بقلم د. مريم باهر
الحزام الناري هو عدوى تصيب أحد جانبي الجسم اليسار أو اليمين في منطقة الجذع أو الوجه أو الرقبة وتظهر على هيئة شريط مؤلم من البثور، وتتسبب في حكة واحمرار الجلد والتهابه و يعرف باسم Shingles أو Herpes zoster ويتسبب في الإصابة به فيروس varicella-zoster virus المتسبب في الجدري ( Chickenpox) فبعد التعافي من الجدري يظل الفيروس كامن بالجسم في الجهاز العصبي لسنوات قبل أن ينشط مجددا ويتسبب في الإصابة بالحزام الناري.
أعراض الحزام الناري
يعاني المصاب بالحزام الناري من ألم والتهاب على شكل طفح جلدي ويتصف هذا الطفح بأنه على شكل بثور صغيرة حمراء تصيب الجلد بحكة، وهذه البثور ممتلئة بسائل يسهل انفجارها بالضغط عليها، وهي منتشرة على جانب واحد في الجسم من العصب إلى الجذع وقد تصل أيضا للوجه والرقبة وربما يعاني بعض المصابين بالحزام الناري من أعراض أخرى مثل:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- صداع.
- ضعف في العضلات.
- إرهاق عام.
كيف يتم تشخيص الحزام الناري؟
معظم حالات الحزام الناري يشخصها الطبيب بمجرد رؤية الطفح الجلدي والبثور، وقد يحتاج الطبيب إلى معرفة التاريخ المرضي للمريض وفي بعض الحالات النادرة قد يحتاج الطبيب عينة من الجلد أو السائل داخل البثور وذلك من خلال مسحة معقمة من نسيج الجلد أو السائل داخل البثور ويجري المعمل التحليل اللازم للتأكد من وجود الفيروس من عدمه.
مضاعفات الحزام الناري
تنتشر بثور الحزام الناري في بعض الأحيان فرغم كونها تصيب أحد جانبي الجسم والأعصاب الخاصة به إلا أنها قد تصيب أيضا أحد جانبي الوجه وأعصابه وتتسبب في:
- فقدان السمع والإتزان: وذلك نتيجة وصول العدوى للأذن وتسببها في ضرر للعصب السمعي.
- فقدان حاسة التذوق: وذلك نتيجة وصول العدوى للفم وتؤدي أيضا إلى صعوبة في تناول الطعام نتيجة للشعور بالألم.
- بقع صلعاء في الرأس: نتيجة وصول الطفح لفروة الرأس.
- فقدان البصر: نتيجة وصول العدوى للعين وتأثيرها على عصب العين فيما يعرف باسم ophthalmic herpes zoster ويظهر على جفن العين أو مقدمة الرأس أو مقدمة الأنف أو على جانبها وقد تُختبر بعض الأعراض كالحرقان و احمرار العين وانتفاخها وضبابية الرؤية، عندما يراودك شك في وصول الإصابة إلى العين فلابد من البدء في علاجها خلال اثنان وسبعون ساعة مما يقلل من احتمالية تضاعف الإصابة وفقدان البصر.
- الألم العصبي التالي للإصابة ( PTN): وهو ألم يصيب الجلد والأعصاب ويظل يعاني منه المصاب لشهور أو أكثر بعد اختفاء البثور والطفح الجلدي وهو أكثر شيوعا في البالغين فوق سن الستين وهذا الألم الحاد يتزايد من أقل ضغط وحساسية لتغير درجات الحرارة ولكن هذا الألم يمكن التحكم فيه بالعلاج فلا تستمر المعاناة أكثر من شهرين ويمكن منعه بالتطعيمات.
الوقاية من الحزام الناري
وتظهر أهمية التطعيمات في منع ظهور المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالحزام الناري وتقليل حدة الأعراض، فتعطى التطعيمات للأطفال مرتين ضد فيروس الجدري والبالغين أيضا الذين لم يصيبهم فيروس الجدري من قبل يجب تطعيمهم من هذا الفيروس.
