صحة

البهاق عند الاطفال أعراضه وأسبابه وطرق العلاج المناسبة وكيفية الوقاية من الأثار النفسية

بقلم د. منال عماد الدين 
البهاق عند الاطفال


يعد البهاق عند الأطفال غير خطير، ولا يمثل أي تأثير على صحة الطفل البدنية، ولكن قد يؤثر على نفسية الطفل وثقته بنفسه؛ لعدم معرفة الآخرين بطبيعته؛ لذلك تقدم لك جميلتي في هذا المقال كل ما تودين معرفته عن البهاق عند الاطفال اسبابه وعلاجه، وكيف تدعمين طفلك، كما تزيل شكوككِ حول إمكانية أن يكون البهاق مرضا معديا.

ما هو البهاق؟ وكيف يظهر على الجلد؟

البهاق هو تغير لون الجلد ليصبح أفتح، يظهر على هيئة بقع شديدة البياض غير منتظمة الشكل، ومختلفة في الحجم، إذ يزيد حجمها تدريجيا بمرور الوقت.

تظهر هذه البقع في مختلف مناطق الجسم، ولكن يزيد ظهورها عند ثنيات الجلد كالكوع والركبة وبين الفخذين، وحول الفتحات الموجودة بالجسم كالعينين والأنف والفم والسرة ومنطقة الأعضاء التناسلية، وكذلك في المناطق التي تتعرض للشمس باستمرار مثل الوجه والكفين.

يعد البهاق مرض مكتسب إذ لا يولد الطفل مصابا به، كذلك هو مرض مزمن إذ يستمر مع المصاب لفترات طويلة ويحتاج علاجه إلى سنوات.

مرض البهاق عند الأطفال

البهاق عند الاطفال اسبابه وعلاجه، وكيف يتم تشخيصه؟

بداية ظهور البهاق عند الأطفال، كيف تكون؟

يظهر البهاق عند الأطفال عندما تلاحظين تلون أجزاء معينة من الجسم بلون أفتح من لون البشرة الطبيعي وتتلون حدود تلك البقع بلون البشرة الطبيعي، الشائع هو ظهور تلك البقع في الأماكن الظاهرة من الجسم مثل: الوجه والرقبة والكفين، ولكن من الممكن ظهورها في أماكن أخرى مثل الأعضاء التناسلية، ومن هنا سنتعرف على كل المعلومات حول البهاق عند الاطفال.

لعل أسباب البهاق لدى الاطفال مازالت غير معروفة بشكل مؤكد حتى الآن.

أسباب البهاق عند الأطفال:

أجريت العديد من الأبحاث لتحديد الأسباب الرئيسية التي تؤدي للإصابة بالبهاق عند الاطفال وهل البهاق عند الأطفال وراثة أم اضظراب مناعة ذاتية واستقرت على عدة نظريات أهمها:

  • يعد البهاق إحدى أمراض المناعة الذاتية (autoimmune disease)، إذ يقوم جهاز المناعة بالجسم بمهاجمة الخلايا الصبغية الموجودة بالجلد-لأسباب غير معروفة- مسببا توقفها عن إنتاج صبغة الميلانين وتحول لون الجلد إلى بقع بيضاء اللون.
  • تعتمد بعض النظريات على اعتبار البهاق ناتج عن خلل جيني(طفرات) يحدث في خلايا الجلد، يتسبب في توقف الخلايا الصبغية عن إفراز صبغة الميلانين؛ فيختفي لون البشرة.
  • وبعض النظريات ترجح أنه مرض وراثي، إذ إن 30% من الأطفال المصابين بالبهاق يوجد في عائلاتهم إصابات أخرى بالمرض.

كما تزيد فرص إصابة الأطفال بالبهاق حين يكون بالأسرة تاريخ مرضي للإصابة بالسكري، وأمراض الغدة الدرقية، وبعض الأمراض المناعية مثل الثعلبة.

اختلفت النظريات والأبحاث، ولكنها اتفقت جميعها على أن البهاق عند الاطفال لا يعد مطلقا إصابة بكتيرية ولا فيروسية؛ وبالتالي لا يمكن أن تنتقل العدوى من الشخص المصاب للشخص السليم.

ما الذي يسبب البهاق عند الأطفال؟

بالإضافة لتأثير العوامل الوراثية والجينية في الإصابة بمرض البهاق عند الأطفال إلا أن هناك بعض العوامل التي تحفز حدوث البهاق، مثل:

  • التعرض المستمر لأشعة الشمس التي تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
  • التعرض لبعض المواد الكيميائية مثل الفينول، والثيول، والكاتيكول، والكينون.
  • العادات الغذائية السيئة والإكثار من تناول الأطعمة المصنعة المحتوية على المواد الحافظة.
  • الأزمات النفسية التي يمر بها الشخص.

