بقلم د. نعمة سويد
ولا شئ أجمل من ابتسامة جذابة تأسر القلوب، وعنوان الابتسامة الجذابة هو أسنان منمقة ومصفوفة بشكل جيد، وخالية من طبقات المينا التي تعطيها اللون الأصفر المنفر، ولذلك يسعى الكثير لعمليات تجميل الأسنان، ويُنفق الكثير من الأموال على عمليات تجميل الأسنان، والتي قد تصل في بعض الأحيان لما يعادل اقتصاد بعض الدول، ومن تلك العمليات عملية برد الاسنان.
سنتحدث في هذا المقال عزيزي القارئ عن عملية برد الاسنان، ما لها وما عليها، سنتحدث عن مفهوم برد الاسنان، مزاياه وأضراره، وهل تناسب عملية برد الاسنان الجميع؟ كل هذا وأكثر سنناقشه في السطور القادمة.
ما المقصود بعملية برد الاسنان؟
هي إزالة جزء من طبقة المينا التي تُغطي الأسنان، وهي عملية غير مؤلمة، وقد لا تحتاج لتخدير موضعي، ولا تصل عملية البرد إلى لب السن، أو الضرس، وهي بديل للعديد من عمليات تجميل الأسنان مثل عملية البورسلين، ويُعاد تشكيل الأسنان من خلال بردها، وإزالة جزء صغير منها، ويكون لعملية برد الاسنان العديد من الأغراض ومنها:
- مساواة الأسنان ببعضها لأسباب تجميلية.
- برد الاسنان الطويلة.
- إزالة الطبقة الصفراء التي تتكون فوق الأسنان بمرور الزمن.
- مساواة وتنحيف الأسنان الأمامية العريضة.
وهناك بعض الحالات التي يكون فيها عملية برد الاسنان ضرورة ومنها عمليات تركيبات الأسنان الثابتة مثل جسر الأسنان والكباري والطرابيش، ففي هذه العمليات يتم برد السن أو الضرس لتُجرى عملية تركيب الطربوش أو الكوبري ال Bridge ليلائم السن أو الضرس الجديد، وفي هذه الحالة لا تُعد عملية برد الاسنان من العمليات التجميلية ولكنها تُعد ضرورة في هذه الحالة.
مميزات عملية برد الاسنان:
يفضل العديد من الناس إجراء عملية برد الأسنان وذلك للعديد من الأسباب ومنها:
- تعطي نتائج فورية، وهي غير مكلفة إذا ما قورنت بعمليات تجميل الأسنان الأخرى.
- جيدة لصحة الفم والأسنان، فعملية مساواة حجم الأنياب والأسنان الأمامية يساعد في عمليات القضم والمضغ، وكذلك إزالة الجير والبلاك تُحسن من صحة الأسنان.
- التخلص من الانتفاخات والحفر الموجودة في مينا الأسنان.
- تجميل شكل الأسنان الأمامية والأنياب عن طريق مساواتها، وهذه العملية أيضاً تساعد في تحسين الكلام ومخارج الحروف.
برد الاسنان الطويلة:
يُجري الطبيب في البداية أشعة سينية على أسنانك، لتحديد ما إذا كنت أحد المرشحين للعملية أم لا، فهذه العملية لا تصلح للجميع، ثم يحدد حجم لب السن، والأعصاب والأوعية الدموية المتصلة به، لتحديد حجم الطبقة من المينا التي يمكن إزالتها خلال العملية، كي لا يتفاجئ بأي شئ قد يتسبب في فشل العملية، أو الإضرار بأسنانك بشكل عام.
تُجرى عملية برد الاسنان في عيادة طبيب الأسنان، أو المستشفى، يستخدم الطبيب جهاز معين لعملية الصنفرة وإزالة جزء بسيط من مينا الأسنان، في الجزء الأمامي من الأسنان، ولكن جهاز الصنفرة لا يستطيع الوصول إلى الجزء بين الأسنان لذلك يستخدم الطبيب شريط صنفرة لتنعيم جانبي السن أو الضرس والناب، وعند الوصول للنتيجة المطلوبة، يُنهي الطبيب العملية بتلميع الأسنان، لتظهر بمظهر جذاب.
لا يستخدم الطبيب أي مواد للتخدير؛ فعملية برد الاسنان من العمليات البسيطة وغير المؤلمة، وبمجرد الانتهاء من العملية يمكنك العودة إلى المنزل، ولا تحتاج لفترة نقاهة، كذلك لا تحتاج لمتابعة مع الطبيب بعدها، إلا إذا شعرت ببعض المضاعفات، مثل الحساسية الشديدة للمأكولات أو المشروبات الساخنة والباردة، أو حدوث التهابات وانتفاخات في الأسنان أو اللثة.
وبعد عملية برد الاسنان الطويلة حاول قدر الإمكان تجنب الأطعمة المطاطية التي قد تلتصق بالأسنان مثل العلكة، وتقليل استخدام الأسنان التي تم بردها ليوم أو اثنين على الأكثر، وتجنب الأطعمة الساخنة والباردة لفترة أيضاً، لتجنب التهاب الأسنان واللثة بعد هذه العملية، حتى تعود اللثة والأوعية الدموية الموجودة في منطقة البرد لطبيعتها.
