بقلم د. نعمة سويد
ارتجاع المريء من أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشاراً، والذي يحدث لأسباب عديدة وتختلف أعراض ارتجاع المرئ من شخص لآخر ما بين أعراض بسيطة إلى متوسطة وشديدة، في هذا المقال جميلتي سنناقش أعراض ارتجاع المرئ الشديد ، وكيفية علاجه.
ما هو ارتجاع المريء؟
يقصد بارتجاع المريء أو ما يعرف في الانجليزية ب GERD مرض يصيب الجهاز الهضمى ويحدث نتيجة ارتخاء العضلة التي تفصل ما بين المريء وفم المعدة، وهذه العضلة تفتح تلقائيا لدخول الطعام، وتغلق بعدها مباشرة فتكون مغلقة أثناء عملية الهضم حتى تمنع ارتداد الطعام أو خروج العصارة المعدية إلى المريء.
الطبيعي أن تكون هذه العضلة منقبضة، ولكن عند ارتخاء هذه العضلة وخروج العصارة الهضمية في المعدة إلى المريء يتسبب ذلك في التهاب خلايا المريء، وهو ما يتسبب في أعراض ارتجاع المرئ الشديدة.
ومع تكرار ارتجاع هذا السائل الحمضي في المريء يتسبب ذلك في تهيج والتهاب الخلايا المبطنة للمريء، ويمكن تصنيف الشخص بارتجاع المريء إذا حدث ارتجاع حمضي بسيط مرتين في الأسبوع أو ارتجاع حمضي متوسط أو حاد مرة واحدة في الأسبوع.
وفي أغلب الأحيان لا يحتاج علاج الارتجاع المريئي إلى تدخل طبي، وغالباً يمكن علاجه باتباع بعض النصائح البسيطة لتغيير نمط الحياة أو تناول بعض الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية، ولكن بعض الحالات التي قد تعاني من أعراض ارتجاع المرئ الشديد قد تحتاج إلى تدخل طبي أو جراحي.
أعراض ارتجاع المرئ الشديد :
تظهر أعراض ارتجاع المرئ الشديد غالباً بعد تناول الطعام أو أثناء النوم، وتتمثل أعراض ارتجاع الشديد فيما يلي:
- الإحساس بألم في الصدر، أو خلف عظمة القص.
- الميل إلى الغثيان والرغبة في القيء من وقت لآخر.
- وجود صعوبة في بلع الطعام.
- مع استمرار أعراض ارتجاع المرئ الشديد قد يصاب المريض بسعال مزمن، خاصة مع هؤلاء الذين يصابون بالارتجاع عند النوم.
- من أكثر أعراض داء الارتداد المعدي المريئي هو تآكل الأسنان، والذي قد يحدث نتيجة طول مدة الإصابة بارتجاع المريء.
- الشعور بالحرقة في المعدة والصدر.
- اضطرابات في النوم نتيجة الإصابة بأعراض ارتجاع المريء ليلاً.
- قد تؤدي أعراض ارتجاع المرئ الشديد إلى التأثير على الرئة أيضاً، فبالإضافة للسعال قد يصاب مريض ارتجاع المريء بالربو المزمن أيضاً.
هل ارتجاع المريء يسبب دوخة؟
من أكثر التساؤلات المتعلقة بأعراض ارتجاع المرئ الشديد عما إذا كانت الدوخة متعلقة بالإصابة بارتجاع ىالمريء والإجابة أنه لا علاقة لارتجاع المرئ بالدوخة أو الدوار الذي قد تشعر به، ولكن هناك العديد من الأسباب الأخري التي من شأنها أن تُشعرك بالدوخة مثل التهاب الأذن الداخلية، وكذلك التهابات الجيوب الأنفية، كما قد تحدث الدوخة نتيجة نقص وصول الأكسجين في خلايا الجسم الناتج عن نقص الهيموجلوبين أو ما يُعرف بفقر الدم أو الأنيميا، ولكل من هذه الأسباب العلاج الخاص به والذي يختلف عن علاج أعراض ارتجاع المرئ الشديد.
أعراض ارتجاع المرئ الصامت:
تختلف أعراض الارتجاع المريئي من شخص لآخر نظراً لعدة عوامل من أهمها مدة الإصابة بالارتجاع، ومدى ضعف العضلة الفاصلة بين المعدة والمريء بالإضافة إلى عدد مرات تكرار إرتجاع حامض المعدة في الأسبوع.
وقد تتسائل عزيزي القارئ ما إذا كان من الممكن حدوث ارتجاع مرئ دون ظهور أعراض، أو ما يُعرف بارتجاع المرئ الصامت، والإجابة أنه قد يحدث لكثير من الناس إصابة بارتجاع المريء بأعراض لا تختلف كثيراً عن اعراض ارتجاع المريء الشديد، ولكن حدتها قد تكون بسيطة نسبياً، وقد يحدث ارتجاع المرئ الصامت في الأطفال والكبار على حد سواء.
وقد تتمثل أعراض ارتجاع المرئ الصامت في الأطفال في الإصابة بالربو، أو وجود بحة في صوت طفلك، وصعوبة التنفس وعدم زيادة وزن طفلك بسهولة بالإضافة إلى صعوبة بلع الطعام بشكل طبيعي حيث تتعد عملية البلع عملية مؤلمة لطفلك.
أما أعراض ارتجاع المرئ الصامت عند الكبار فقد تظهر في صورة الشعور الدائم بجفاف الحلق والحاجة الملحة لترطيبة بالماء أو السوائل، والشعور بطعم مر غير مرغوب فيه بالحلق، وصعوبة البلع والتنفس في بعض الأحيان مع وجود بحة في الصوت وألم في الصدر، وعلاج أعراض المريء الصامت مثلها مثل علاج أعراض ارتجاع المرئ الشديد يمكن علاجه بطرق طبيعية أو من خلال بعض العقاقير الطبية التي يتم صرفها دون وصفة طبية، وهو ما سنناقشه فيما بعد.
