د. هدير خالد
دائمًا ما يتردد أن المعدة بيت الداء منذ قديم الزمان، وأثبت العلماء ذلك على مر العصور، فوجدوا أن الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي ينعكس على الحالة الصحية للجسم بأكمله، وأكدت الدراسات الحديثة العلاقة الوثيقة بين صحة المعدة والصحة النفسية والحالة المزاجية وصحة الجهاز المناعي، فبات علاج جرثومة المعدة أمرًا شديد الأهمية، إذ إنها السبب للعديد من أمراض المعدة، لذا سنناقش في هذا المقال علاج جرثومة المعدة وأعراضها والوقاية منها.
ما هي جرثومة المعدة؟
تُعرف جرثومة المعدة أيضًا باسم البكتيريا الحلزونية كونها حلزونية الشكل، تنمو داخل الجهاز الهضمي، وتصيب جدار المعدة. غالبًا ما تكون غير ضارة، ولكنها السبب الأكثر شيوعًا وراء الإصابة بقرح المعدة والأمعاء الدقيقة. تتكيف الجرثومة الحلزونية على التعايش داخل المعدة بتقليل مستوى الحموضة بها عن طريق إفراز مادة لتعادل الحامض، وتخترق جدار المعدة الذي يحميك من الحامض المستخدم في هضم الطعام لتحمي نفسها من جهازك المناعي، بل وتتداخل مع استجابتك المناعية من أجل حماية نفسها من هجوم الجهاز المناعي عليها.
أسباب الإصابة بجرثومة المعدة:
مازالت طرق انتشار العدوى غير محددة حتى الآن، ولكن من المرجح انتقال الجرثومة من شخص إلى آخر عن طريق الآتي:
- ملامسة لعاب الشخص المصاب.
- البراز إذا لم يغسل المصاب يديه جيدًا بعد قضاء حاجته.
- تناول الطعام أو الشراب الملوث.
- استخدام الأواني الملوثة.
الأعراض:
تصيب البكتيريا الحلزونية جدار المعدة، وتؤدي إلى اختراق الحامض للجدار، فيتسبب ذلك في حدوث الالتهابات ومنع حركة الطعام داخل الجهاز الهضمي والقرح وربما قد تصل إلى النزيف، فيترتب على ذلك حدوث بعض الأعراض التالية:
- التجشؤ.
- الانتفاخ.
- الغثيان.
- القيء.
- حرقان بالمعدة.
- قلة أو فقدان الشهية.
- فقدان الوزن غير المبرر.
عليك الذهاب إلى الطبيب فورًا في حالة وجود:
- صعوبة في البلع.
- أنيميا.
- دم في البراز.
- قيء دموي.
- إرهاق غير مبرر.
تعرف أيضاً على اعراض جرثومة المعدة النفسية بالتفصيل وطرق علاج الميكروب الحلزوني بالثوم والاعشاب
في حالة حدوث قرحة بالمعدة، قد يصاحب ذلك آلام بالبطن خاصة إذا كانت المعدة فارغةً بين الوجبات أو ليلًا، يساعد تناول مضادات الحموضة في تخفيف الألم.
إن إهمال علاج جرثومة المعدة وتجاهل أعراض الميكروب الحلزوني التي ذكرت من قبل، قد يزيد الأمر سوءًا، ويتسبب في قرحة أو سرطان بالمعدة، لذا عزيزي القارئ يجب عليك استشارة الطبيب في حال وجود أي من الأعراض السابقة.
تشخيص الإصابة بالجرثومة:
يوجد العديد من الاختبارات التي تساعد الطبيب على التشخيص قبل علاج جرثومة المعدة ومنها:
- اختبار التنفس:
يتناول المريض أثناء الاختبار محلول يحتوي على يوريا ذات جزيئات كربون مميزة ، فإذا كان مصابًا تنتج الجرثومة إنزيمًا يُحلل المحلول في معدته، وينتج ثاني أكسيد الكربون الذي يُطرد عند الزفير، ويستخدم الطبيب جهازًا للكشف عنه.
- اختبار مستضد البراز:
يتم أخذ عينة براز من المريض، ثم فحصها داخل المختبر للكشف عن مستضدات العدوى بجرثومة المعدة، ويستخدم هذا الاختبار أيضًا لمتابعة مدى استجابة المريض للعلاج وفاعليته
يمكن للأدوية المثبطة للأحماض وبعض المضادات الحيوية التأثير على دقة اختبار التنفس وفحص البراز، لذلك قد ينصحك الطبيب بالتوقف عن الأدوية المثبطة للأحماض والبزموت أسبوعين والمضادات الحيوية أربعة أسابيع قبل إجراء الاختبار.
- اختبار الأجسام المضادة بالدم:
يكشف إذا كان الجهاز المناعي للمريض أنتج أجسام مضادة للبكتيريا الحلزونية، إذ يدل وجود أجسام مضادة على الإصابة سابقًا أو حاليًا. قد يكون هذا الاختبار مفيدًا في حالة عدم علاج جرثومة المعدة من قبل والكشف عنها لأول مرة قبل بدء العلاج.
يُستخدم اختبار التنفس واختبار البراز للمتابعة بعد الانتهاء من كورس علاج جرثومة المعدة للتأكد من الشفاء، ولا يُنصح باستخدام اختبار الأجسام المضادة بالدم للمتابعة، إذ إن الأجسام المضادة تبقى بالدم لمدة أربعة أشهر أو أكثر حتى بعد القضاء على الجرثومة.