تشخيص البهاق عند الاطفال:

يستطيع الطبيب المختص بالأمراض الجلدية تشخيص مرض البهاق بمجرد النظر إلى تلك البقع البيضاء، ولكن في حالة الأطفال ذوي البشرة بيضاء اللون فإنه يكون بحاجة إلى التشخيص عن طريق الأشعة فوق البنفسجية بجهاز يسمى ضوء وودز(woods lamp).

على الرغم من عدم خطورة هذه البقع على صحة الإنسان، إلا أن له بالغ الأثر على الحالة النفسية للمصاب، إذ يفقده ثقته بنفسه ويجعله يميل للانطوائية والبعد عن التعامل مع الناس والاكتئاب؛ لذلك فمرضى البهاق خاصة في الأطفال والمراهقين يكونون بحاجة للعلاج بشكل عاجل.

علاج البهاق عند الاطفال:

يهدف علاج البهاق عند الاطفال إلى وقف انتشار البقع في الجسم، واستعادة لون الجلد.

تختلف طرق علاج البهاق وتصنف إما علاج باستخدام الأدوية أو علاج ضوئي أو جراحي، ولكل منهم حالاته الخاصة التي يعالجها.

في حالة البهاق عند الاطفال يلجأ الطبيب عادة إلى استخدام الأدوية دونا عن العلاج الجراحي لتجنيب الطفل مخاطر العمليات الجراحية والتخدير.

1- العلاجات الموضعية:

  • الستيرويدات القشرية (corticosteroids).

  • الكالسيبوتريول.

هو مثيل صناعي لفيتامين د3، يعمل على منع تلف الخلايا الصبغية بالجلد، كما أن له دور في تحسين لون البقع المصابة.

آثاره الجانبية بسيطة بالمقارنة بالستيرويدات القشرية فقد يتسبب في حروق بسيطة أو التهابات بالجلد.

هي الاختيار الأول للعلاج؛ نظرا لسهولة استعمالها وتحقيق نتائج جيدة في كثير من الحالات خاصة حالات البهاق الموضعي.

يرجع نجاح الستيرويدات القشرية في علاج البهاق إلى دورها في تثبيط الجهاز المناعي، ووقف مهاجمة الخلايا الصبغية.

ولكن للأسف دورها في استعادة لون الجلد مرة أخرى يعد ضعيفا جدا حتى مع استمرار العلاج لفترات طويلة.

وتعاني الستيرويدات القشرية من بعض الآثار الجانبية السيئة التي تحدث مع الاستعمال لفترات طويلة مثل: ضمور البشرة، واتساع الشعيرات الدموية الموجودة بالجلد وتظهر على هيئة نقط حمراء اللون على سطح الجلد، وقد يحدث امتصاص للستيرويدات القشرية داخل الجسم مما يتسبب في حدوث الجلوكوما، وتثبيط عمل الغدة النخامية، وتأخر في النمو، وحدوث متلازمة كوشينغ.


أظهر دمج الكالسيبوتريول مع الستيرويدات القشرية نجاحا واضحا في الحد من انتشار بقع البهاق، كما حدث تحسن ملحوظ في إعادة صبغة الجلد في المناطق المصابة، بالإضافة إلى عدم حدوث الآثار الجانبية المتوقع حدوثها من كل نوع على حدة.

  • مثبطات الكالسينورين.

يلعب دورا هاما في علاج البهاق عند الاطفال، كما أن آثاره الجانبية أقل كثيرا من الستيرويدات القشرية.

2- العلاج الجهازي.

هو العلاج الذي يؤخذ عن طريق الفم أو الحقن ويتم امتصاصه؛ ليؤدي دوره من خلال وجوده في الدورة الدموية.

الستيرويدات القشرية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن تمنع ظهور بقع جديدة كما تساعد على إعادة الصبغة للبقع المصابة.

3- العلاج الضوئي.

دوره محدود في علاج البهاق عند الاطفال نظرا للخوف من حدوث آثار جانبية سيئة عند تعرض الطفل له لفترات طويلة.

بجانب العلاجات المختلفة التي تساعد في علاج مرض البهاق عند الاطفال، فهناك أيضا بعض الطرق للتقليل من وضوح البقع على الجلد، مثل:

  • استعمال واقي من أشعة الشمس.

كما يتسبب التعرض للشمس في ظهور باقي الجلد بلون أغمق؛ الأمر الذي يجعل البقع المصابة أكثر وضوحا.

كما أن التعرض المستمر للشمس يجعل هذه البقع عرضة للحروق وتكون الندب.

  • استعمال أدوات التجميل.

