارة عن التهاب وتورم في الأوردة الموجودة في المستقيم أو الشرج، وينتج عنها نزيف، وحكة، وألم في هذه المنطقة، ومع زيادة الضغط على هذه الأوردة كما في حالات الحمل أو زيادة الوزن، يزيد الأمر سوءاً وتزداد الأعراض ظهوراً.
وعلى حسب أماكن تواجد الباسور يمكن تقسيمها إلى:
- بواسير داخلية: تحدث في المستقيم، ونتيجة الضغط على الأوردة قد تخرج كتلة لحمية من الشرج عند التبرز، وتعود مكانها مرة أخري.
- بواسير خارجية: تحدث بالقرب من فتحة الشرج أو حولها، ويمكن أن تتسبب في تخثر أو تجمد الدم وتورم في هذه المنطقة فيما يُعرف بالبواسير المتخثرة.
الشرخ الشرجي: Anal fissure
حدوث تمزق بسيط في الغشاء المخاطي الذي يبطن فتحة الشرج، فيتسبب في ألم وكذلك خروج بعض الدم أثناء التبرز.
الخراج الشرجي:
وتكون من أهم أعراضه التهاب والم شديد حول الشرج، ولكنه غير مرتبط بالتبرز، قد يزول الخراج الشرجي تلقائياً، وقد يحتاج إلى تدخل طبي لمنع تحوله إلى ناسور.
الناسور الشرجي: Anal fistula
هو عبارة عن نفق بين الجلد في منطقة الشرج، والشرج من الداخل، ويحدث نتيجة إهمال علاج الخراج الشرجي، ويمكن تفريق الناسور عن باقي أمراض الشرج بوجود إفرازات وصديد، وفي الغالب يحتاج إلى تدخل جراحي للتخلص منه.
وبعدما تعرفنا على أمراض الشرج، وأن ليس جميعها بواسير، سنتحدث باستفاضة عن البواسير.
ما هي عوامل تكون البواسير؟
يرجع السبب الرئيسي لتكون البواسير عند أغلب المرضى إلى الإمساك، والذي يتسبب في صعوبة حركة الأمعاء، فيؤثر ذلك على الأوردة الموجودة في منطقة المستقيم والشرج، بالإضافة لأسباب أخرى يمكن حصرها فيما يلي:
- الإجهاد أثناء التبرز، في أغلب الأحيان يكون نتيجة للإمساك المزمن.
- الحمل نتيجة لزيادة الضغط على المستقيم والشرج، والولادة الطبيعية.
- الإسهال المزمن لزيادة الإجهاد عند التبرز.
- أورام الحوض.
- الجلوس لفترات طويلة .
- قلة الحركة وممارسة أنشطة رياضية.
- خلو النظام الغذائي من المواد المحتوية على نسبة جيدة من الألياف.
- عدم شرب كميات جيدة من الماء، أو تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة سوائل.
- رفع الأثقال أو حمل أشياء ثقيلة لفترات طويلة.
- السمنة وزيادة الوزن تتسبب في زيادة الضغط على المستقيم والشرج.
ومع التقدم في العمر، تضعف الأوردة الموجودة في المستقيم والشرج وتتمدد، مما يزيد من فرص الإصابة بالبواسير، تشير الإحصائيات أن 50% ممن أعمارهم تجاوزت خمسين عاماً عرضة للإصابة بالبواسير.
ماهي اعراض البواسير؟
تختلف اعراض البواسير باختلاف نوعها وتظهر كما يلي:
- اعراض البواسير الداخلية:
توجد في المستقيم ولا تشعر بها، ولا تتسبب في الشعور بالحكة وعدم الراحة، وتتسبب في حدوث ألم فقط عند التبرز، أو إجهاد المستقيم نتيجة الإمساك المزمن، ويحدث نزيف عند التبرز نتيجة الضغط على الأوردة الملتهبة، وعند الضغط عليها قد تخرج من الشرج مسببة البواسير البارزة، والتي تسبب حكة وألم وشعور بعدم الارتياح.
