بقلم د. مروة حلمي
ينتاب كل منا من حين لآخر شعوراً مزعجاً في الأسنان، ويُعد وجع الاسنان من أكثر الأمور غير المريحة والمؤلمة التي تصيبنا. فما هي أسباب الم الاسنان؟ وهل يختلف حدة الألم باختلاف السبب؟ وكيف نتعامل معها؟ وما علاجها؟ نتعرف في هذا المقال عن الأسباب المختلفة لالم الاسنان وما هو علاج الم الاسنان المناسب لك.
مصدر الم الاسنان:
ينشأ الم الاسنان كما ذكرنا في طبقة من إحدى طبقات السن كالتالي:
- الم الاسنان الناتج عن طبقة المينا (Enamel):
تغطي طبقة المينا السطح الخارجي للسن وهي تُعد بمثابة الطبقة الحامية لطبقات وأسطح السن الداخلية ويحميها من أي عوامل خارجية ضارة، وتآكل طبقة المينا يسبب الإصابة بحساسية الأسنان والتي تسبب حدوث الألم عند تناول كل من المشروبات الساخنة والباردة، وقد يؤدي تآكل طبقة المينا أيضاً إلى حدوث التجاويف في سطح السن وتسوس الأسنان .
- الم الاسنان الناتج عن طبقة العاج (Dentin):
وهي الطبقة الثانية من نسيج السن، ووصول التجاويف إلى طبقة العاج يسبب حدوث ألم الأسنان مع وجود أي من العوامل الخارجية مثل المأكولات والمشروبات الباردة أو الحلوة. يتميز الم الاسنان في طبقة العاج أنه قصير المدى ويزول في نفس اللحظة التي يزول فيها العامل الخارجي المحفز للألم، وغالباً ما يتم القضاء على الم الاسنان الناتج عن طبقة العاج بعد حشو الفراغات ومعالجة التجويفات في سطح السن.
ينشأ الم الاسنان في عصب السن عند وصول البكتيريا من التجويفات السنية إلى العصب فتسبب إلتهاب عصب السن محدثة ألم حاد وشديد جدا.
يكون الم الاسنان في عصب السن ذاتي أى يمكن حدوثه من تلقاء نفسه دون وجود محفز للألم خارجي وقد يظهر في شكل نوبات حادة تظهر وتختفي تلقائياً وتدوم تلك النوبات بضع دقائق وقد تمتد لساعات في حالة التهاب العصب الحاد والشديد.
تشتد حدة الألم ليلاً حتى أنها قد تُوقظ الشخص المُصاب من النوم ويُصعب تحديد مصدر الألم في حالات إصابة عصب السن.
- الم الاسنان الناتج عن النسيج الداعم للسن(Periodontium):
ينشأ هذا الألم في النسيج المحيط بالأسنان مثل اللثة والأربطة الداعمة للسن(Periodontal Ligament)، ويكون الألم ذاتي ويشتد غالباً مع الضغط على الأسنان أو أثناء مضغ الطعام.
يمكن تحديد مصدر الألم ومعرفة السن المُصابة في هذه الحالة، ويكون الألم من متوسط إلى حاد وأحياناً يشعر المُصاب وكأن السن مرتفعة قليلاً في الفم.
أسباب الم الاسنان المرضية:
- تآكل طبقة المينا:
ذكرنا أن طبقة المينا(Enamel) هي الطبقة الخارجية الحامية لسطح السن وتآكل تلك الطبقة يسبب حساسية الأسنان الشديدة مع المأكولات والمشروبات الباردة أو الساخنة ويكون الألم حاداً وسريعاً، لا يتجاوز عدة ثواني ثم ينتهي بانتهاء المحفز الخارجي.
- السن المكسور:
يمكن لكسر السن أن يمتد من طبقة المينا ويكشف عن جزء من طبقة العاج الداخلية للسن وقد يمتد حتى يصل إلى عصب السن.
يكون الكسر غير واضح في بعض الأحيان ويحتاج إلى الفحص الدقيق من طبيب الأسنان رغم أنه قد يكون ممتد إلى طبقات السن الداخلية كلها وتُسمى هذه الحالة متلازمة السن المكسورة(Cracked Tooth Syndrome)، ويسبب ألم حاد في السن خاصة إذا قام المريض بالضغط عليه أو مع مضغ الطعام.
- طحن الأسنان(Bruxism):
تتم عادةً تلك العادة في الليل أثناء النوم دون وعي من المُصاب وتسبب تآكل طبقة المينا وضعف وتلف في الأسنان وحساسية الأسنان الشديدة.
