بقلم د. خلود سيد
هل تشعر بمثل نارِ مشتعلةِ في صدرك وتشعر كأنها ترتفع وتكاد تصل إلى حلقك، فهذا الشعور يشعر به الكثير من الأشخاص؛ فهو شعور الحموضة لكن ماذا إذا أصبح هذا الشعور يتكرر مراراً وتكراراً، حينها قد تكون مصاباً بارتجاع المريء الذي تتعدد الأدوية لعلاجه لكن يفضل الكثير من الأشخاص في البداية العلاج بالبدائل الطبيعية مثل علاج ارتجاع المريء بالعسل والكثير من البدائل التي سنوضحها تفصيلاً في هذا المقال.
ما هو ارتجاع المريء؟
نحتاج أولاً قبل معرفة كيفية علاج ارتجاع المريء بالعسل أن نعرف كيف يحدث ارتجاع المريء، فهو ليس مجرد شعور عابر بالحرقة في المعدة أو الصدر، بل هو مرض مزمن أي يعاني الأشخاص المصابون به باستمرار إذ لم يُعالج؛ إذ يؤثر على العضلة العاصرة الموجودة بين المعدة والمريء لأنه في الطبيعي أثناء عملية الهضم تفتح هذه العضلة العاصرة لكي تسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة ثم تغلق لكي تمنع رجوع الطعام أو الأحماض مرة ثانية إلى المريء، بينما في حالة ارتجاع المريء تضعف أو تنبسط هذه العضلة مما يسمح لمحتويات المعدة بالرجوع للمريء مما يؤدي إلى سوء الهضم أو الشعور بالحرقة.
أعراض ارتجاع المريء
يسبب ارتجاع المريء الشعور بألم أو حرقة أو ضغط في منطقة الصدر قد يدوم لمدة ساعتين وقد يتكرر هذا الشعور كثيراً مثلاً أكثر من مرتين أسبوعيا بالإضافة إمكانية الشعور بأحد هذه الأعراض مثل الغثيان، القيء، صعوبة في التنفس، ورائحة الفم الكريهة، وتاَكل مينا الأسنان واضطرابات في النوم.
أعراض ارتجاع المريء النفسية
تشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة بين ارتجاع المريء والقلق والتوتر على الرغم من عدم معرفة السبب الحقيقي لهذه العلاقة إذ:
- أوضحت أحد الدراسات أن الإصابة بأعراض ارتجاع المرئ مثل الحرقة والغثيان تزيد الشعور بالقلق والتوتر أو الاكتئاب.
- أوضحت دراسات أخرى أن القلق يزيد أعراض ارتجاع المريء مثل الحرقة وألم البطن ربما لأن القلق يجعل الشخص أكثر تحسساً.
يوجد أعراض مشتركة بين القلق وبين ارتجاع المريء مثل:
- الحرقة.
- الغثيان.
- آلام بالمعدة.
- الإحساس بوجود شيء ما بالحلق غير مؤلم لكنه يشعرك بالاختناق، وغالباً يصاحب هذا الشعور بحة بالصوت، وسعال مزمن أو الإحساس بالرغبة المستمرة في تنظيف الحلق.
- اضطراب النوم لأن كلاهما قد يؤثر على النوم؛ إذ يعوق الأرق الاستغراق في النوم، كذلك تزداد أعراض ارتجاع المريء سوءاً مع الاستلقاء، فكل هذه العوامل تؤدي إلى اضطراب النوم.
بينما قد يسبب القلق الشعور بعدم الراحة والخوف وزيادة ضربات القلب.
مضاعفات ارتجاع المريء
من الضروري علاج ارتجاع المريء لأنه كما ذكرنا سابقاً ليس مجرد حالة حرقة بالمعدة عابرة، لكن قد يؤدي عدم العلاج إلى زيادة احتمالية الإصابة بأحد الأمراض الاَتية مثل:
- التهاب الحنجرة.
- تغيرات في بطانة المريء.
- تاَكل مينا الأسنان.
- سرطان المريء.
عوامل تزيد ارتجاع المريء
هناك بعض الحالات التي يزيد بها احتمالية ارتجاع المريء مثل الحمل، والسمنة، وتأخر تفريغ المعدة وفتق الحجاب الحاجز.
