بقلم د ساره عبده
من المعروف أن طبيعة إصابات الرأس تكون في معظم الأحيان شديدة الخطورة وربما تتسبب في حدوث إعاقات دائمة، ولأن المخ هو بمثابة غرفة التحكم في كل الوظائف الحيوية التي يقوم بها الجسم البشري، مما يتوجب علينا حمايته من الحوادث التي ربما تكون مهددة للحياة، لذلك سنتعرف سوياً في هذا المقال على ما معنى ارتجاج المخ ؟
ارتجاج المخ brain concussion
هو أحد إصابات المخ الناتجة عن اصطدام الرأس بشئ ما فالمخ عبارة عن مادة جيلاتينية يحميها، قفص من عظام الجمجمة وطبقات متعددة من الأغشية الليفية تُسمى السحايا بالإضافة إلى السائل النُخاعي.
عند حدوث الاصطدام ترتطم المادة الجيلاتينية بعظام الجمجمة مما ينتج عنه إصابة الخلايا العصبية وحدوث ارتجاج في المخ.
يحدث الارتجاج نتيجة:
- السقوط المتكرر عند الأطفال أو كبار السن لعدم التوازن ويزداد خطر الإصابة عند:
- كبار السن نتيجة ضمور العضلات ومن بينها عضلات المخ مع التقدم في العمر.
- عند الرضع وحديثي الولادة لعدم اكتمال نمو أدمغتهم.
- تعرض الرضع وحديثي الولادة للاهتزاز المتكرر من قبل الأباء.
- الحوادث, مثل: حوادث السيارات، أو السقوط سواء من أماكن عالية، أو من الدراجة، أو من على درجات السلم.
- التعرض للانتهاكات الجسدية، مثل: الضرب على الرأس باستخدام جسم صلب.
- حوادث الألعاب الرياضية العنيفة، مثل: كرة القدم والملاكمة والتزحلق على الجليد وممارسة هذه الألعاب دون ارتداء معدات الوقاية.
اعراض ارتجاج المخ الخفيف
هناك تَغيُب للوظائف الحيوية للخلايا العصبية مباشرةً عند حدوث الاصطدام ينتج عنه:
- فقدان الوعي لفترة قصيرة إما ثواني وإما دقائق معدودة.
عند عودة الوظائف الحيوية للخلايا العصبية إلى طبيعتها تبدأ الأعراض في الظهور:
- الدوار والغثيان
- القيء
- تنميل الأطراف
- اضطراب النوم والشعور بالنعاس.
- طعم مُر بالفم.
- الرؤية الضبابية
- فقدان الشهية
يبدأ في الظهور ما يُعرف بمتلازمة ما بعد الارتجاج Post-concussion syndrome والتي تمتد من 3 أسابيع إلى 3 أشهر مثل:
- الصداع الشديد والذي ربما يمتد إلى سبعة أيام بعد حدوث الارتجاج.
- اضطراب الذاكرة
- فقدان التوازن
- اضطراب الكلام
- حساسية الضوء والانزعاج من الأصوات المحيطة.
- القلق والاكتئاب
- صعوبة التنفس
- مخاطر الإصابة بنوبات الصرع خاصة عند تكرار الإصابة كما في حالة ممارسة رياضة المصارعة.
تظهر أعراض الارتجاج في المخ عند الرضع والأطفال الصغار في شكل:
- القيء المستمر
- النعاس لساعات طويلة.
- التهيج
- فقدان الوعي
- حدوث تشنجات
- خروج سائل شفاف من الأنف أو الأذن.
- قلة الحركة وفقدان التوازن.
- صعوبة في الانتباه
- تغير الحالة المزاجية.
- فقدان الشهية
اعراض ارتجاج المخ
تنقسم أعراض الارتجاج في المخ إلى درجات وهي:
- الأولى والتي لا يصاحبها فقدان للوعي.
- الثانية والتي تكون مصحوبة بحدوث غثيان يتبعه قئ مع فقدان للوعي في غضون أقل من 5 دقائق.
- الثالثة وهي الناتجة عن الإصابات الخطيرة ويصاحبها فقدان للوعي لأكثر من 5 دقائق، مع ظهور باقي أعراض الارتجاج في المخ مثل فقدان الرؤية وطنين الأذن، ونزوح سائل من الأنف أو الأذن وغيرها من الأعراض.
ربما لا تظهر بعض الأعراض مباشرة إلا بعد مرور فترة من الوقت خاصة في الإصابات البسيطة أو المتوسطة.
ربما ينتج عن الإصابات الشديدة كسر في عظام الجمجمة والتي بدورها تؤدي إلى حدوث نزيف داخلى بالمخ يتراكم خلال ساعات من الاصطدام.
تظهر جميع الأعراض في حالات الإصابة الشديدة مثل كسر عظام الجمجمة مباشرة بعد الحادث.