من هم الأشخاص الأكثر عُرضة لأعراض ارتجاع المرئ الشديد؟
هناك بعض الفئات قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بارتجاع المريء أكثر من غيرهم، ولذلك يجب عليهم الانتباه إلى العوامل التي قد تتسبب في الإصابة به، ومن أكثر الأشخاص المعرضون للإصابة بارتجاع المريء ما يلي:
- الحامل: السيدات الحوامل من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بارتجاع المريء، نظراً لنمو الجنين والذي يضغط على المعدة ويتسبب في ظهور أعراض ارتجاع المرئ الشديد في بعض الأحيان.
- السمنة: قد تكون السمنة أيضاً أحد العوامل التي تتسبب في الإصابة بأعراض ارتجاع المرئ الشديد، وتكون أحد الطرق للتغلب عليه هو فقدان الوزن الزائد، واتباع نظام أكل ومعيشة صحي.
- الفتق: قد يتسبب الفتق في ارتفاع فم المعدة ودخوله خلال الحجاب الحاجز مما يزيد من فرص الإصابة بأعراض ارتجاع المرئ الشديد.
- بعض أمراض الأنسجة الضامة.
- تأخر تفريغ المعدة من الطعام: وقد يتسبب في هذه الحالة عدة عوامل قد تكون مرضية في بعض الأحيان نتيجة تأخر حركة الجهاز الهضمي، وقد ترتبط أيضاً بعدم ممارسة أي نشاط رياضي أو الحركة بشكل عام، وكذلك عدم شرب كمية كافية من الماء، أو تناول الأطعمة التي تحتوي على ألياف.
وهناك بعض العوامل الأخرى التي تزيد من ظهور أعراض ارتجاع المرئ الشديد ومنها:
- التدخين.
- الأكل في ساعات متأخرة من الليل، أو تناول الوجبات الدسمة والكبيرة.
- الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الدهون، والمقليات.
- الإسراف في تناول الكحوليات والمشروبات التي تحتوي على كافيين.
- تناول بعض الأدوية مثل الأسبرين.
المضاعفات التي قد تترتب على أعراض ارتجاع المرئ الشديد:
قد تتسبب الإصابة بارتجاع المريء لفترات طويلة دون البحث عن علاج أو استشارة طبية أو محاولة تغيير أسلوب الحياة غير الصحي فقد يتسبب ذلك في بعض المضاعفات مثل:
- قرح المرئ: يعمل ارتجاع حمض المعدة خلال المريء على التهاب الخلايا، وقد يتسبب أيضاً في إصابتها بالقرح وأحياناً إلى حدوث نزيف أيضاً، وقد يتسبب التهاب الخلايا في صعوبة البلع أيضاً.
- الإصابة بمرئ باريت Barrett’s esophagus: ويقصد به تحور في خلايا الطبقة المبطنة للمريء فتصبح أكثر عرضة للإصابة بسرطان المرئ أو يطلق عليها الخلايا ما قبل السرطانية.
- ضيق المرئ: قد تتسبب الإصابة بارتجاع المرئ لفترات طويلة إلى حدوث ندوب في المريء أيضاً مما يعمل على تضييق فتحة المريء، وبالتالي تحدث صعوبة عند البلع.
أعراض ارتجاع المرئ النفسية:
من أهم الأعراض النفسية التي قد تصاحب الإصابة بارتجاع المريء هو الإصابة بالقلق والتوتر الذي قد يصل إلى الخوف من الموت، والشعور بالاختناق في بعض الأحيان بالإضافة إلى القلق والإجهاد المستمر، وجميعها أعراض تؤثر على الحياة اليومية لمريض ارتجاع المريء، وفي هذه الحالات يجب استشارة متخصص للتقليل من هذه الأعراض وممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي.
علاج أعراض ارتجاع المرئ الشديد:
في بداية الأمر إذ لم تكن تعاني من الأعراض الشديدة لارتجاع المريء فقد ينصحك الطبيب في البداية بتغيير نظام الحياة غير الصحي، واتباع بعض الإرشادات التي من شأنها أن تقلل من الأعراض، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية التي يمكن استخدامها دون الحاجة إلى وصفة طبية ومنها:
- مضادات الحموضة التي تعادل حمض المعدة: فهي تساعد على التقليل من حموضة السائل الموجود في المعدة والذي يرتد في المريء، فيقلل من الأضرار التي قد يتسبب بها.
- الكبسولات التي تقلل من إفراز حمض المعدة: وهو نوع آخر من الأدوية التي تقلل من إفراز حمض المعدة من الأساس، فيقلل من أعراض الارتجاع.
أما إذا كانت أعراض ارتجاع المرئ شديدة فيتطلب الأمر بعض الأدوية التي تؤثر على إنتاج حمض المعدة بصورة أقوى والتي تحتاج إلى وصفة طبية وتحديد الجرعة المناسبة من الطبيب، كما أن هناك بعض الأدوية التي تعمل على تقوية العضلة الفاصلة بين المعدة والمريء فتقلل من خروج حمض المعدة فيه، وفي حالات قليلة قد يتطلب الأمر إجراء جراحة أيضاً.
ارتجاع المريء قد يكون بسيطاً في البداية ولا يتطلب الأمر سوى بعض التغييرات في نظام الحياة غير الصحي وممارسة بعض الأنشطة الرياضية للتغلب عليه، ولكن إذا كنت تعاني من أعراض ارتجاع المرئ الشديد فيجب عليك استشارة الطبيب لتجنب المضاعفات التي قد تترتب عليه.