- أمراض اللثة:
يؤدي التهاب اللثة وتفاقم الحالة إلي تكون الجيوب اللثوية وإصابة النسيج والأربطة الداعمة للسن مما يسبب الشعور بالألم مع الطعام أو الضغط على السن المُصاب وأحياناً ذاتياً.
- السطوح الجذرية المكشوفة:
يسبب التهاب اللثة وإصابة النسيج الداعم للسن إنحسار اللثة عن مكانها وموضعها الطبيعي ويكون جزء من جذر السن مكشوفاً في الفم مسبباً حساسية الأسنان للعوامل الخارجية المحفزة للألم مثل تغير درجة الحرارة مع المأكولات والمشروبات أو تفريش الأسنان.
- تسوس الأسنان:
تحدث تجاويف الأسنان بسبب بكتيريا الفم وزيادة نشاطها مع توفر العوامل المساعدة لذلك مثل إهمال العناية اليومية للأسنان وكثرة تناول السكريات، وتسبب التجاويف وجع الاسنان خاصة إذا وصلت تلك التجاويف للطبقة الداخلية من سطح السن(طبقة العاج)، ويتم علاج الم الاسنان والتخلص من الألم بتنظيف تلك التجاويف وحشو الأسنان لدى طبيب الأسنان المختص.
- التهاب عصب السن:
يُعد الألم الناتج عن التهاب عصب السن ووصول البكتيريا إليه من أقوى وأشد الآلام التي تصيب مريض الأسنان فالألم يكون حاداً غير مُحتمل ويزيد ليلاً، ويمكن علاج الم الاسنان في هذه الحالة بعلاج عصب السن.
أعراض الم الاسنان:
تختلف أعراض الم الاسنان باختلاف الحالة ومصدر وسبب حدوث الألم ويمكن أن تظهر الأعراض كالتالي:
- ألم حاد في الأسنان إما ثابت أو متقطع من الحين للأخر.
- قد يحدث انتفاخ أو تورم حول السن والأنسجة المحيطة.
- عدم القدرة على مضغ الطعام أو الضغط على السن.
- قد ينتج صديد من السن المُصاب.
- قد يُصاحب الم الاسنان صداع أو حرارة.
علاج الم الاسنان:
يعتمد علاج الم الاسنان على مدى خطورته والحالة المسببة له، وتتضمن خيارات العلاج:
- علاج الفلورايد: في حال كان التسوس مبدأي وفي مراحله الأولى فقد يساعد علاج الم الاسنان باستخدام الفلورايد في توقف زحف التسوس والحفاظ على مينا الأسنان، وتكون في شكل سائل أو جل أو طلاء يُوضع على السن المُصاب بإستخدام فرشاة صغيرة عند طبيب الأسنان.
- حشو الأسنان:عند تدهور حالة التسوس إلى ما بعد المرحلة الأولى عندها تكون حشوات الأسنان هي علاج الم الاسنان الرئيسي.
تكون الحشوات مختلفة حسب المادة المصنوع منها الحشو مثل حشو الأسنان الملغم ويُستخدم للأسنان الخلفية بسبب لونه المعدني وهناك الكومبوزيت التي يتشابه لونها مع لون الأسنان وتُستخدم للأسنان الأمامية.
- تيجان الأسنان: يمتد تسوس الأسنان والتلف في السن إلى حالات شديدة مما يضعف السن ويجعلها غير قابلة للاستعاضة عن طريق الحشو فيلجأ حينها طبيب الأسنان إلى تيجان الأسنان لتعويض السن التالف المُصاب.
- علاج قنوات الجذور:
يكون الم الاسنان حاداً وشديداً كما ذكرنا في حال وصول الألم إلى عصب السن وهنا يأتى علاج الم الاسنان في إصلاح وإنقاذ السن المتضرر بعلاج القنوات الجذرية وإزالة العصب ولُب السن ووضع دواء واستبدال اللبُ بحشو مخصص للقنوات الجذرية.
- خلع السن:
تصبح بعض الأسنان منخورة بشدة إذ لا يمكن استعادتها مرة أخرى فيتوجب إزالة وخلع السن وعندها يؤدي الخلع إلى وجود فجوة قد تسمح للأسنان المحيطة بالإنحراف، عندها يمكنك التفكير في الحصول على جسر أو إجراء زراعة أسنان لتحل محل السن المفقود.
علاج الم الاسنان ليلاً:
يزداد الشعور بالم الاسنان ليلاً في حالة إصابتكِ بأي من مسببات الم الاسنان التي ذكرناها، وذلك بسبب أنه أثناء التمدد للنوم ليلاً فإن الدم يندفع إلى الرأس فيعمل على زيادة ضغط الدم في الرأس مما يسبب زيادة الشعور بالألم.