أيضاً مع الإصابات الشديدة يحدث ارتشاح في أنسجة المخ ينتج عنها تراكم السوائل داخل الانسجة، والتي بدورها تضغط على الأوعية الدموية والأعصاب الموجودة في هذه المنطقة.
توجد بعض أعراض ارتجاج المخ الأُخرى التي يجب التنويه عنها مثل:
الأعراض النفسية مثل السلوك العدائي والتوتر العصبي وعدم القدرة على التركيز، خاصة إذا كان مكان الإصابة في الفص الأمامي من المخ.
علاج ارتجاج المخ
بعض الأمور التي يجب معرفتها عند البدء في علاج المُصاب:
- يحتاج كل نوع من أنواع الارتجاج في المخ إلى المتابعة تحت إشراف الطبيب المعالج لفترة لا تقل عن 24 ساعة.
- المتابعة لتبين وجود أي نوع من الخلل الوظيفي، مثل: خلل في مستوى الوعي، والتوازن لدى المُصاب، أو صعوبة الرؤية، وغيرها من الأعراض.
- أو وجود خلل حركي، مثل: حدوث ضعف أو شلل في الأطراف.
- التنويه على أن العناية الطبية الأولية والإشراف الطبي المباشر في الفترة ما بعد حدوث ارتجاج في المخ، ربما تساعد المُصاب على تجنب ظهور متلازمة ما بعد الارتجاج.
- تتطلب المتابعة عمل أشعة مقطعية للمخ CT scan وأيضاً التصوير بالرنين المغناطيسي MRI ومخطط كهربية المخ EEG إذا استمرت الأعراض.
- لا يُعد ارتجاج المخ الخفيف خطيراً بل يمكن التغلب عليه من خلال الراحة، وعدم الإجهاد بالمقارنة بالنوع الشديد.
- يُقاس تطور حالة المُصاب خلال المتابعة عن طريق مقياس جلاسكو (Glasgow Coma Scale score)، والذي يُشير إلى تحسن حالة المُصاب عند معدل أقل من 2، وتدهور حالته الصحية عند معدل أكثر من 2.
يشمل علاج الارتجاج في المخ:
الوقاية:
- متابعة مُصاب الارتجاج لفترة تتراوح من 24 إلى 48 ساعة مع الراحة التامة والحصول على القسط الكافي من النوم.
- الحرص على طلب الرعاية العاجلة في حال ظهور أي من الأعراض السابق ذكرها.
- الحرص على الراحة التامة في حجرة مظلمة، والابتعاد عن الضوضاء.
- عدم عودة الرياضيين إلى ممارسة الرياضة حتى اختفاء الأعراض تماماَ، خاصة عند الأطفال والمراهقين.
- تجنب الإجهاد الذهني والأعمال التي تتطلب التركيز، مثل: ألعاب الهاتف، ومشاهدة التلفاز، وأداء الواجبات المدرسية لفترة من الوقت.
- ارتداء معدات السلامة، والوقاية، مثل: خوذات الرأس عند ممارسة الرياضات العنيفة.
- ربط حزام الأمان عند ركوب أو قيادة السيارة، والالتزام بحدود السرعة المسموح بها؛ لتجنب الحوادث المرورية.
- ممارسة الرياضة بانتظام، مثل: الزومبا لتقوية عضلات الساقين والقدمين، وتجنب السقوط المتكرر خاصة عند كبار السن.
- الحرص على جعل البيئة المحيطة بالأطفال آمنة لتجنب السقوط المتكرر.
علاج الأعراض:
- التغلب على آلام الصداع عن طريق تناول الأسيتامينوفين أو التيلينول، وتجنب تناول المسكنات الأخرى، مثل الأسبرين والإيبوبروفين لأنها تزيد من خطر النزيف في حالات الإصابات الشديدة.
- تناول مضادات القيء، خاصة عند الأطفال، وإمداد الطفل بالمحاليل الكافية وتعويضه عن طريق الوريد.
- في بعض الأحيان يُنصح بتناول أدوية علاج الاكتئاب عند البالغين وكبار السن في الحالات المتطورة.
التدخل الجراحي والذي يتم اللجوء إليه في حالات:
- وجود كسر في الجمجمة ظاغط على النسيج الدماغي.
- تَهتُك في قشرة الجمجمة.
- كسر مفتوح يصل ما بين المحيط الخارجي وداخل المخ.
- نزيف داخلى وتجمع دموي أكثر من 45 سنتيمتر مكعب من الدماء.
الإبرة الذكية:
- هي إبرة تشريحية مزودة بكاميرا تصوير دقيقة متصلة بجهاز حاسوب، يسمح للأطباء برؤية الشعيرات الدموية الدقيقة داخل الدماغ بشكل مُكبر أثناء الجراحة.
- يقدر حجم هذه الإبرة مثل حجم شعرة الإنسان وتنبعث منها أشعة تحت الحمراء لرؤية الشعيرات الدموية قبل حتى أن تتضرر.
- تساعد هذه الإبرة في تصريف السائل النخاعي والتجمع الدموي المتراكم جراء الإصابة.