بقلم د. مريم باهر
هشاشة العظام مرض يؤثر على الرجال والنساء من كل الأعراق ولكن النساء أكثر عرضة له خاصة بعد سن اليأس ولمرض هشاشة العظام مسميات أخرى تدل عليه مثل ترقق العظام أو المرض الصامت فما هي هشاشة العظام؟ وما هي أعراضه؟ وما هي اسباب هشاشة العظام ؟
هشاشة العظام
عظامك حية وتنمو باستمرار، وليست ثابتة كما نراها مرسومة في الكتب وتتغير العظام باستمرار طوال حياتك، ومع إذابة بعض خلايا العظام ونمو خلايا العظام الجديدة في عملية تسمى إعادة التشكيل، ومع هذا الدوران المستمر لخلايا العظام يمكنك استبدال معظم هيكلك العظمي كل 10 سنوات.
فمنذ الطفولة وحتى حوالي الثلاثين من العمر، يصنع الشخص عادة أنسجة عظمية أكثر مما يخسرها وأثناء عملية الشيخوخة يبدأ فقد العظام في التحرك بشكل أسرع من تكوين العظام، وبمجرد أن يصل فقدان العظام إلى نقطة معينة، يصاب الشخص بهشاشة العظام.
اسباب هشاشة العظام
كثافة العظام عادة ما تكون أكبر في أوائل العشرينات من عمرك، ولكن مع تقدمك في العمر يمكنك أن تفقد كتلة العظام بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، وربما تعلم أنك تحتاج إلى الكالسيوم لبناء عظام قوية، ولكن اتباع نظام غذائي منخفض الكالسيوم ليس هو السبب الوحيد، غالباً ما تكون مجموعة من الأسباب هي المسؤولة عن فقدان العظام، واسباب هشاشة العظام هي كالتالي:
انخفاض هرمون الإستروجين لدى النساء
نقص هرمون الإستروجين لدى النساء وانقطاع الطمث، هو السبب الأكثر شيوعا من اسباب هشاشة العظام، إذ يزيد من سرعة فقدان العظام، فعندما ينخفض هرمون الاستروجين عند النساء المسنات، وبمرور الوقت يزداد خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور، إذ تفقد النساء الأكبر سنا عظاما أكثر مما يحل محلهم.
والنساء الأصغر سنا اللائي يتوقفن عن الحيض، مثل الفتيات الرياضيات النحيفات أو الفتيات المصابات بفقدان الشهية، فهن يتعرضن أيضا لضعف كثافة العظام.
كذلك إزالة كلا المبيضين جراحيا، ويسمى استئصال المبيض الثنائي (bilateral oophorectomy) ،وقد يؤدي أيضا إلى هشاشة العظام وانخفاض كثافة العظام، وفي إحدى الدراسات تسببت هذه الجراحة في زيادة بنسبة 54 ٪ في كسور الورك، والعمود الفقري والرسغ عند النساء بعد انقطاع الطمث.
انخفاض هرمون التستوستيرون في الرجال
يحتاج الرجال إلى كل من هرمون التستوستيرون والاستروجين لصحة العظام، وذلك لأن الرجال يحولون هرمون التستوستيرون إلى هرمون الاستروجين، وهناك إجماع واضح على أنه عند تقييم الرجال المصابين بهشاشة العظام فأنت تقيّم دائما نقص هرمون التستوستيرون.
وجود خلل في هرمونات أخرى
تلعب العديد من الهرمونات الأخرى دورا في تنظيم كثافة عظامك، بما في ذلك هرمون الغدة الدرقية وهرمون النمو، فهي تساعد في تنظيم كيفية استخدام عظامك للكالسيوم بشكل جيد، ومتى يتم بناء العظام وتكسيرها.
الكثير من هرمون الغدة الدرقية الذي يسمى فرط نشاط الغدة الدرقية يسبب فقدان الكالسيوم في البول على حساب العظام، فكلما قل الكالسيوم ضعفت العظام، ومع تقدمك في العمر ينتج جسمك هرمون نمو أقل ذلك الذي تحتاجه لبناء عظام قوية.
نقص الكالسيوم
بدون الكالسيوم لا يمكنك إعادة بناء عظام جديدة أثناء عملية إعادة تشكيل العظام على مدى الحياة فالعظام هي الخزان لاثنين من المعادن هما الكالسيوم والفوسفور وأنت بحاجة إلى مستوى ثابت من الكالسيوم في دمك لأن العديد من أعضائك وخاصة قلبك وعضلاتك وأعصابك تعتمد على الكالسيوم، فعندما تطلب هذه الأعضاء الكالسيوم سوف يسرقونه من مخزن المعادن في عظامك وبمرور الوقت وأنت تستنزف خزان المعادن في عظامك ينتهي بك المطاف بعظام رقيقة وهشة.
