بقلم د. مريم باهر
هل يعاني طفلك من الحكة المستمرة؟ هل تزامنت الحكة مع أعراض الإنفلوانزا؟ هل تنتشر في جسد طفلك بثور حمراء، مملوءة بسائل شفاف؟ إذاً من الممكن جميلتي أن يكون طفلك مصابا بالجدري المائي، من الممكن أيضًا أن يصيب الجدري المائي البالغين، ويمكن أن تكون أعراضه مزعجة للغاية عندما تكون العدوى نشطة، فإن علاج الجدري المائي ينطوي على التحكم في الأعراض حتى يحارب الجسم العدوى.
يعد الجدري المائي عدوى فيروسية، تسبب الحكة وأعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا، وفي حين أن اللقاح الخاص به هو ذو فعالية تعادل 90 في المئة في منع الجدري المائي، إلى أن الفيروس الذي يسببه ليس لديه علاج.
علاج الجدري المائي
يتعافى معظم الأشخاص من الجدري المائي بشكل عام في غضون أسبوع أو أسبوعين بدون علاج، إذ يخلق الجسم مناعة ضد الفيروس، فلا يوجد علاج للجدري المائي، ولكن يمكن للقاح أن يمنعه.
وقد يصف الطبيب بعض الأدوية لتقليل الأعراض، وكذلك يوصي ببعض التدابير لمنع العدوى وأعراضها من الانتشار إلى أشخاص آخرين، و من أمثلة ذلك:
الألم أو الحمى: قد يساعد تايلينول (أسيتامينوفين) في تخفيف أعراض ارتفاع درجة الحرارة والألم، ومن المهم اتباع التعليمات المقدمة من قبل الشركة المصنعة.
ولكن لا يجب استخدام المنتجات المحتوية على الأسبرين للجدري المائي، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات، كذلك يمكن استخدام أسيتامينوفين (تايلينول) في أي وقت أثناء الحمل.
تجنب الجفاف: من المهم شرب الكثير من السوائل، ويفضل الماء لمنع الجفاف، كذلك يوصي بعض الأطباء بالمثلجات الخالية من السكر، أو (Pedialyte) للأطفال الذين لا يشربون ما يكفي.
وجع الفم: تساعد المثلجات الخالية من السكر على تخفيف أعراض وجع الفم، إذا كانت هناك بقع في الفم. كذلك يجب تجنب الأطعمة المالحة أو الحارة، وإذا كان المضغ مؤلمًا، فقد يكون الحساء خيارًا جيدًا، ولكن يجب ألا يكون ساخنًا جدًا.
الحكة: يمكن أن تصبح الحكة شديدة، ولكن من المهم تقليل الخدش لتقليل خطر تكون الندوب.
قد يساعد ما يلي في منع الخدش:
- الحفاظ على أظافر نظيفة وقصيرة قدر الإمكان.
- وضع القفازات أو حتى الجوارب على يدي الطفل عند النوم، بحيث لا تؤدي أي محاولة للخدش أثناء الليل إلى قطع الجلد.
- وضع غسول الكالامين، أو حمام الشوفان لتقليل الحكة
- ارتداء ملابس فضفاضة.
يمكن وصف الأدوية المضادة للفيروسات أثناء الحمل، وللبالغين الذين يحصلون على تشخيص مبكر، والأطفال حديثي الولادة، وأولئك الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
الأسيكلوفير هو أحد أمثلة مضادات الفيروسات،ويعمل بشكل أفضل إذا أُعطي في غضون 24 ساعة من ظهور الأعراض، إذ يقلل الأسيكلوفير من شدة الأعراض، ولكنه لا يعالج المرض.
علاج الحكة المصاحبة للجدير المائي
يشكو العديد من الأشخاص المصابين بالجدري المائي من الحكة المستمرة المرتبطة بالفيروس.
هذا العرض صعب بشكل خاص على الأطفال، قد لا يفهمون أنه من المهم عدم خدشها.
وتشمل علاج حكة الجدري المائي ما يلي:
غسول الكالامين: غسول الكالامين هو مزيج من أكسيد الزنك والكالامين، وقد يساعد وضعه برفق على القرح على الجلد في تخفيف الحكة.
حمام صودا الخبز: قد يساعد إضافة كوب صودا الخبز إلى حمام بارد على علاج حكة الجدري المائي.
حمام الشوفان: قد يساعد إضافة الشوفان الغرواني، أو الشوفان المطحون، أو الشوفان غير المطبوخ على الحمام الدافئ في علاج حكة الجدري المائي، إذ يحتوي دقيق الشوفان على مركبات مفيدة مضادة للالتهابات تسمى بيتا جلوكان، والتي قد تقلل من الالتهاب وشدة الحكة.