أضرار عملية برد الاسنان:
على الرغم من كل المزايا السابق ذكرها لهذه العملية، إلا أنه هناك العديد من الأضرار التي قد تتسبب فيها عملية البرد ومنها:
- لا تُعد العملية جذرية في تصليح شكل الأسنان، فهي لا تنهي مشاكل الأسنان بشكل تام، وهي ليست بنفس كفاءة عملية البورسلين و التركيبات الخزفية.
- البرد لمرحلة معينة قد يصل للطبقات الداخلية من الأسنان مما يجعلها أكثر عُرضة للحساسية.
- عملية إزالة طبقة مينا الأسنان والبرد لا يمكن الرجوع فيها، فبعد إجراء عملية البرد لا يمكن إعادة طبقة المينا التي أزيلت مرة أخرى.
- قد تتسبب عمليات البرد وصنفرة الأسنان في وجود فراغات بين الأسنان، يتجمع فيها بقايا الطعام، مما قد يتسبب في الروائح الكريهة من الفم.
- بعض الحالات قد تُصاب بالالتهاب الجرثومي، أو التهاب الشغاف، إما نتيجة لاستخدام أدوات غير معقمة، أو عدم تعقيم الفم بشكل جيد قبل البدء في العملية.
- قد تتسبب عملية البرد في التهاب اللثة وضعف في الأوعية الدموية مما قد يؤدي إلى نزيف في مكان إجراء عملية البرد.
من المُرشح لعملية برد الاسنان؟
مثلها مثل باقي العمليات؛ لا تصلح عملية البرد للجميع ولكن هناك فئات معينة يمكنهم إجراء هذه العملية ومنهم ما يلي:
- الأشخاص الذين يعانون من عدم وجود تناسق في الأسنان الأمامية والأنياب، مما يعرضهم لصعوبة في القضم و الكلام، ومخارج الحروف.
- الأشخاص ممن لديهم تشققات في الأسنان نتيجة لعوامل وراثية، أو نتيجة للتغذية غير السليمة.
- الذين يعانون من وجود نتوءات وانتفاخات في الأسنان.
والسؤال هنا؛ هل تصلح العملية للجميع؟
بالطبع لا تصلح هذه العملية للجميع وهناك عدة حالات لا تصلح لها عملية البرد، والأفضل لها عملية تركيب التركيبات الخزفية أو البورسلين للتغلب على مشاكل الأسنان، ومن ضمن تلك الحالات ما يلي:
- إذا كانت طبقة المينا رقيقة جداً، ففي هذه الحالة أي برد للسن سيتسبب في إضعافه، ويكون من السهل كسره تحت أي ضغط حتى ولو بسيط.
- إذا كانت الأسنان قريبة من السطح، وفي هذه الحالة من الممكن أن تصل عملية البرد إلى لب السن والعصب بسهولة، مما يجعل عملية البرد مؤلمة، وتزيد من حساسية الأسنان، وقد تسبب نزيف أيضاً.
- في حال وجود تصدعات وشقوق كبيرة وغائرة في الأسنان، مما يجعل عملية الصنفرة ضررها للأسنان أكثر من نفعها، وقد تتسبب في كسر الأسنان وإتلافها أيضاً.
وبعد إجراء عملية برد الاسنان يوصي أطباء الأسنان بضرورة المحافظة على نظافة الأسنان، وغسلها مرتين يومياً على الأقل، وتفريشها لفترة مناسبة أيضاً، لمدة خمس دقائق في المرة على الأقل، ويجب استخدام فرشاة أسنان مناسبة لك، والبحث عن افضل فرشاة اسنان مناسبة لأسنانك، فاستخدام نوع غير جيد لأسنانك بعد عملية البرد قد يتسبب في الإضرار الشديد بالأسنان واللثة.
كما يوصي أطباء الأسنان أيضاً باستخدام خيط الأسنان مرة يومياً، أو مرتين في الأسبوع على الأقل وذلك للتخلص من أي بقايا طعام تتجمع بين الأسنان بعد عملية البرد، والتي من شأنها التسبب في رائحة الأسنان الكريهة، ونمو البكتيريا والتسبب في العدوى الجرثومية، وذلك نتيجة لزيادة المسافة بين الأسنان بعد عملية البرد.
الأسنان من الأعضاء المهمة والتي تستمر معنا لفترات طويلة من حياتنا، وهي تُعد من أهم الأصول لدينا والتي حبانا الله إياها، ولذلك يجب علينا تنظيفها والاهتمام بها والحفاظ عليها قدر المستطاع، فأي إهمال فيها سيتسبب في حدوث ما لا يُحمد عقباه.
تحدثنا في هذا المقال عزيزي القارئ عن عملية برد الاسنان، وما يتعلق بها من أسئلة قد تلج في خلدك، فتحدثنا عن مزاياها وأضرارها، وعن عملية برد الاسنان الطويلة، ومن الأشخاص المرشحون لهذه العملية، ومتى لا يمكن القيام بها.