تعرف أيضاً على كم نسبة جرثومة المعدة الخطيره التي عندها يجب اتخاذ الاجراءات اللازمة
علاج جرثومة المعده:
يصف الطبيب للمريض مجموعة من المضادات الحيوية مع مثبطات مضخة البروتون أو مثبطات إفراز الحمض لتقليل حموضة المعدة، إذ يساعد ذلك على زيادة كفاءة المضادات الحيوية، يشار إلى هذا المزيج من الأدوية بالعلاج الثلاثي.
يشمل العلاج الثلاثي المستخدم في علاج الميكروب الحلزوني على الآتي:
المضادات الحيوية
- كلاريثروميسين (بياكسين).
- ميترونيدازول (فلاجيل).
- تينيدازول (تينداماكس).
- أموكسيسيلين.
ربما يسبب لك تناول الكلاريثروميسين والميترونيدازول طعمًا معدنيًا بالفم، ويجب الامتناع عن شرب المشروبات الكحولية مع الميترونيدازول، إذ إن تناولهم معًا يؤدي إلى احمرار الجلد والصداع والغثيان والقيء والتعرق وسرعة ضربات القلب.
مثبطات مضخة البروتون
- لانزوبرازول (بريفاسيد ولانتانون).
- إيزوميبرازول (نيكسيوم وإيزو بروتوكول).
- بانتوبرازول (بروتونيكس وكونترولوك).
- رابيبرازول (أسيفيكس وباريت).
- أوميبرازول (بريلوسيك وأوميز).
مثبطات إفراز الحمض
- فاموتيدين (فلوكسيد وفاموتين).
- نيزاتيدين (أكسيد).
يُستخدم أيضًا سبساليسيلات البزموت (بيبتو بيسمول) لعلاج حرقان المعدة والارتجاع وسوء الهضم والإسهال، ويساعد أيضًا في تقليل حموضة المعدة، قد يسبب البيبتو بيسمول إمساك وتحويل لون البراز إلى اللون الأسود.
يختار الطبيب اثنين من المضادات الحيوية السابقة على الأقل مع دواء لتقليل حموضة المعدة، ويوجد أيضًا بالصيدليات عقار هيليكيور يحتوي على علاج جرثومة المعدة الثلاثي في قرص واحد، ويؤخذ قرص صباحًا ومساءًا.
مدة علاج الجرثومة الحلزونية:
يستغرق علاج جرثومة المعدة حوالي أسبوعين، ويجب خلالهم الالتزام بالدواء، وإعادة اختبارات الكشف عن الجرثومة بعد ذلك للتأكد من التخلص منها وتمام الشفاء، إذ إن نسبة من المرضى لا يتم شفائهم بعد إكمال الكورس الأول للعلاج، وقد يتطلب الأمر إلى بدء كورس ثاني وتغيير على الأقل نوع من المضادات الحيوية المستخدمة في الكورس الأول.
علاج جرثومة المعدة بالاعشاب:
قد يُجدي علاج جرثومة المعدة بالاعشاب نفعًا في بعض الحالات، مع الالتزام بالعادات الصحية السليمة، وإليك عزيزي القارئ بعض الأمثلة للأعشاب التي أثبتت فاعليتها في علاج جرثومة المعدة:
- العرقسوس
يُعد من العلاجات الطبيعية المستخدمة في علاج جرثومة المعدة، إذ إنه يمنع التصاقها على جدار المعدة، مما يحميها من التآكل، ويساعد على الوقاية من الإصابة بقرح المعدة.
- الشاي الأخضر
وُجد أن الشاي الأخضر يقلل من معدل نمو الجرثومة داخل المعدة، بل إن تناوله قبل الإصابة يمنع التهاب المعدة.
- الكركم
يستخدم في حالة الغثيان والقيء وسوء الهضم، كما أنه مضاد للالتهاب ويقلل من حموضة المعدة.
- الزعتر
فهو مضاد للعديد من الفيروسات والبكتيريا ومنها البكتيريا الحلزونية.
- الزنجبيل
يساعد على الهضم، وينقي الجهاز الهضمي من السموم، كذلك يخفف من الأعراض المصاحبة لجرثومة المعدة من قيء وغثيان واضطرابات معدية.
يُنصح أيضًا باحتواء النظام الغذائي اليومي على العسل وزيت الزيتون والبروكلي وحبة البركة وبذور الكتان والشيا والتوت الأسود والأزرق للمساعدة في العلاج .
كما يجب التقليل من الكافيين والمشروبات الغازية والأطعمة المخللة والحبوب قليلة الألياف، والامتناع عن شرب الكحوليات والتدخين وتناول الأطعمة الحارة في حالة وجود قرحة بالمعدة لسرعة التئام القرحة.
علاج جرثومة المعدة بالثوم:
يستخدم الثوم في علاج جرثومة المعدة، إذ يُعد الثوم مضادًا طبيعيًا للالتهاب، وله خصائص مضادة للبكتيريا خاصة الحلزونية، فتناول فصين من الثوم متوسطي الحجم صباحًا ومساءًا يوميًا من شأنه خفض معدل نمو الجرثومة بشكل ملحوظ.
الوقاية من الجرثومة الحلزونية:
- التأكد من نظافة مياه الشرب.
- نظافة الأكل وطهيه جيدًا.
- غسل اليدين جيدًا قبل تناول الطعام وبعد دخول الحمام.
هنا قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، وأرجو أن تكون حريصًا على علاج جرثومة المعدة إن كنت مصابًا بها ولا تتجاهل الأمر.