يوجد سبب آخر لزيادة الشعور بالألم ليلاً، مع قلة المشتتات والأمور التي تستطيعين التركيز عليها ليلاً فإن تركيزك مع الم الاسنان يزيد مما يجعلكِ تشعرين به بشكل أكبر وأسوأ.
توجد عدة طرق قد تساعدكِ جميلتي في علاج الم الاسنان إذا داهمك في الليل لحين استشارة طبيب الأسنان الخاص بكِ:
- تناول المسكنات الطبية:
تناول بعض المسكنات الطبية مثل (الإيبوبروفين) أو (الباراسيتامول) يُعد حلاً سريعاً وبسيطاً لعلاج الم الاسنان حيث يقلل من حدة الألم بنسبة كبيرة، ولكن انتبهي عزيزتي يجب عليكِ أخذ الدواء كما هو مقرر في النشرة المرفقة وطبقاً للتعليمات.
- الكمادات الباردة:
استخدام الكمادات الباردة قد يساعدك في تقليل الألم وعلاج الم الاسنان المداهم لكِ ليلاً، فيمكنك وضع مكعبات الثلج على السن مما يعمل على انقباض الأوعية الدموية ويقلل الألم ويساعد على النوم.
- الغرغرة والغسول بالماء والملح:
يمكن استعمال غسول الماء والملح في علاج الم الاسنان في البيت خاصة في الليل للحد من الألم والمساعدة على النوم، فهو مضاد للبكتيريا مضاد طبيعي للالتهاب ويساعد على التخلص من بقايا الطعام العالقة بين الأسنان واللثة.
- رفع الرأس عند النوم:
حاولي رفع رأسكِ أثناء النوم بوسائد أضافية فرفع الرأس يقلل من ضغط الدم في الرأس وبالتالي يقلل من الألم ويساعد في علاج الم الاسنان ليلا ويمكنك من النوم.
- استخدام المخدر الموضعي على السن المُصاب في شكل بخاخ أو مرهم: وذلك بوضع المخدر الموضعي والذي يحتوي على مادة مهدئة ومخدرة مثل (بنزوكايين) على السن المصاب فيساعد على تخفيف وعلاج الم الاسنان ليلاً ولكن انتبهي فلا يمكنك استخدام المرهم والبخاخ الطبي الذي يحتوي على مخدر موضعي مع الأطفال.
لا تتجاهلي الم الاسنان حتى لو زال، فهذا لا يعني أن المشكلة قد زالت، يفضل زيارة طبيب الأسنان، فالألم هو طريقة الجسم ليخبركِ أن هناك شيئاً غير سليم فيه.
علاج الم الاسنان بالاعشاب:
يمكنكِ أيضاً علاج الم الاسنان التي لا يمكنكِ تحملها بالأعشاب، إذ تتميز بعض الأعشاب بقدرتها على تخفيف وتسكين الم الاسنان لحين الذهاب إلى طبيب الأسنان وعلى سبيل ذلك:
- القرنفل: يخفف القرنفل من الألم ويساعد في تسكين وعلاج الم الاسنان لما يتميز به من خصائص مضادة للالتهاب والبكتيريا، يمكن إضافة معلقة صغيرة من القرنفل إلى كوب من الماء وتركه يغلي مدة 5 دقائق ثم يتم المضمضة به بعد أن يبرد ويمكن استعماله مرتين يومياً لتسكين الألم أو وضع حبات من القرنفل مباشرةً على السن المُصاب فيقل الشعور بالألم.
- الجنزبيل: يساعد جذر الزنجبيل على تخفيف ألم اللثة وعلاج الم الاسنان الناتج عن العدوى أو التورم بسبب خصائصه المضادة للجراثيم، يمكنك استعمال الجنزبيل بقطع جزء من الجذر ووضعه على منطقة الألم أو بشر قطعة من جذر الزنجبيل وخلطها مع العسل الأبيض ووضع الخليط على المنطقة المصابة ثم قم بشطف الماء و يمكن تكرار العملية مع تكرار الألم.
- الكركم: يساهم الكركم في تخفيف أوجاع الأسنان المزعجة، قومي بمزج معلقة صغيرة من الكركم مع الماء واصنعي معجون سميك وضعيه في كرة قطنية ثم ضعي المزيج على السن لتهدئة الألم، احذري من تكرار استخدام الكركم لتجنب تصبغ الأسنان.
- النعناع: ورق النعناع الطازج أو زيت النعناع كلاهما يمتاز بقدرته على تخفيف الم الاسنان، يمكنك وضع ورق النعناع الطازج مباشرة على المنطقة المؤلمة ومضغ ورق النعناع لتسكين الألم، أو في حال استخدام زيت النعناع قومي بغمس كرة من القطن في الزيت وضعيها على المنطقة المؤلمة.