نقص فيتامين د
القليل جدا من فيتامين (د) يمكن أن يؤدي إلى ضعف العظام وزيادة فقدان العظام إذ إن فيتامين (د) النشط الذي يُطلق عليه أيضا الكالسيتريول يشبه هرمونا أكثر منه فيتامين ومن بين فوائده العديدة يساعد فيتامين (د) جسمك على امتصاص واستخدام الكالسيوم.
قد يهمك أيضاً علاج نقص فيتامين د بالاعشاب والمصادر الغنية بالفيتامين
نمط الحياة الخالية من النشاط
تضعف العظام إذا لم تكن تعمل فهل تذكر رواد الفضاء في السابق؟ لقد عانوا من فقدان العظام بسرعة بسبب انعدام الوزن في الفضاء، وبالنسبة للأشخاص غير النشيطين أو الذين يعانون من حالة مثل الشلل أو ضمور العضلات، فقد يحدث فقدان العظام بسرعة كسبب لهشاشة العظام، ولكن هذا بين يديك، فيمكنك المساعدة في “إعادة تشكيل” عظامك، من خلال ممارسة تمارين رفع الأثقال حيث تضع ضغطا لطيفا على العظام.
حالات الغدة الدرقية
منذ فترة طويلة ترتبط المستويات العالية من هرمون الغدة الدرقية بزيادة في فقدان العظام، وكان هذا دائما مصدر قلق لمعظم الأطباء، ولكن إذا نظرت إلى كثافات العظام الطويلة الأجل للمرضى الذين يعانون من تناول جرعات عالية من حبوب الغدة الدرقية، فإنهم لا يختلفون بشكل كبير ولا يمثل خطر الكسور لديهم اختلاف كبير، ومع ذلك فإن معظم الأطباء يتفقون على أنه يمكن لأي شخص يتناول جرعات عالية من هرمون الغدة الدرقية، أن يستفيد من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول كمية كافية من الكالسيوم وفيتامين (د)، وهذه العوامل في نمط الحياة هي طرق فعالة لإدارة خطر الإصابة بكسور، بالإضافة إلى مراقبة كثافة العظام مع إجراء الاختبارات.
التدخين
يعاني المدخنون من انخفاض كثافة العظام وخطر الكسر بنسبة أعلى من غير المدخنين، وكشفت الدراسات المتعلقة بالتدخين وصحة العظام عن مجموعة من الآثار الضارة الأخرى من التأثيرات السامة المباشرة للنيكوتين على خلايا العظام، وعرقلة قدرة الجسم على استخدام الإستروجين والكالسيوم وفيتامين د.
الأدوية
تناول بعض الأدوية قد يؤدي إلى فقدان العظام وزيادة في كسور العظام، والأكثر شيوعا هي الكورتيكوستيرويدات والمعروفة أيضا باسم الكورتيزون والهيدروكورتيزون والجلوكورتيكويدات والبريدنيزولون، وتستخدم هذه الأدوية لعلاج الربو والتهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية والتهاب القولون، ومجموعة واسعة من الحالات الأخرى، وترتبط الأدوية المضادة للصرع بفقدان العظام أيضا.
بعض الحالات الطبية
يمكن لمجموعة من الحالات الطبية أن تؤدي إلى فقدان العظام، ومن الأمراض الوراثية مثل التليف الكيسي إلى أمراض الجهاز الهضمي إلى الأورام المسماة المايلوما المتعددة، والتي تتسلل إلى العظام بالخلايا غير الطبيعية.
إفراز الكالسيوم غير الطبيعي يسهم أيضا في فقدان العظام، إذ إن بعض الناس لا تحتفظ أجسامهم بالكالسيوم كما يجب، فهم يفرزونه عن طريق البول على حساب صحة عظامهم.
تناول الكحوليات بكثرة
يمكن أن يوقف الكحول إعادة تشكيل العظام، ويزيد من فقدان الكالسيوم، كذلك كونك ثملا يزيد من خطر السقوط ، ومع مرض هشاشة العظام فهذا يعني أنك تخاطر بتعرضك للكسر.
قد يهمك أيضاً علاج هشاشة العظام بالحقن وكيفية العلاج عند كبار السن بالأعشاب والأدوية
والخبر السار في كل هذا هو أن صحة عظامك هي إلى حد كبير تحت سيطرتك، إذ تعد العديد من أسباب هشاشة العظام من عوامل نمط الحياة التي يمكنك تغييرها، مثل الحصول على الكثير من الكالسيوم وفيتامين (د) وممارسة تمارين رفع الأثقال لبناء عظام قوية.
لكن إذا كان فقدان العظام لا يزال يمثل مشكلة، فاسأل طبيبك عما يمكنك فعله لتصحيح أي خلل هرموني، ومعالجة اسباب هشاشة العظام.