- اعراض البواسير الخارجية:
توجد تحت الجلد حول منطقة الشرج، وتتسبب في التهابات، وتورم، وحكة، وألم، ونزيف في هذه المنطقة.
ويمكن تقسيم البواسير الداخلية إلى أربعة مراحل:
- المرحلة الأولى: وتكون البواسير داخلية في مكانها الطبيعي، وتسبب ألم أو حرقان بسيط عند التبرز ويختفي بعدها.
- المرحلة الثانية: تخرج كتلة لحمية ( البواسير) أثناء التبرز وتعود مكانها طبيعياً مرة أخري.
- المرحلة الثالثة: تخرج البواسير عند الضغط عليها أثناء التبرز، ولا تعود لمكانها تلقائيا، ولكن يجب الضغط عليها من الخارج.
- المرحلة الرابعة: وهي أخطر مراحل البواسير، وفيها تخرج البواسير من فتحة الشرج ولا تعود لمكانها طبيعياً، ويزيد حدوث النزيف والذي قد يتسبب في حدوث مضاعفات، ولذلك يجب التدخل الجراحي ولا يصلح معها العلاج الدوائي.
وما هي المضاعفات التي قد تحدث نتيجة الإصابة بالبواسير؟
- البواسير المتخثرة (Thrombosed hemorrhoid ):
والمعروفة أيضاً ب( البواسير المتجلطة ) وتحدث نتيجة تجلط الدم في البواسير، وهي من أخطر مراحل البواسير، وتتسبب في حدوث ألم أثناء المشي وعند الجلوس وكذلك عند التبرز، كما تسبب حكة وتورم وتكتلات حول الشرج، ونزيف عند التبرز. وترك البواسير المتخثرة دون علاج قد يتسبب في زيادة التهابها، وتكون خراريج ترفع من درجة حرارة الجسم.
- الأنيميا: إذا استمرت البواسير دون علاج لفترات طويلة مع وجود نزيف، قد تسبب الإصابة بالأنيميا وهي من الحالات النادرة.
- البواسير المختنقة: في بعض الحالات قد ينقطع الإمداد الدموي لباسور داخلي مما يتسبب في ألم شديد به.
البواسير والحمل:
يعد الحمل من أكثر الفترات التي تكون فيها السيدات عُرضة للإصابة بالبواسير، وتحدث البواسير بشكل طبيعي في فترة الحمل نتيجة لنمو الجنين داخل الرحم، وأخذ حيز كبير من الحوض، يضغط على الأوعية الدموية في المستقيم، مما يؤدي إلى تمددها، كما يعد الإمساك أثناء الحمل أحد العوامل الرئيسية للإصابة بالبواسير، بالإضافة إلى زيادة هرمون البروجسترون في فترة الحمل، حيث يعمل على ارتخاء جدران الأوعية الدموية مما يجعلها أكثر ضعفاً وأكثر عرضة للتمدد والتورم.
ومن أكثر العوامل التي تمنع حدوث البواسير في الحمل هي تجنب الإمساك تماماً عن طريق:
- المحافظة على تناول المأكولات التي تحتوي على ألياف في الوجبات الثلاثة.
- شرب سوائل باستمرار.
- تجنب الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
- التبرز بمجرد الشعور بالحاجة لذلك.
- استخدام الملينات، ولكن بعد الرجوع للطبيب.
- ممارسة التمارين الرياضية، وخاصة تمارين الكيجل ( Kegel ) أو ما يعرف بتمارين قاع الحوض. والتي تساعد في تقوية عضلات قاع الحوض، وبدورها تدعم وتقوي عضلات المستقيم فتقلل من تكون البواسير.
