بقلم د. سارة عبده
واحدة من أمراض العصر التي نواجهها وأكثرها شيوعاً على النطاق العالمي، حالة طبية ناتجة عن اكتساب الكثير من الدهون الزائدة تؤثر بشكل سلبي على الصحة العامة، ويترتب عليها الكثير من المشاكل والمضاعفات الخطيرة مع ارتفاع نسبة الوفيات المرتبطة بالسمنة المفرطة والوفاة المبكرة، مما يستدعي إيجاد بعض الحلول للحيلولة دون انتشارها. سنلقي الضوء في هذا المقال على كل ما يتعلق باعراض السمنة وأسبابها واعراض السمنة المفرطة.
السمنة
- هي عبارة عن زيادة في دهون الجسم بشكل غير طبيعي.
- تقدر السمنة بوصول مؤشر كتلة الجسم لأكثر من 30.
- مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو:
مقياس يقيس وزن الجسم بالكيلو جرام مقابل الطول بالمتر المربع.
- يوجد نوعين من السمنة:
- السمنة المركزية أو العلوية و تتراكم فيها الدهون حول محيطي البطن والخصر.
- السمنة السفلية وفيها تتراكم الدهون حول الأرداف والفخذين.
- تعد السمنة العلوية السبب الرئيسي في الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وارتفاع مستويات الإصابة بالسكتات الدماغية.
قد يهمك أيضاً السمنة في السعودية أسبابها والجهود المبذولة لمنع انتشارها
أسباب السمنة
تعود أسباب السمنة إلى عدة عوامل من بينها:
- اتباع أسلوب تغذية غير صحي واستهلاك الكثير من المواد الدهنية مما ينتج عنها اكتساب الكثير من السعرات الحرارية دون الإحساس بالشبع مثل:
- الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الدهون المشبعة.
- النشويات مثل الأرز والمكرونة.
- الحلويات والسكريات.
- المشروبات عالية السعرات الحرارية مثل المشروبات الغازية والكحوليات.
- الأطعمة المصنعة المحتوية على مكونات مكررة ومكونات مضافة لزيادة نسبة استهلاك هذا المنتج.
- قلة النشاط البدني وممارسة الرياضة بانتظام والذي بدوره يؤدي إلى:
خلل في مستويات الأنسولين في الجسم.
- تناول بعض الأدوية التي تتسبب في حدوث السمنة مثل:
- أدوية علاج الاكتئاب (antidepressant) والتي ينتج عنها زيادة شهية المريض.
- حاصرات مستقبلات بيتا.
- الستيرويدات
- الأدوية مضادات الذهان (antipsychotic).
- الأدوية المضادة لنوبات الصرع.
- أدوية علاج داء السكري
- العوامل الوراثية من الجينات التي تتوارثها العائلات وينتج عنها:
اكتساب الوزن بشكل مفرط بالإضافة إلى الإصابة ببعض الأمراض مثل متلازمة برادر ويلي .
- اضطراب النوم مثل عدم الحصول على القسط الكافي من النوم أو النمو أكثر من الوقت المسموح به مما يؤدي:
إلى زيادة الهرمون المسؤول عن زيادة الشهية وهو هرمون جريلين (ghrelin)، ونقص هرمون الليبتين (leptin) المسؤول عن نقص الشهية عن طريق إرسال إشارات للمخ بوصول المعدة إلى حد الشبع، مما ينتج عنه الإصابة بمتلازمة النهام العصبي أو متلازمة الأكل الليلي.
- بعض العوامل الاجتماعية التي ربما تؤثر في اكتساب السمنة مثل:
قضاء المزيد من الوقت مع أفراد من العائلة أو أصدقاء يعانون من السمنة المفرطة ويتبعون عادات غذائية غير سليمة.
- الكثير من العوامل الاقتصادية التي تؤثر بشكل سلبي على ممارسة الرياضة وانخفاض مستوى النشاط البدني مثل:
عدم وجود الأماكن التي يمكن التريض بها.
- اكتساب الوزن الزائد أثناء الحمل وعدم القدرة على التخلص منه بعد الولادة:
تساهم الرضاعة الطبيعية في التخلص من الوزن الزائد واستعادة شكل الجسم الطبيعي.
- اضطرابات الغدد الصماء مثل:
قصور الغدة الدرقية او فرط نشاط الغدة الكظرية أو ما يعرف باسم متلازمة كوشينغ.
- الإصابة ببعض الأمراض مثل:
متلازمة تكيس المبايض أو الأمراض التي تحد من الحركة البدنية مثل الروماتيزم.
- اضطرابات الحالة المزاجية والإصابة بالتوتر مما يؤدي إلى:
زيادة مستويات هرمون الكورتيزون وهو المعروف باسم هرمون الإجهاد والذي يؤدي بدوره إلى تحفيز الكبد على إفراز المزيد من الجلوكوز في الدم وزيادة إفراز الأنسولين بالتبعية؛ مما يؤدي إلى تخزين الدهون وزيادة الوزن.
