أسنان

اسبوع صحة الاسنان الخليجي و أهميته في توعية الاطفال والأباء بنظافة اسنانهم

بقلم د. نعمة سويد
اسبوع صحة الاسنان

عملاً بمبدأ الوقاية خيرٌ من العلاج؛ تحرص دول الخليج على تخصيص اسبوع صحة الاسنان للتوعية بأهمية الحفاظ على صحة الفم، والأسنان، واللثة، وعواقب ذلك على الأمد القريب والبعيد على صحة الأفراد والمجتمع، وذلك نظراً للارتفاع الملحوظ في نسب الإصابة بأمراض الفم واللثة.

تنظم أغلب دول الخليج العربي اسبوع صحة الاسنان وهو الأسبوع الخليجي الموحد لتعزيز صحة الفم والأسنان، والذي يشمل توعية كلاً من الأطفال وطلاب المدارس، وكذلك أولياء الأمور، ويشارك في إعداد برامج التوعية وتنفيذها خلال اسبوع صحة الاسنان أطباء الأسنان، وبعض العاملين في القطاع الطبي، ممن هم على دراية بطرق التوعية المختلفة، والتواصل مع الأطفال وذويهم.

ويحافظ المشاركون في اسبوع صحة الاسنان من القطاع الطبي على توصيل المعلومة للأطفال بشكل مبسط، لتوعيتهم بأهمية استخدام الفرشاة والمعجون، وكذلك الطرق الصحيحة لتنظيف الفم، فيما يشمل الأسنان واللثة، للحفاظ على الأسنان بعيداً عن التسوس أطول فترة ممكنة، وذلك يشمل الأسنان اللبنية، والأسنان الدائمة فيما بعد. فإذا نشأ طفلك وهو على وعي بأهمية الحفاظ على الاسنان ، وتنظيف الاسنان بالطرق المناسبة الصحيحة، فذلك قطعاً سيساعده في الحفاظ عليها أطول فترة ممكنة بعيداً عن التسوس.

أهمية اسبوع صحة الاسنان الخليجي

إذا عُرف السبب بطل العجب، فإذا عرفنا النسب العالمية في تسوس الأسنان وأمراض اللثة والفم، سندرك أهمية اسبوع صحة الاسنان لنا ولأطفالنا، فتتراوح نسبة أطفال المدارس المصابين بتسوس الأسنان بين 60-90%، بينما تبلغ نسبة البالغين المصابين بتسوس الاسنان 100%، وتبلغ نسبة الإصابة بأمراض اللثة 15-20%، والتي قد تتسبب في فقدان بعض الأسنان بشكل نهائي، عند الأفراد في منتصف العمر 35-44 سنة. 

تمثل أمراض اللثة وتسوس الأسنان اللبنية عند الأطفال أكثر الأمراض المنتشرة عالمياً، حيث تؤثر هذه الأمراض على 20% من سكان الأرض. أما عن كبار السن فعالمياً يعاني 30% ممن أعمارهم تتراوح بين 65-74 سنة من أمراض الفم واللثة، وعدم التمتع بوجود أسنان طبيعية. وقد وُجد أن التوعية بأهمية الحفاظ على صحة الفم والأسنان تساعد بشكل كبير في تقليل هذه النسب، ومن هنا تأتي أهمية اسبوع صحة الاسنان.

واقتصادياً فحدث ولا حرج، فهناك ما يعادل ميزانيات دول كاملة تُصرف سنوياً على أمراض الفم والأسنان، فعلى سبيل المثال لا الحصر يُصرف ما يتجاوز 110 بليون دولار سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية على صحة الفم والأسنان، أما الاتحاد الأوروبي فقد تجاوز ما صُرف على صحة الفم والأسنان 79 بليون يورو في الفترة ما بين 2008- 2012. ومن هذه الإحصائيات يتبين أهمية اسبوع صحة الاسنان الخليجي، وأهميته في الحفاظ على صحتنا وصحة أطفالنا، وكذلك الحفاظ على بلادنا اقتصادياً. 

كيف تؤثر أمراض الفم والأسنان في حياتنا اليومية؟

تؤثر صحة الفم والأسنان بشكل كبير على حياتنا اليومية بشتى الطرق وفيما يلي بعض صور تأثير أمراض الفم واللثة والأسنان، والتي يسعى العاملون في اسبوع صحة الاسنان الخليجي على إبرازها وتوضيحها للأطفال وأولياء أمورهم، حثاً منهم على توضيح أهمية العمل على الحفاظ على الأسنان:

  • آلام الأسنان قد تكون مزمنة، وقد تكون حادة بالشكل الذي لا يمكن تحمله، فالآلام المصاحبة لأمراض الفم واللثة تؤدي إلى الشعور الدائم بعدم الارتياح، وكذلك القلق والتوتر.
  •  صحة الأسنان والفم تؤثر على الأكل والحصول على القيم الغذائية المطلوبة يومياً، فآلام الأسنان تمنع المريض من الأكل والمضغ بشكل صحيح، وبالتالي تؤثر على عمليات الهضم والامتصاص، مما يؤثر على الصحة العامة للجسم.
  • أما نفسياً فحدث ولا حرج؛ فصحة الفم والأسنان تؤثر بشكل ملحوظ على ثقتنا بأنفسنا، والتي تنعكس بشكل كبير على تعاملنا مع الآخرين، وعلاقاتنا الاجتماعية، وكذلك العمل، كذلك تؤثر في قدرتنا على التواصل والتفاعل مع الآخرين بشكل جيد. 
  • أما بالنسبة لأطفالنا فإن أمراض الفم والأسنان تؤثر عليهم بشكل كبير من حيث التفاعل مع قرنائهم، والتركيز في الصف، والتعلم واكتساب المهارات، وعلى صحتهم ونموهم بشكل صحي وسليم.

ونظراً لكل هذه المشكلات التي تسببها أمراض الفم والأسنان يأتي الدور التوعوي لاسبوع صحة الاسنان والفم في دول التعاون الخليجي.

أهم أسباب أمراض الفم والأسنان:

  1. زيادة استهلاك المواد السكرية:

هل تعلم عزيزي القارئ أن الاستهلاك العالمي للسكر تضاعف ثلاث مرات خلال الخمسين سنة الأخيرة !! ومن المتوقع أن تستمر هذه الزيادة في استهلاك المواد السكرية خلال الفترة القادمة، ويعد زيادة استهلاك المواد السكرية من أهم أسباب تسوس الأسنان عند الأطفال والكبار، ويعد تسوس الأسنان من أكثر الأمراض المزمنة إنتشاراً حول العالم، والتي تؤثر بشكل كبير على صحة الأفراد، وكذلك على اقتصاد الدول. وفي اسبوع صحة الاسنان في دول التعاون الخليجي، تحرص هذه الدول على ضرورة التوعية بأهمية تقليل استهلاك السكريات والحلوى للأطفال والكبار.

  1.  عدم الاهتمام بتنظيف الفم:

الفم مثل باقي أجزاء الجسم، يحتوي على نوعين من البكتيريا؛ البكتيريا النافعة، والبكتيريا الضارة بشكل متوازن. عدم تنظيف الفم باستخدام الفرشاة وخيط الأسنان بالشكل الصحيح قد يؤدي إلى زيادة نمو البكتيريا الضارة على حساب البكتيريا النافعة، مما يتسبب في الكثير من أمراض الفم واللثة. وفي اسبوع صحة الاسنان يتم توعية النشء بأهمية الاستخدام الصحيح للفرشاة، والوقت المناسب لتنظيف الأسنان والذي يتراوح مابين 3-5 دقائق، وكذلك أهمية استخدام خيط الأسنان لتنظيف الأماكن التي لا تستطيع الفرشاة الوصول إليها، والحرص على ذلك بشكل دوري.

  1. الإفراط في استخدام بعض الأدوية:

قد يتسبب استخدام بعض الأدوية في تقليل إفراز اللعاب، والذي بدوره يعمل على زيادة نمو البكتيريا الضارة في الفم، وهذه الأدوية مثل أدوية علاج نزلات البرد، ومضادات الهيستامين، وأدوية علاج الاكتئاب، والمسكنات، وكذلك مدرات البول، مما يزيد من نسب التعرض لأمراض الفم واللثة. ولذلك خلال اسبوع صحة الاسنان الخليجي يجب التنبيه على أصحاب الأمراض المزمنة، أو من يتناولون هذه العقاقير بكثرة عن خطورتها، و الخطوات اللازم اتباعها للتقليل من الإصابة بأمراض الفم واللثة.

الأمراض التي ربما ترتبط بأمراض الفم واللثة:

قد تشعر بالاستغراب عزيزي القارئ من علاقة بعض الأمراض بأمراض الفم واللثة، وأن المتسبب الرئيسي فيها قد يكون أمراض الفم واللثة، وهذه الأمراض تشمل:

  • التهاب الشُغاف: التهاب الأغشية المبطنة للقلب ( Endocarditis ) ويحدث نتيجة لحدوث عدوى في الأغشية المبطنة لحجرات القلب، وصماماته؛ وقد ينتج ذلك عن طريق دخول أنواع معينة من البكتيريا من أجزاء الجسم المختلفة والتي تشمل الفم والأسنان إلى داخل الأوعية الدموية، وانتقالها إلى القلب مما يتسبب في حدوث العدوى.
  • الالتهاب الرئوي: قد يتسبب وصول بعض أنواع من البكتيريا الموجودة في الفم إلى الرئة إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، ويمكن التوعية بمدى خطورة ذلك من خلال اسبوع صحة الاسنان.
  • الإصابة بمرض السكري: الإصابة بمرض السكري يؤدي إلى خلل في جهاز المناعة والقدرة على مقاومة الأمراض، وكذلك قدرة الجسم على التعافي، بما يشمل أمراض اللثة والفم. 