الجيد في الأمر أن أغلب الحالات المصابة بالبواسير في الحمل، تتخلص منها بشكل طبيعي بعد الولادة، ولذلك معظم العلاجات في فترة الحمل تتضمن تخفيف الأعراض مثل الألم والشعور بعدم الراحة، ويمكن ذلك عن طريق الجلوس في حمام ماء دافئ عدة مرات يومياً، ووضع أكياس الثلج على المنطقة الملتهبة لتخفيف الألم والتورم، والمحافظة على النظافة الشخصية.
علاج البواسير الداخلية والخارجية:
في المراحل الأولية من البواسير قد لا يحتاج الأمر لتدخل طبي أو علاجي، ويكون الحل الأمثل هو تصحيح بعض العادات اليومية أو الروتين اليومي الخاطئ، واستبدالها بعادات أخرى تساعد على التقليل من تكون البواسير وتشمل هذه العادات مايلي:
علاج البواسير بالمنزل:
- تناول الألياف: الحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الألياف بشكل يومي والذي بدوره يساعد على حركة الأمعاء وتقليل الإمساك الذي يعد أحد أكبر مسببات البواسير. تحتوي الفواكه والخضراوات وكذلك الحبوب الكاملة على نسبة عالية من الألياف.
- السوائل: الحرص على شرب السوائل وخاصة الماء، بمعدل لا يقل عن 2 لتر، أو ما يعادل 8 أكواب ماء يوميا، يساعد على ليونة البراز وعدم الضغط على الشرج والمستقيم، فيقلل من تكون البواسير.
- الجلوس في حمام دافئ: يساعد الجلوس في حمام دافئ ثلاث مرات يومياً لمدة 20 دقيقة، أو بعد كل تبرز على تخفيف الحكة، وتقليل انقباض العضلات في منطقة المستقيم والشرج، وتخفيف التورم، وانقباض الأوعية الدموية في هذه المنطقة، مما يساعد على تخفيف أعراض البواسير.
- ممارسة الرياضة: الحرص على ممارسة الرياضة يوميا لمدة 30 دقيقة على الأقل، تساعد في حركة الأمعاء، والتخلص من الإمساك المزمن، كما تعمل على تقوية جدار الأوعية الدموية فتمنع تكون البواسير. ولا يشترط أن تكون رياضي محترف، أو لاعب أولمبياد كي تستفيد بممارسة الرياضة، فنصف ساعة مشي يومياً تقيك الكثير من الأمراض والمشكلات الصحية.
- تجنب العادات الخاطئة عند التبرز: وتشمل هذه العادات الخاطئة ( الجلوس لفترات طويلة في الحمام، والضغط الزائد على المستقيم لإجبار نزول البراز، عدم دخول الحمام للتبرز عند الشعور بالحاجة لذلك).
- الحرص على النظافة الشخصية: تنظيف منطقة الشرج بشكل جيد وصحيح يساعد في التقليل من البواسير، الحرص على عدم استخدام الصابون المحتوي على مواد كيماوية، وكذلك الكحول والمواد التي تسبب تهيج أو التهاب في هذه المنطقة، تساعد في التقليل من التهاب البواسير.
- المسكنات الموضعية: يمكن استخدام المسكنات الموضعية، كالمراهم والكريمات للتخفيف من الألم في منطقة الشرج والمستقيم، فتعمل على تخفيف أعراض البواسير.
- الزيوت العطرية: يساعد تدليك منطقة الشرج والمستقيم ببعض الزيوت العطرية والتي تحتوي على مواد مهدئة مثل اللافندر والكاموميل على تخفيف التهاب البواسير، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها، وتستخدم بإضافة بعض النقط إلى حمام الماء الدافئ.
علاج البواسير بالاعشاب:
قد يلجأ البعض لاستخدام الأعشاب في التخلص من الألم والشعور بعدم الراحة الذي تسببه البواسير، وفيما يلي أهم الأعشاب المستخدمة في تخفيف أعراض البواسير وعلاجها:
- بندق الساحرة ( witch hazel):
يحتوي على مادة التانين ( Tannin) القابضة للأوعية، تعمل على تقليل الحكة والألم والحد من النزيف، حتى تقل البواسير وتختفي تدريجياً.