- التقدم في العمر:
يساهم التقدم في العمر في زيادة معدلات الإصابة بالسمنة نظرا للتغيرات الهرمونية الطارئة، وقلة النشاط البدني وانخفاض حجم الكتلة العضلية ومستوى التمثيل الغذائي.
اعراض السمنة
- اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإصابة بالإمساك وعسر الهضم والانتفاخ والارتجاع المعوي.
- تكرار الإصابة بالالتهابات الجلدية نتيجة وجود الرطوبة بين ثنايا الجلد.
- الشعور بالجوع المستمر والعطش.
- تراكم الدهون الزائدة في جميع أجزاء الجسم.
- صعوبة في الحركة والمشي.
- اضطراب النوم
- ظهور علامات التمدد في الوركين والظهر.
- صعوبة في التنفس والشخير المستمر.
- التعب والإرهاق مع أقل مجهود مبذول.
- التعرق الشديد
- البلوغ المبكر عند البنات وتأخر البلوغ عند الأولاد.
- الحالة المزاجية السيئة والإصابة بالعزلة والاكتئاب.
قد يهمك اسباب السمنة عند الكبار والصغار وطرق تجنب أضرارها المفاجئة
اعراض السمنة المفرطة
- مشاكل الجهاز التنفسي مثل:
أمراض الرئة وانقطاع التنفس أثناء النوم بشكل متكرر.
- أمراض القلب والشرايين والتعرض للذبحات الصدرية نتيجة:
ارتفاع مستويات الكوليسترول بشكل ملحوظ.
- ارتفاع ضغط الدم مما ينتج عنه:
زيادة معدل الإصابة بالسكتات الدماغية.
- الإصابة بالسكري خاصةً من النوع الثاني نتيجة:
اضطراب مستويات الأنسولين عن طريق استخدامه بكثرة للسيطرة على السمنة مما ينتج عنه ما يعرف بمقاومة الأنسولين.
- الإصابة ببعض أنواع من السرطانات مثل:
سرطانات الرحم مثل سرطان عنق وبطانة الرحم وسرطان المبيض بالإضافة إلى أنواع أُخرى مثل سرطان الثدي، وذلك لأن الخلايا الدهنية تعمل على زيادة إنتاج هرمون الإستروجين بالإضافة إلى الإصابة بسرطان القولون والكبد والكُلى والبروستاتا.
- مشاكل الخصوبة والإنجاب مثل:
اضطراب الدورة عند النساء وضعف الانتصاب عند الرجال.
- اضطرابات الجهاز الهضمي مثل:
الإصابة بحرقة المعدة والتهاب وحصوات المرارة وأمراض الكبد.
- الإصابة بمتلازمة الأيض (metabolic syndrome) والتي من أعراضها:
ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وانخفاض مستويات الكوليسترول النافع (HDL) وزيادة محيط البطن وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية.
- الاصابة بالمشاكل النفسية مثل:
الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.
- الإصابة بمشاكل العظام مثل:
التهاب المفاصل وهشاشة العظام والنقرس.
علاج السمنة
اتباع الحميات الغذائية الصحية السليمة مثل:
- الإكثار من تناول الأطعمة قليلة السعرات الحرارية عالية القيمة الغذائية مثل الفاكهة والخضراوات، ومصادر البروتين قليلة الدهون مثل البقوليات والأطعمة الغنية بالألياف.
- إليكم وصفة كريب العدس الصحية كبديل للخبز ذو السعرات الحرارية العالية.
- الحد من استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والأطعمة المحتوية على السكريات والكربوهيدرات مثل الأرز والمعكرونة.
- الإقلاع عن التدخين وتناول الكحول.
- يعد نظامي الصيام المتقطع والكيتو دايت من الأنظمة الفعالة التي تساعد في التخلص من الوزن الزائد بطريقة صحية غير ضارة بصحة الجسم.
- يجب تناول وجبات منتظمة يومياً وفي نفس الأوقات وعدم تخطي أي وجبة خلال اليوم.
- يُنصح بشرب كميات كافية من الماء يومياً.
- يجب تناول 5 حصص أو أكثر من الخضراوات الطازجة والمطبوخة يومياً.
- يُنصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على الأوميجا 3 لارتفاع قيمته الغذائية وتأثيره الفعال في التخلص من الدهون.
- يُنصح بتناول العلاجات العشبية والفيتامينات والمعادن كمكملات غذائية فقط، وليس لها تأثير فعال مثل تأثير الأدوية العلاجية في علاج لمرضى السمنة.
- تجنب الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين أو منتجات الألبان للمرضى الذين يعانون من تفاعلات تحسسية منها.
الرياضة:
- يعد ممارسة الرياضة بشكل منتظم لأكثر من 150 دقيقة على مدار الأسبوع من أكثر الطرق ذات نتائج مبهرة في معالجة السمنة، والتخلص من اعراض السمنة.
- تعمل الرياضة على حرق الكثير من الدهون واستهلاك الكثير من السعرات الحرارية.
- ربما تزيد مدة ممارسة الرياضة لأكثر من 300 دقيقة على مدار الإسبوع مع تحسن لياقة المريض البدنية وقدرته على التحمل.
- يمكن ممارسة الرياضة بأشكالها المختلفة لرفع مستوى اللياقة البدنية مثل الزومبا وممارسة المشي والسباحة.