الكمادات الباردة: يمكن أن يساعد لف كيس الثلج في منشفة ووضعه برفق على الجلد المصاب بالحكة في تهدئة الحكة.
شاي البابونج: قد يساعد أيضًا وضع شاي البابونج المبرد، أو إضافة زهور البابونج إلى الحمام على علاج حكة الجدري المائي، بسبب خصائص البابونج المضادة للالتهابات والمضادة للبكتيريا.
مضادات الهيستامين: قد تساعد مضادات الهيستامين التي تُعطي عن طريق الفم مثل ديفينهيدرامين (Benadryl) بعض الأشخاص على التحكم في الأعراض.
الإلهاء: على الرغم من أن هذا ليس علاجًا، إلا أنه في كثير من الحالات قد يكون مجرد التخلص من الحكة كافياً لمقاومة الرغبة في حكها، فيمكن أن يكون لعب الألعاب أو القراءة أو مشاهدة الأفلام الجذابة مصدر إلهاء جيد خاصةً للأطفال.
منع الحكة جزء مهم من العلاج، إذ يمكن أن يؤدي حك القرح إلى الرغبة المستمرة في الحك، وقد يزيد من خطر حدوث مضاعفات، مثل القرح المفتوحة التي تنزف أو تصاب بعدوى ثانوية.
علاج مضاعفات الجدري المائي
بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمضاعفات الجدري المائي، فيصف الأطباء في بعض الأحيان أدوية لتقصير طول العدوى، والمساعدة في تقليل خطر حدوث مضاعفات.
فإذا كنت أنت أو طفلك عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات عالية، فمن الممكن أن يقترح الطبيب دواء مضاد للفيروسات مثل الأسيكلوفير (زوفيراكس ، سيتافيج)، أو دواء آخر يسمى الجلوبيولين المناعي في الوريد (Privigen).
قد تقلل هذه الأدوية من شدة الجدري المائي عند إعطائها في غضون 24 ساعة بعد ظهور الطفح الجلدي لأول مرة.
الأدوية الأخرى المضادة للفيروسات مثل فالاسيكلوفير (فالتركس) وفامسيكلوفير، من الممكن أن تقلل أيضًا من شدة المرض، ولكن قد لا تكون مناسبة للجميع.
في بعض الحالات من الممكن أن يوصي الطبيب بالحصول على لقاح الجدري المائي بعد تعرضك للفيروس، فهذا يمكن أن يمنع المرض أو يقلل من شدته.
فإذا حدثت مضاعفات سيحدد طبيبك العلاج المناسب، إذ يكون من الضروري دخول المستشفى.
علاج الجدري المائي للاطفال
إذا كانت بثور الجدري المائي لدى طفلك مؤلمة بشكل خاص، أو إذا كان طفلك يعاني من الحمى، فقد ترغبين في إعطائه دواء خاص بعلاج الجدري المائي للاطفال.
من المهم عدم إعطاء الأسبرين للأطفال أو المراهقين، لأنهم معرضون لخطر متزايد لحالة تسمى متلازمة راي (Reye’s syndrome) إذا أخذوا الأسبرين أثناء أو عند التعافي من عدوى مثل الجدري المائي.
يمكن أن تساعد الأدوية مثل أسيتامينوفين (تايلينول) في تخفيف الأعراض المؤلمة، ولكن تجنب الإيبوبروفين إن أمكن، لأن استخدامه أثناء الإصابة بالجدري المائي، قد يكون مرتبطًا بخطر أعلى للإصابة بعدوى جلدية شديدة.
حين أن معظم حالات الجدري المائي ستختفي بمرور الوقت، لكن هناك بعض الحالات التي يجب عليك فيها الاتصال بطبيب الأطفال، وتشمل هذه:
- إذا كان طفلك تحت سن السنة ولديه الفيروس.
- إذا كان لدى طفلك تاريخ من ضعف الجهاز المناعي، أو يعاني من نقص المناعة بسبب مرض مزمن أو سرطان.
- إذا كان طفلك يعاني من حمى أكبر من 102 درجة فهرنهايت (39 درجة مئوية)، أو إذا استمرت الحمى لأكثر من أربعة أيام، أو تزول لأكثر من 24 ساعة ثم تعود.
- إذا كان طفلك يعاني من تصلب في الرقبة، أو مشاكل في التنفس، أو طفح جلدي ينزف.
علاج سريع للجدري المائي
في بعض الأحيان قد يوصي الطبيب بأدوية مضادة للفيروسات كالتي تحتوي على الأسيكلوفير(مثل الزوفيراكس) لتقليل مدة الإصابة بالمرض والحد من المضاعفات الممكنة.