- البابونج:
يحتوي على مواد مهدئة، تعمل على تقليل الحكة والألم ، ويمكن استخدام مستخلص مركز منها لعلاج البواسير الداخلية، أو كمادات منها أو مرهم في علاج البواسير الخارجية، وتوضع كذلك في حمام الماء الدافئ.
- الحنطة السوداء: ( Buckwheat )
تحسن الحنطة السوداء من الدورة الدموية، كما تعمل على تقوية جدار الأوعية الدموية، ولذلك تساعد في تقليل التورم والألم المرتبط بالبواسير، وتستخدم الحنطة السوداء كمشروب حيث توضع ملعقة منها على كوب ماء مغلي ويترك 5 دقائق، ويتم تناوله يومياً.
- بذور القطونا: ( Psyllium husk )
وهي تستخدم كمكملات غذائية، تحتوي على كميات كبيرة من الألياف التي تعمل كملين، وتسهل مرور البراز من المستقيم والشرج، ولكنها ليست علاج قطعي للبواسير، وينصح الأطباء بشرب كميات جيدة من الماء معها، لتسهيل عملها.
- الألوفيرا: ( Aloe vera )
يستخدم مستخلص الألوفيرا أو ما يُعرف ب (الصبر) الخالص بدون أي إضافات لتقليل الالتهابات والحكة الناتجة عن البواسير، لقدرته على تلطيف وترطيب المنطقة المصابة بالالتهابات.
- الملح الإنجليزي: ( Epsom salt )
الملح الإنجليزي غير شائع الاستخدام في علاج البواسير، ولكنه فعال في تخفيف التهابات البواسير، ويمكن استخدامه بطريقة بسيطة من خلال خلط 2 ملعقة من الملح الإنجليزي مع 2 ملعقة من الجلسرين، ويوضع الخليط على شاش، ويتم وضعها على المنطقة الملتهبة، ويمكن تكرار العملية كل أربع ساعات.
- لحاء البلوط 🙁 Oak bark)
لما يحتويه من كمية كبيرة من التانين Tannins، والتي لها أثر كبير كمادة قابضة للأوعية الدموية، فتقلل من النزيف المصاحب للبواسير، كما تعمل على تقوية جدران الأوعية الدموية الضعيفة المتسببة في البواسير، وتعمل على تقليل التورم والالتهابات.
ويستخدم عن طريق عمل مستخلص بإضافة ثلاث ملاعق كبيرة من لحاء البلوط إلى كوبين من الماء المغلي، ويترك على نار هادئة لمدة ربع ساعة، ثم يضاف إلى حمام الماء قبل الجلوس فيه، ويكرر يومياً لمدة اسبوعين أو أكثر للحصول على نتائج جيدة
وفي حال القيام بكل هذه العادات ولم تلقى تحسناً في اعراض البواسير، بل ازداد الأمر سوءاً فيجب عندها استشارة الطبيب المختص، والذي بدوره سيقوم بتشخيص الحالة عن طريق الفحص السريري، والذي يعد أهم الوسائل في تشخيص المرض واستثناء أي أمراض شرجية أخرى، ومرض البواسير رغم بساطته، إلى أنه كباقي الأمراض كلما تم اكتشافه مبكراً كان أفضل في العلاج ومنع المضاعفات.
العلاج الدوائي للبواسير:
في الحالات المتوسطة من مرض البواسير، والتي لم تلقى استجابة للإجراءات المنزلية، يستخدم علاج البواسير الدوائي مع إجراءات العلاج المنزلي جنباً إلى جنب، وتشتمل الأدوية التي تستخدم في علاج البواسير على:
- الكريمات والمراهم الموضعية والأقماع: والتي تحتوي على مواد مسكنة و مخففة للألم، ومن الممكن أن تحتوي أيضاً على الكورتيزون للتخفيف من الحكة، وعلى مواد قابضة للأوعية الدموية للتخفيف من التورم، وتستخدم المراهم والكريمات لعلاج البواسير الخارجية، وتستخدم الأقماع منها لعلاج البواسير الداخلية.