التطعيم ليس معناه ضمان عدم الإصابة بالفيروس ولكنه يقي منه بنسبة تسعين بالمائة، وهناك نوعين من التطعيم أحدهما يحتوي على فيروس حي ويسمى Zostavax والآخر يسمى Shingrix وهو الأفضل وتوصي به مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فحتى إذا تم إعطائك Zostavax توصي (CDC) بالتطعيم بواسطة Shingrix أيضا.
الحزام الناري للحامل
أثناء الحمل تراودك المخاوف من إصابتك بالأمراض التي قد تصيب طفلك بأي تشوهات أو تؤثر على حملك، ومن هذه الأمراض التي قد تؤثر عليكِ الحزام الناري الذي لا ينتقل إليكِ إلا إذا حدث احتكاك مباشر ببثور الشخص الحامل للعدوى فينتقل إليك الفيروس، مسبباً مرض الجدري إذا لم تصابي به من قبل، أما إذا أصبت به من قبل أو تم تطعيمكِ ضده فلا تتأثرين.
أما الحزام الناري لا يتطور أثناء الحمل إلا في حالات نادرة جدا لدى من أصيبت سابقا بفيروس الجدري فالعادة هي أن أعراضه تتطور في سن اليأس.
لذا من الأفضل جميلتي قبل تخطيطك للحمل أن ترتبي مواعيد تطعيماتك ضد الأمراض التي من الممكن أن تؤثر على حملك.
إذا لم تحصلين على التطعيم فمن الأفضل إبلاغ طبيبك فور الاحتكاك بشخص ناقل للعدوى أو ظهور البثور التي تشكين في أمرها حتى يُجري الفحوصات اللازمة، حتى تتناولين الدواء في أول ستة وتسعون ساعة إذا ثبتت إصابتك بالعدوى ليكون أكثر فعالية في العلاج.
الحزام الناري والاستحمام
المحافظة على نظافة الجلد باستمرار مطلوبة وخاصة في أسابيع العدوى ولأن البثور تتأثر بدرجة حرارة الماء وضغطها فمن الأفضل تقليل ضغط الماء واستعمال الماء البارد لتهدئة الحكة والالتهاب ولضمان عدم انتشار العدوى من خلال أدوات الاستحمام فمن الأفضل تعقيم كل ما يلامس البثور.
علاج الحزام الناري
تم اعتماد العديد من الأدوية للحزام الناري للتخفيف من حدة الأعراض والتعجيل بالشفاء، وهي كالآتي:
- مضادات الفيروسات مثل مجموعة الأسيكلوفير ( acyclovir, valacyclovir and famciclovir) فهي تقلل من الألم وتعجل الشفاء.
- مضادات الالتهاب مثل الإيبوبروفين لتهدئة الألم وتخفيف الالتهابات.
- المهدئات للتخلص من الشعور بالألم.
- مضادات الاكتئاب ومضادات الصرع لعلاج الألم العصبي الناتج عن الإصابة.
- مضادات الهيستامين كالدايفنهيدرامين لعلاج الحكة.
- الكريمات المخدرة كالليدوكايين لتقليل الشعور بالألم.
- كابسيسين ( capsaicin ) لتلافي مخاطر الإصابة بالألم العصبي الذي يحدث بعد التعافي كمضاعفات نتيجة تضرر الأعصاب.
العلاجات المنزلية للحزام الناري
بعض الوصفات المنزلية قد تكون مفيدة أيضا في التخفيف من حدة الأعراض والتعجيل بالشفاء مثل:
- حمام الشوفان بإضافة كوب أو اثنان من الشوفان إلى الماء الدافئ في حوض الاستحمام، والجلوس به مدة من خمسة عشر إلى عشرين دقيقة؛ لتهدئة الأعراض، يجب عدم استعمال الماء الساخن حتى لا يسوء وضع البثور، ويجب التجفيف جيدا بعد الاستحمام، وتعقيم أدوات الاستحمام جيدا حتى لا تنتشر العدوى.