ويوجد كذلك عوامل قد تزيد أعراض ارتجاع المريء سوءاً مثل عادات الأكل غير الصحية مثل تناول وجبات كبيرة، الاستلقاء أثناء تناول الطعام أو بعده مباشرة، أو تناول الأطعمة المقلية والدسمة، أو التوتر والقلق.
علاج ارتجاع المريء
يمكن علاج بعض حالات ارتجاع المريء بتغيير النظام الغذائي أو النظام اليومي أو باستخدام الأدوية أو باستخدام بعض العلاجات المنزلية مثل علاج ارتجاع المريء بالعسل، لكن قد تحتاج حالات أخرى للجراحة.
كيفية علاج ارتجاع المريء بالعسل
تشير بعض الأبحاث إلى إمكانية علاج ارتجاع المريء بالعسل إذ:
- يمتلك عسل النحل خصائص مضادة للأكسدة أي يساعد الجسم في التخلص من الجذور الحرة إذ يمكن أن ينشأ ارتجاع المريء بسبب تدمير الجذور الحرة للخلايا المبطنة للجهاز الهضمي، وبالتالي يمكن علاج ارتجاع المريء بالعسل عن طريق منع هذه الشوارد.
- يمتلك عسل النحل خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للبكتيريا تساعد في تقليل التهابات المريء.
- ربما يمكن كذلك علاج ارتجاع المريء بالعسل بسبب قوام العسل اللزج الذي يساعد في تغطية الغشاء المخاطي للمريء بشكل أفضل مما يساعد في حماية المريء فترة أطول.
- يتميز عسل النحل بأنه منتج طبيعي وبالتالي يمكن مزجه مع علاجات أخرى.
لكن ما زال هناك الاحتياج لمزيد من الأبحاث لتقييم كيفية علاج ارتجاع المريء بالعسل.
الجرعة المطلوبة لعلاج ارتجاع المريء بالعسل
يرى أحد الباحثين إمكانية علاج ارتجاع المريء بالعسل عن طريق:
- تناول ملعقة صغيرة من العسل.
- أو إضافة ملعقة صغيرة من العسل مع الماء الدافىء أو الشاى.
- وضع كمية صغيرة من عصير الليمون مع الماء الدافئ والعسل.
موانع علاج ارتجاع المريء بالعسل
هناك بعض الحالات يلزم استشارة الطبيب أولاً قبل البدء في علاج ارتجاع المريء بالعسل مثل حالات:
- الحمل والرضاعة.
- الأطفال أقل من عام لتجنب التسمم الغذائي للرضع botulism.
- الإصابة بمرض السكري أو تناول الأدوية التي تؤثر على مستوى السكر في الدم إذ قد يؤثر العسل على مستوى السكر في الدم.
علاج ارتجاع المريء نهائياً
بعدما تعرفنا على كيفية علاج ارتجاع المريء بالعسل، هناك بعض النصائح أو التغييرات اليومية في النظام اليومي الذي يمكنك اتباعها مثل تجنب العوامل التي تزيد احتمالية ارتجاع المريء قبل التطرق لاستخدام الأدوية مثل:
- تجنب الأطعمة والأشربة التي تسبب ارتجاع المريء كالأطعمة التي تسبب انبساط العضلة العاصرة للمريء مثل الشوكولاتة، النعناع، الأطعمة الدهنية والكافيين، أو الأطعمة التي تهيج بطانة المريء التالفة مثل الفواكة الحمضية أو الطماطم أو العصائر.
- مضغ الطعام ببطء وتجنب تناول الطعام بسرعة.
- تناول كميات أصغر من الطعام عدة مرات فضلاً عن تناول وجبات أقل لكن كمياتها كبيرة لتقليل الشعور بالأعراض.
- تجنب تناول الطعام قبل النوم بفترة من 2-3 ساعات للسماح بتفريغ المعدة ونزول الحمض.
- مضغ اللبان بعد تناول الطعام.
- الإقلاع عن التدخين إذ يضعف التدخين العضلة العاصرة.
- رفع رأسك أثناء النوم بواسطة المزيد من الوسادات لتسمح الجاذبية بتقليل ارتفاع الحمض إلى المريء، لكن استخدم الوسائد لرفع رأسك فقط وليس جسمك.
- التخلص من الوزن الزائد لأن زيادة الوزن تزيد من حدة الأعراض.
- تجنب ارتداء الملابس التي تضغط على بطنك أو الجزء السفلي من المريء.