- الملينات: تستخدم للتخفيف من الإمساك، وتسهيل خروج البراز فتقلل من الضغط على المستقيم والشرج، ويختلف الشكل الصيدلي وكذلك الجرعة من مريض لآخر، ولذلك يجب الرجوع إلى الطبيب قبل استخدامها.
- المسكنات: بجانب المسكنات الموضعية، قد يصف الطبيب مسكنات تؤخذ بالفم للتغلب على الآلام، وقد توصف بجرعات كبيرة.
وتستخدم أدوية وعلاجات البواسير لمدة أسبوع، ويتم بعدها الرجوع للطبيب المختص، إذا لزم تكرار العلاج، ولا يجب عليك استخدام أو تكرار العلاج من تلقاء نفسك، لما لها من آثار جانبية. وكذلك يجب مراجعة الطبيب في حال عدم حدوث تحسن، لمتابعة تطور المرض.
علاج البواسير جراحياً: ( عمليات البواسير)
وفي المراحل المتقدمة مثل تكون البواسير المتخثرة في البواسير الخارجية، أو البواسير المتدلية في البواسير الداخلية، يعد التدخل الجراحي هو الحل الأمثل للسيطرة عليها ومنع حدوث أي مضاعفات، وتقليل الألم وعدم الارتياح الناجم عنها في المراحل المتقدمة، والذي يعد عائق عند البعض في ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي.
ونتيجة للتقدم الطبي تعددت أنواع وأشكال العمليات الجراحية المستخدمة في التخلص من البواسير، ويمكن تقسيمها إلي:
عمليات بدون تخدير: وتشمل
- عملية ربط شريط مطاطي: ( Rubber band ligation )
تستخدم في علاج البواسير الداخلية، وتتم في عيادة الطبيب، ولا تحتاج لمستشفى أو أدوات تخدير، وتتم عن طريق ربط قاعدة الباسور بواسطة شريط مطاطي، فيمنع الإمداد الدموي له، وتموت الخلايا وتسقط تلقائياً خلال أيام من العملية. وقد يحتاج التخلص من البواسير عمليتين ربط أو أكثر يفصل بينها على الأقل شهرين، وعمليات الربط غير مؤلمة، ولكنها قد تكون غير مريحة، كما قد تسبب حدوث نزيف يبدأ خلال يومين إلى أربعة أيام من العملية، ولكنه لا يكون ذو خطورة عالية.
ولا يُنصح بعمليات الربط المطاطي للأشخاص الذين يتناولون الأدوية المسيلة للدم، خوفاً من شدة النزيف الناتج عن العملية.
- المعالجة بالتصليب:( sclerotherapy )
تستخدم في علاج البواسير الداخلية، وتتم أيضاً في عيادة الطبيب، ولا تحتاج لتخدير، وتتم من خلال حقن مواد كيماوية في البواسير، فتعمل على تقلصها وانحسارها، وتقليل النزيف الناتج عنها، وهي مفيدة في حالات البواسير التي لم تصل لمراحل متقدمة، وقد تتسبب العملية في ألم طفيف، وهي أقل كفاءة من عمليات الربط.
وعمليات الحقن بالتصليب تفضل عن عمليات الربط لمن يتناولون الأدوية المسيلة للدم، لتفادي حدوث نزيف.