- استعمال الضغط البارد الرطب وذلك باستعمال قطعة قماش مبللة بماء بارد وتمريرها على البثور فيكون لها تأثير ملطف يهدئ من الحكة والالتهاب، ويمكنك القيام بها عدة مرات في اليوم ولكن ابتعد عن استعمال الثلج لأنه قد يجعل وضع البثور أسوأ.
- عجينة البيكنج صودا أو نشا الذرة وذلك عن طريق إضافة مقدار من البودرة إلى مقدار من الماء، واخلطهم جيدا حتى تتكون العجينة وتوضع لمدة من عشرة إلى خمسة عشر دقيقة ثم يتم غسلها بالماء وتلطف هذه العجينة الحكة والالتهاب.
- استعمال الكريمات واللوشن مثل كريم الكابسيسين وهي مادة مستخرجة من الشطة الحمراء وله تأثير مضادات الالتهاب لتقليل الشعور بالألم، ولوشن كلامين ليهدأ ويلطف من تأثير الحكة والالتهاب، يفضل استعماله بعد الاستحمام ليسهل جفاف الحبوب ويُعجل بشفائها، لأن وضع طبقات من الكريم بعضها فوق بعض يمنع جفاف البثور ويؤخر من شفائها.
- التغذية الجيدة لتقوية المناعة؛ فالمناعة الضعيفة تجعل حالة الحزام الناري أسوأ لذلك يجب أن يحتوي الطعام على فيتامينات أ، ب12، ج ( A, B-12, C, and E) والحمض الأميني الليسين، ومن الأطعمة المحفزة للمناعة البرتقال، والفواكه صفراء اللون، والخضراوات الورقية خضراء اللون، واللحوم الحمراء، والبيض، والدجاج، والبقوليات، والفول، والطماطم، والسبانخ، والحبوب الكاملة.
- تجنب بعض نوعيات الطعام لأنها تضعف المناعة مثل الطعام المحتوي على كمية كبيرة من السكر كالعصائر والحمض الأميني الأرجينين الموجود في الشيكولاتة، والجيلاتين، والمكسرات، والكربوهيدرات بسيطة التعقيد، والدهون المشبعة فالأرجينين قد يتسبب في تكاثر الفيروس.
علاج الحزام الناري بزيت الزيتون
يتميز زيت الزيتون بخصائصه الملطفةوالمرطبة للجلد كما يحتوي على بعض المركبات التي تقلل الألم لذلك فقد يفيد استخدامه في الحالات المصابة بالحزام الناري.
هل الحزام الناري معدي وما هي عوامل الخطورة؟
ينتقل الفيروس إذا حدث احتكاك مباشر مع البثور ويسبب مرض الجدري إذا لم يصب به الشخص من قبل أما الحزام الناري فهو يتطور من الفيروس الكامن في الجسم وهناك عدة عوامل تساعد على تطور الفيروس الكامن إلى الإصابة بالحزام الناري وهي:
- أن يكون عمرك أكثر من خمسين عاما فمعظم الأشخاص المصابين بالحزام الناري أعمارهم أكبر من خمسين عاما.
- الإصابة بأمراض تضعف المناعة كمرض نقص المناعة المكتسبة ( AIDS)أو السرطان.
- الخضوع لعلاجات مرض السرطان فالعلاج بالأشعة أو العلاج الكيميائي يضعفان من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.
- تناول أنواع معينة من الأدوية تضعف المناعة كالأدوية التي تضعف من مقاومة الجسم للأعضاء المزروعة.
كيف يتم الشفاء من الحزام الناري؟
ويكون الشفاء من الطفح الجلدي والبثور في خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع ، وقد تترك البثور ندوب في بعض الناس وقد لا تترك أي أثر كما في البعض الآخر، وبعكس الاعتقاد السائد بأن الحزام الناري لا يصاب به الشخص أكثر من مرة فقد يعاني المريض من الإصابة به أكثر من مرة لذا فمن الأفضل تناول التطعيمات اللازمة حتى يكون تحت السيطرة، والوقاية دائما خير من العلاج.