- يُنصح بالاستمرار على ممارسة الرياضة وانتهاجها كأسلوب حياة لمنع إعادة اكتساب الوزن مرة أُخرى بعد التخلص منها.
البرنامج التثقيفي:
- على أصحاب الوزن الزائد اتباع البرامج التثقيفية لمعرفة كيفية الحصول على أنماط حياة صحية من أنظمة غذائية صحية وممارسات رياضية.
- معرفة أسباب السمنة ومحاولة التخلص من هذه الأسباب مثل عادات غذائية سيئة أو ضغوطات محيطة.
- محاولة التخلص من التوتر والحصول على القدر الكافي من النوم دون زيادة أو نقصان، وينصح الأطباء بالحصول على عدد ساعات النوم من 6 إلى 8 ساعات.
- اتباع الطرق السليمة التي تساعد على التكيف مع القلق والتوتر المحيطين.
- محاولة الحصول على الدعم من الفرق الطبية التثقيفية وأيضا مجموعات دعم من المرضى ممن نجحوا في التخلص من السمنة.
- مراقبة الوزن بشكل دوري.
العلاجات الدوائية:
- لا يمكن الاعتماد على العلاجات الدوائية فقط في التخلص من اعرض السمنة ولكن تدخل هذه الأدوية ضمن خطة علاجية شاملة.
- تعمل أدوية السمنة على إيقاف الشعور بالجوع والوصول إلى الشبع.
- تشمل هذه الأدوية دواء أورليستات (orlistat) والذي يُخَفض من امتصاص الأمعاء للدهون من خلال منع عمل إنزيم الليبيز المفرز من البنكرياس، ودواء ريدكتيل (sibutramine) والذي يؤثر مباشرة على المخ.
- ينصح الطبيب بتناول هذه الأدوية عند وصول مؤشر كتلة الجسم إلى أكثر من 30 أو إلى 27 ، مع وجود مضاعفات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بداء السكري.
- توجد بعض الأعراض الجانبية لهذه الأدوية مثل الاصابة باضطرابات الجهاز الهضمي عند تناول دواء الاورليستات، أو الإصابة بالأرق وجفاف الفم عند تناول دواء ريدكتيل.
- ربما يستعيد المريض بعض الوزن الذي فقده او كل الوزن عند التوقف عن تناول هذه الأدوية، لذلك هي ليست كافية لوحدها في التخلص من اعراض السمنة.
توجد بعض العلاجات المستخدمة أيضاً في التخلص من اعراض السمنة مثل:
- استخدام جهاز ال LPG وهو جهاز يستخدم في تحريك الدهون تحت الجلد دون تدخل جراحي، ولكنه يستخدم في علاج حالات السمنة البسيطة ويحتاج إلى العديد من الجلسات.
- الميزوثيرابي (mesotherapy) ويستخدم أيضاً في علاج حالات السمنة البسيطة.
التدخل الجراحي:
- ينصح الطبيب باللجوء إلى التدخل الجراحي في حال فشل الطرق السابقة في التخلص من اعراض السمنة وعلاجها.
- تعد العمليات الجراحية من أكثر الطرق نجاحا وفاعلية في التخلص من الوزن الزائد في أسرع وقت ممكن.
- ينصح الطبيب باللجوء إلى التدخل الجراحي في حال:
- وصول مؤشر كتلة الجسم إلى 30 مع وجود مشاكل صحية أخرى مثل داء السكري غير منضبط.
- وصول مؤشر كتلة الجسم إلى 40 بدون أي مشاكل صحية.
- تشمل العمليات الجراحية المتخصصة في علاج السمنة:
- عملية تكميم المعدة بالمنظار الداخلي وهي عبارة عن عملية استئصال الجزء الخارجي من المعدة باستخدام المنظار.
- عملية تحويل مسار المعدة على شكل حرف Y باستخدام المنظار.
- عملية تحويل مسار ثنائي التقسيم باستخدام المنظار وهي عبارة عن تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية وتحويل مسار الإثنى عشر.
- عملية ربط المعدة وهي عبارة عن ربط حزام من السيليكون حول المعدة لتقليل المساحة المتاحة للطعام.
- عملية بالون المعدة وفيها يوضع بالون ممتلئ بالماء لشغل مساحة من المعدة والوصول إلى الإحساس بالشبع في وقت أسرع.
- عمليات شفط دهون البطن
قد يهمك أيضاً عمليات شفط الدهون بدون جراحة . تعرفي على 4 عمليات لإذابة الدهون دون التدخل الجراحي
- بعض الاجراءات المتبعة بعد عمليات علاج السمنة المفرطة:
- البقاء في المركز العلاجي يوم أو يومين بعد إجراء العملية لمتابعة الحالة الصحية للمريض والتأكد من نجاح العملية.
- إدخال الأطعمة تدريجياً للمريض بداية من السوائل ثم الأطعمة اللينة ثم الأطعمة العادية.
- ينصح بتناول المكملات الغذائية والفيتامينات وشرب الكثير من المياه واتباع النظم الغذائية الصحية السليمة.