من الممكن استعمال بعض الدهانات التجميلية لإخفاء بقع البهاق وإضفاء لونا مماثلا للون الجلد الطبيعي.

يتوجب عليكي جميلتي إذا كنت أما لطفل مصاب بالبهاق تقديم الدعم النفسي له، ومؤازرته لتقبل هذا الوضع والتعايش معه دون اللجوء إلى أي مستحضرات لاخفائه.

حقائق ينبغي عليكِ معرفتها عن البهاق:

تبلغ نسبة الإصابة بالبهاق حوالي 0.1 – 4% من البشر، ويصاب به الأطفال والكبار من الجنسين.

أثبتت الأبحاث أن 50% ممن يعانون البهاق قد اكتسبوه قبل سن العشرين، و25% منهم ظهرت عندهم البقع قبل العام الثامن من عمرهم أي في مرحلة الطفولة.

على الرغم من أن البهاق يصيب الأطفال من مختلف الجنسيات؛ إلا أنه يظهر بشكل أوضح عند الأطفال ذوي البشرة السمراء؛ نظرا للتباين الكبير بين لون البشرة والبقع المصابة، كذلك يختلف البهاق عند الاطفال عن الكبار أن معدل إصابة الإناث يكون أعلى من الذكور.

كثيرا ما يكون البهاق عند الاطفال مصحوبا ببعض الأعراض الأخرى مثل ظهور الشيب في الشعر، ما يعرف بالشيب الموضعي (Leukotrichia)، وفقدان صبغة الشفاه، على الرغم من وجود الخلايا الصبغية في هذه المناطق.

هل يظهر البهاق بنفس الشكل والانتشار عند كل المصابين به؟

يصنف الأطباء البهاق من حيث اختلاف شكل البقع وانتشارها في الجسم إلى: 

البهاق البؤري.

وجود البقع بمنطقة واحدة بالجسم.

البهاق القطاعي. 

يظهر هذا النوع من البهاق في جانب واحد فقط من الجسم، وغالبا ما يكون مصحوبا بتغير في لون شعر الرأس أو الرموش أو الحاجبين. لا تتعدى نسبة حدوث البهاق القطاعي 10% من إجمالي مرضى البهاق.

البهاق المعمم.

هو النوع الأكثر انتشارا، ويظهر على شكل بقع بيضاء منتشرة على جانبي الجسم، عادة ما يبدأ ظهور البقع بالقرب من كفوف اليدين أو المنطقة حول العينين والفم أو على القدمين.

تظهر البقع البيضاء ويختفي لون الجلد بشكل تدريجي؛ إذ يزداد ظهور البقع وانتشارها بمرور الوقت.

تقدم لك جميلتي بعض النصائح التي تفيدك تجاه طفلك:

  • من أهم المعلومات عن مرض البهاق عند الأطفال أنه أحياناً تسبب فقدان الثقة في النفس؛ لذلك يحتاج طفلك أن يشعر بحبك، وقبولك التام له ولمرضه، وعدم المبالغة في إخفاء البقع حتى لا يزيد شعور الطفل بالخزي من جسمه.
  • الإشادة بمميزات الطفل ومهاراته ومواهبه المختلفة، ولفت نظره أن لون الجلد ليس له أي تأثير على نجاح الفرد.
  • اجعلي طفلك على علم بطبيعة مرضه وأنه غير معدي على الإطلاق، وما يجب عليه فعله وما لا يجب، كما يمكنه شرح ما يتعلق بالإصابة بمرض البهاق إلى أصدقائه ومن يتعامل معهم لأن ذلك يكسبه ثقة بالنفس.
  • امنحي طفلك الثقة للمشاركة في التجمعات والحفلات.
  • اطلبي منه المشاركة في الأعمال التطوعية والخيرية لينمي حياته الاجتماعية.

يجب استعمال واقي الشمس ذات معامل حماية لا يقل عن 30؛ لتقليل تأثير أشعة الشمس على الجلد، وخاصة البقع المصابة بالبهاق؛ إذ إنها تكون عرضة للإصابة بسرطان الجلد بسهولة نظرا لعدم احتوائها على صبغة الميلانين.

عزيزتي الأم قدمي كل الدعم لطفلك إذا كان يعاني من البهاق خاصة إذا شعرت بأعراض التوتر والانسحاب من المجتمع والاكتئاب تظهر عليه، لا تترددي مطلقا في اصطحاب طفلك للطبيب النفسي لأخذ المشورة لمساعدته على تخطي هذه المحنة.

السابق
فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الاطفال والرضع و البالغين وطرق العلاج
التالي
روتين العناية بالبشرة الدهنية وطريقة عمل الروتين في المنزل بمواد طبيعية