- عمليات التخثير أو العلاج بالكي: ( Coagulotherapy ):
لعلاج البواسير الداخلية، وتتم باستخدام الأشعة فوق الحمراء، أو التسخين، أو التبريد الشديد في قطع الإمداد الدموي للبواسير وبالتالي تقليص حجمها وانحسار تمددها، وقد تتم باستخدام منظار ليساعد الطبيب في تحديد مكان الكي. وتتم العملية في عيادة الطبيب أيضاً ولا تحتاج لتخدير، وتنحسر آثارها الجانبية فقط في الشعور بألم لفترات قصيرة، ولكن يمكن أن تعود البواسير مرة أخري.
- عملية ربط الوريد المغذي للبواسير: ( Hemorrhoidal artery ligation )
تستخدم أيضاً في علاج البواسير الداخلية، وهي أشبه بعملية الربط المطاطي، ولكنها أكثر فاعلية، حيث يتم تحديد الوعاء الدموي المغذي للبواسير باستخدام الموجات الفوق صوتية، ويتم ربطه وبذلك يمنع إمداد الدم للبواسير فتذبل وتموت، وتسقط تلقائياً.
- عمليات جراحية للتخلص من البواسير: ويفضل أن تتم هذه العمليات داخل المستشفى، ووفقاً للجمعية الأمريكية لجراحات القولون والمستقيم ( ASCRS)، فإن 10% فقط من المصابين بالبواسير يحتاجون للتدخل الجراحي، وتشمل العمليات الجراحية للبواسير مايلي:
- عملية استئصال البواسير: ( Hemorrhoidectomy )
وتستخدم في التخلص من البواسير الخارجية الكبيرة، وكذلك البواسير الداخلية المتدلية، والتي تسبب مشاكل صحية للمريض، ولا تستجيب للعلاجات غير الجراحية.
تتم هذه العملية في المستشفى تحت تأثير المخدر، والذي يحدده الطبيب المعالج حيث يتم الاختيار مابين ( مخدر كلي، أو مخدر نصفي، أو مخدر موضعي)، كما يمكن إعطاء المريض مهدئ في حالة المخدر النصفي والموضعي، ويقوم الطبيب بقطع الباسور بشكل تام بعد تخديرك، وتتطلب هذه العملية فترة للتعافي قد تمتد لأيام، ومن أشهر آثارها الجانبية وجود ألم لفترة نتيجة العملية ويمكن التغلب عليه جزئياً باستخدام المسكنات، وإمكانية حدوث تلوث للجرح، وعندها يجب الرجوع فوراً للطبيب.
- عملية تدبيس البواسير (Hemorrhoidopexy)
يمكن أن تتم هذه العملية في مستشفي جراحات اليوم الواحد، نظراً لبساطتها وعدم الحاجة لوقت طويل للتعافي بعكس جراحة إزالة البواسير. وتستخدم عملية تدبيس البواسير لعلاج البواسير الداخلية المتدلية، وتتم العملية بقطع الجزء المتضخم من البواسير مع تدبيس سريع للأنسجة الصحيحة المتبقية لتنكمش وتعود لمكانها بعد انقطاع الإمداد الدموي عنها، ولكن من عيوب هذه العملية احتمالية عودة البواسير مرة أخرى.
- عملية البواسير بالليزر: ( كل ما تريد معرفته عن عملية البواسير بالليزر )
عملية البواسير بالليزر يمكن اعتبارها الأقل إيلاماً، والأقصر في وقت العملية وكذلك الوقت المطلوب للتعافي، فتتم العملية في 15-30 دقيقة، وفترة التعافي من العملية قد تصل إلى 48 ساعة، بعدها يمكن ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي.
تتم عملية البواسير باستخدام أشعة الليزر الكربوني، ويستخدم الطبيب شعاع الليزر في فصل البواسير عن طريق جسر من جلد الشرج، وبذلك يتبخر الباسور من الداخل بعد قطع الإمداد الدموي عنه. وينصح باستخدام المسكنات بعد العملية في حال وجود ألم، كما ينصح بالجلوس في حمام ماء دافئ به القليل من الملح الإنجليزي لتقليل الألم، وكذلك تقليل العدوى والالتهابات.