كما وجد العلماء أن الإصابة المتكررة بأمراض اللثة والفم مرتبط بعدم القدرة على السيطرة على سكر الدم، مما يزيد من فرص الإصابة بمرض السكري، وكذلك التوعية خلال اسبوع صحة الاسنان بأهمية السيطرة على أمراض اللثة والفم، حفاظاً على الجسم من الإصابة بمرض السكري.

  • التأثير على الحامل ومولودها: قد وُجد أن هناك علاقة بين الإصابة بأمراض اللثة وحدوث مشاكل خلال فترات الحمل المختلفة، وكذلك الولادة المبكرة، ووضع طفل غير مكتمل النمو، أو منخفض الوزن عن الوزن الطبيعي.
  • أمراض القلب: لازالت العلاقة بينهما غير واضحة، ولكن تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين الأمراض التي تصيب الفم والأسنان وأمراض القلب والشرايين، مثل انسداد الشرايين وكذلك السكتة الدماغية، وزيادة البكتيريا الضارة الموجودة بالفم.

نصائح للحفاظ على صحة الفم والأسنان:

وخلال اسبوع صحة الاسنان والفم يُعطى الأطفال وكذلك أولياء الأمور بعض النصائح التي تساعدهم على الحفاظ على صحة الفم والأسنان، وفيما يلي بعض تلك النصائح:

  • لا تذهب للنوم بدون غسل أسنانك جيداً: العدد الأمثل لتفريش الأسنان يومياً هو مرتين، يشمل ذلك غسلهم جيداً قبل النوم بما يضمن التخلص من البكتيريا والترسبات التي تكونت خلال اليوم.
  • غسل الأسنان بطريقة جيدة: عدم غسل الأسنان بطريقة صحيحة يعادل تماماً عدم غسلها على الإطلاق، والطريقة المثلى لغسل الأسنان يشمل تحريك الفرشاة بطريقة لطيفة و دائرية للتخلص من بواقي الأكل والترسبات، والتي تمثل عامل أساسي في أمراض اللثة.
  • لا تهمل نظافة اللسان: اللسان جزء من الفم، ويشارك في العمليات المختلفة التي تقوم بها الأسنان، ولذلك يعد تنظيفه جزء لا يتجزأ من عملية تنظيف الأسنان.
  • استخدم معجون الأسنان الذي يحتوي على فلورايد: وجود الفلورايد بنسب معينة في معجون الأسنان يساعد في الحفاظ عليها من التسوس.
  • التقليل من استخدام السكريات: استخدام السكريات والحلوى من العوامل الأساسية في التسوس عند الأطفال والكبار، ولذلك يجب التقليل بشكل كبير من استخدامها.
  • احرص على استخدام خيط الأسنان مثل حرصك على استخدام الفرشاة: لا تقل أهمية استخدام خيط الأسنان بشكل منتظم عن أهمية استخدام الفرشاة، فهو يساعد في التخلص من البقايا التي لا تستطيع الفرشاة الوصول إليها.
  • استخدم غسول الفم: يحتوي غسول الفم على مضادات لنمو البكتيريا، مما يخلص فمك من البكتيريا الضارة وما تسببه من روائح كريهة، استخدمه مرة أو مرتين يومياً.
  • شرب الماء باستمرار: الحفاظ على الفم رطب من خلال شرب الماء باستمرار خلال اليوم يحد من نمو البكتيريا الضارة، ويساعد بشكل كبير في التخلص من الروائح الكريهة للفم.
  • تناول كميات مناسبة من الخضراوات والفاكهة: تناول الخضراوات والفاكهة الطازجة ومضغها بشكل جيد، من أكثر العوامل التي تحافظ على صحة الفم والأسنان.
  • الابتعاد عن التدخين: التدخين من العوامل شديدة الخطورة التي تدمر صحة الفم والأسنان.
  • المتابعة مع طبيب الأسنان بشكل دوري: يجب الذهاب إلى طبيب الأسنان كل ستة أشهر على الأقل، للحد من مشاكل الأسنان، وأمراض الفم واللثة، والتعرف عليها وعلاجها مبكراً.

تحدثنا في هذا المقال عن اسبوع صحة الاسنان الخليجي، وفاعليتها، وما يتعلق بأمراض الفم واللثة والأسنان، وذلك حرصاً من دول التعاون الخليجي على الحفاظ على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع.

السابق
انواع معجون الاسنان للتبيض والتخلص من التسوس والجير وكيف تختار الأنسب
التالي
مطوية عن نظافة الاسنان للكبار وللأطفال شاملة صحيحة ومميزة