- الزعتر: يمكن استخدام الزعتر منفرداً أو مع أعشاب أخرى، ويتميز بقدرته على علاج الم الاسنان لخصائصه المضادة للفطريات وتطهير الأسنان وتخفيف أعراض التهاب اللثة والتسوس.
- البابونج: يخفف تورم ونزيف اللثة ويتميز بخصائصه المضادة للالتهابات والبكتيريا، ويمكنكِ إضافة الماء الدافيء إلى البابونج واستخدامه كغسول لتهدئة الألم.
قد يهمك أيضا علاج الم الاسنان الشديد بالاعشاب في البيت وأفضل طرق العلاج للحامل
علاج الم الاسنان للحامل:
تختلف طرق علاج الم الاسنان للحامل باختلاف سبب الألم، ويجب عليكي عزيزتي الحامل ألا تهملي في الم الاسنان لأنه قد يسبب التهاب في اللثة والنسيج الداعم للسن وفي الفك.
يُفضل زيارة طبيب الأسنان في الثلث الثاني من الحمل من الشهر الرابع إلى السادس وهي أفضل فترة لعلاج الأسنان للحامل عند طبيب الأسنان، ومن أهم طرق علاج الم الاسنان للحامل هى:
- مراجعة الطبيب: يفضل مراجعة الطبيب كل ثلاثة أشهر أثناء الحمل وفي حال اتخاذ الطبيب قرار بإجراء أي علاج كما ذكرنا فأفضل وقت هو الثلث الثاني من الحمل.
- الأشعة السينية للأسنان: قد تحتاجين لإجراء صورة أشعة سينية للأسنان للتأكد من حال السن المصابة والتي تُعد آمنة أثناء الحمل وينصح بالأشعة للمرأة الحامل بعد الأسبوع السادس من الحمل بشرط ارتداء مئزر يقيها من الأشعة.
- تنظيف الأسنان: إزالة الترسبات الجيرية والتي تُعد أحد أهم مسببات التهاب اللثة الشديد والذي قد يمتد إلى النسيج الداعم للسن، فننصحكِ في جميلتي بتنظيف الأسنان كل ثلاثة شهور خاصة مع الحمل والتغييرات الهرمونية التي تساعد على زيادة التهاب اللثة ونشاط بكتيريا الفم.
- مسكنات الألم: يجب عليكي استشارة الطبيب قبل استخدام أي أدوية أثناء فترة الحمل ويُعد الباراسيتامول صديق الحامل في علاج الم الاسنان للحامل فهو أكثر مسكنات الألم أماناً في الاستخدام أثناء الحمل.
- العناية بصحة الفم : يجب عليكي تنظيف الأسنان مرتين يومياً واستخدام فرشاة أسنان ناعمة مع استخدام الخيط الطبي وغسول الفم فالوقاية خير من العلاج.
قد يهمك أيضا علاج الم الاسنان للحامل بالأدوية والأعشاب الطبية في المنزل
علاج الم الاسنان الشديد:
توجد بعض الحالات التي تستدعي الذهاب العاجل والطارئ إلى طبيب الأسنان وقد لا يجدي نفعاً معها محاولاتك العديدة لتسكين الألم بشكل مؤقت وهي حالات الم الاسنان الشديد، عندها لابد من استشارة طبيب الأسنان لمعرفة سبب المشكلة ومحاولة علاج الم الاسنان الشديد للتخلص منه وقد يتبع الطبيب إحدى الطرق التالية في علاج الم الاسنان الشديد:
- توجد حالات قد يقوم فيها الطبيب بإعطاء حقنة حول السن للتحكم في الألم.
- وجود تورم في اللثة أو الوجه أو إن كنتِ تعانين من الحمى أثناء وجود الألم فقد يصف لك الطبيب المضادات الحيوية.
- تنظيف العصب ومعالجة القناة الجذرية وحشوها بمادة حشو خاصة بالقنوات الجذرية في حالة الألم الشديد ووصول العدوى إلى العصب.
- قد يخطط طبيب أو جراح الأسنان لإجراءات إضافية حسب حاجة الأسنان وفي كل الأحوال يمكنكِ ممارسة حياتك الطبيعية والعودة لروتينك اليومي بعد الإجراءات الترميمية والاستعاضة والعناية اللازمة بالألم والعدوى وقد يستغرق ذلك أسبوع إلى شهر وربما أكثر حسب الحالة.
ننصحك جميلتي باتباع التعليمات اللازمة للعناية اليومية بصحة الفم والأسنان فالوقاية دائما خير من العلاج وأسنانكِ عنوان ابتسامتكِ.