ومن أشهر المشكلات بعد عمليات البواسير بصفة عامة:
- وجود ألم متوسط أو شديد بعد العملية في منطقة الشرج والمستقيم، ويمكن التغلب عليه باستخدام المسكنات.
- تلوث الجرح ، ولذلك يجب المتابعة مع الطبيب المعالج لضمان سلامة الجرح وعدم حدوث أي تلوث.
ويمكنك الإسراع في الشفاء من عملية البواسير وتقليل حدوث مضاعفات عن طريق:
- زيادة تناول الطعام المحتوي على ألياف.
- المحافظة على شرب السوائل باستمرار، على الأقل 8 أكواب ماء يومياً.
- استخدام الملينات فترة ما بعد العملية، لتقليل الألم والشعور بعدم الراحة، وكذلك تقليل الضغط على الجرح.
- الجلوس في حمام مائي يحتوي على القليل من الملح، يقلل من الألم والشعور بعدم الراحة أيضاً.
وتتفاوت فترة التعافي من شخص لآخر، ولكن المتوقع أن يتم الشفاء التام من العملية خلال 10-14 يوم.
ومن الممكن عودة البواسير مرة أخري، خاصة بعد العمليات الأولية للبواسير أو العمليات التي تتم بدون تخدير.
الأكلات الممنوعة والمسموحة لمرضى البواسير:
إذا كنت تعاني من البواسير، فعلى الأغلب أنك تواجه مشكلة في تحديد نوعية الطعام التي يجب أن تتناوله للتخفيف من أعراض البواسير، والحد من زيادة الأمر سوءاً، وفيما يلي قائمة بأنواع الأطعمة المسموحة لمرضى البواسير، التي تساعد في الحد من الأعراض وتجنب المضاعفات، وكذلك قائمة بأنواع الأطعمة المحبذ تناولها لمرضى البواسير.
الأطعمة الممنوعة لمرضى البواسير:
- الأطعمة التي تحتوي على نسبة قليلة من الألياف.
- المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- المشروبات الكحولية.
- الأطعمة الحارة.
- الألبان ومنتجاتها.
- الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح.
- الأطعمة المقلية التي تحتوي على نسبة عالية من المواد الدهنية.
- الأطعمة المعالجة Processed food، والوجبات السريعة.
- اللحوم الحمراء.
- الخبز الأبيض.
الأطعمة المسموحة لمرضى البواسير:
- الحبوب الكاملة.
- الفواكه والخضار التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف وكذلك نسبة عالية من الماء ( البطيخ، الشمام، الموز، التفاح، الخيار، الكمثري، الكرفس، البروكلي، الموالح، القرع، الجزر، الخرشوف، التوت )
- الشوفان .
- البقوليات لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف.
- بذور الكتان.
- الفواكه المجففة كالخوخ والبرقوق.
- السوائل الصحية.
وكما نعلم جميعاً أن الوقاية خير من العلاج، فيما يلي بعض النصائح التي تجنبك خطر الإصابة بالبواسير من البداية، والتي باتباعها تقلل فرص إصابتك بهذا المرض:
- الذهاب إلى الحمام فور الشعور بالحاجة لذلك، فكلما ظل البراز في المستقيم دون التخلص منه يصبح أكثر صلابة، مما يزيد من الالتهابات.
- لا تجعل الحمام مكاناً للقراءة، ولا تجلس عليه لفترات طويلة، لأن ذلك يضع ضغط على الأوعية الدموية في منطقة المستقيم والشرج.
- الحرص على الأكلات الملينة المحتوية على ماء وألياف، والتقليل من الأكلات التي تزيد الإمساك.
- شرب الماء بكميات مناسبة.
- الحركة وممارسة الأنشطة الرياضية وعدم الجلوس لفترات طويلة.
- الحفاظ على الوزن المثالي، وتجنب الوزن الزائد.