علاج ارتجاع المريء بالأدوية
غالباً ينصح الطبيب أولاً بإجراء بعض التعديلات بنظام الحياة اليومي الخاص بك مثلما ذكرنا سابقاً قبل وصف بعض الأدوية، ويمكن أن يصف الطبيب دواء أو أكثر من دواء بناء على الأعراض وشدتها مثل:
مضادات الحموضة:
- تساعد في معادلة الحمض الذي تفرزه المعدة وتحتوي على بعض المواد مثل الألومنيوم والكالسيوم والماغنسيوم، أو بيكربونات الصوديوم، وهي مواد قلوية تعادل الحمض الذي تفرزه المعدة.
- تأثيرها سريع، لكنها لا تعالج طبقة المريء التي أتلفها الحمض، كذلك الإفراط في استخدامها يؤدي إلى حدوث الاَثار الجانبية مثل الإسهال أو أحياناً مشاكل بالكلى.
أدوية تقلل إفراز الحمض وهي حاصرات مستقبلات H2
- مثل السيمتدين بالإنجليزية cimetidine، والفاموتيدين بالإنجليزية famotidine والنيزاتيدين بالإنجليزية nizatidine.
- تأثيرها ليس سريع مثل مضادات الحموضة، لكن تأثيرها يستمر فترة أطول وقد تساعد كذلك في تقليل إفراز الحمض من المعدة لمدة 12 ساعة.
مثبطات مضخة البروتون
- وهي أدوية تمنع إفراز حمض المعدة وتساعد كذلك في شفاء المريء مثل لانسوبرازول، والاوميبرازول.
- تأثيرها أقوى من حاصرات مستقبلات H2 وتوفر الوقت لكي تتعافى أنسجة المريء التالفة.
أدوية لتقوية المريء في الحالات الشديدة:
مثل الباكلوفين بالإنجليزية baclofen الذي يقلل عدد المرات التي تنبسط بها العضلة العاصرة وتسمح للحمض بالتدفق لأعلى، لكن يمكن أن يسبب اَثار جانبية مثل الإجهاد والارتباك والغثيان.
الجراحة:
قد تتطلب بعض الحالات نادراً الجراحة لتقوية العضلة العاصرة للمريء.
علاج ارتجاع المريء النفسية
يمكن استخدام الأدوية مثلما ذكرنا سابقاً الأدوية مثل مضادات الحموضة وحاصرات مستقبلات H 2، ويمكن كذلك استخدام مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين أو البنزوديازيبينات.
يمكنك كذلك تجربة بعض العلاجات المنزلية قبل تناول الأدوية مثل:
- تناول الطعام الصحي، وتجنب الأطعمة التي تزيد الارتجاع وتجنب الكافيين.
- الاسترخاء وممارسة التمارين أو التقنيات التي تساعد على الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
- تجنب التعرض للأشخاص أو العوامل التي تشعرك بالتوتر.
علاج ارتجاع المريء بالاعشاب
يفضل البعض العلاجات الطبيعية مثلما ذكرنا سابقا إمكانية علاج ارتجاع المريء بالعسل، كذلك يمكن استخدام بعض الأعشاب لكن لا توجد أدلة كافية على إمكانية علاج ارتجاع المرئ بالأعشاب لكن يمكن استخدامها كعلاج تكميلي مع الأدوية مثل:
زيت النعناع:
أثبتت بعض الأبحاث دور زيت النعناع في تخفيف أعراض ارتجاع المريء، لكن تجنب تناوله مع الأدوية المضادة للحموضة إذ قد يزيد حرقة المعدة.
جذور الزنجبيل:
اُستخدم الزنجبيل قديماً لعلاج ارتجاع المريء، ربما بسبب خصائصه المضادة للالتهاب لذا يمكن أن يساعد في تقليل تهيج وتورم المريء، لكن تجنب تناول المزيد لتجنب حرقة المعدة واَثارة الجانبية.
يمكن كذلك استخدام البابونج chamomile، وجذور العرقسوس licorice root وجذر الخطمي بالإنجليزية .marshmallow root
وأخيراً بعد أن تناولنا طرق علاج ارتجاع المريء المختلفة مثل علاج ارتجاع المريء بالعسل وعلاج ارتجاع المريء بالأدوية عليك أولاً تجنب العوامل التي تزيد إحتمالية حدوث ارتجاع المريء، وإتباع النصائح المذكورة سابقاً للتخلص من الشعور الحارق الخاص بارتجاع المريء نهائياً.