صحة

بطانة الرحم المهاجرة ما هي ؟ أهم طرق العلاج بالأدويه والأعشاب.

بقلم د.إسراء الحداد 
بطانة الرحم المهاجرة

جميلتي إذا كنتي تعانين من بطانة الرحم المهاجرة، فلا داعي للقلق، أظهرت الدراسات أن بعض الأمهات اللاتي يتراوح أعمارهن بين٢٥-٤٠ سنة مصابات بالفعل بالبطانة المهاجرة فهو ليس في جميع الأوقات سبباً للعقم، وإذا كان سبباً لتأخر الإنجاب فيمكن علاجه ولكن عليكِ اتباع تعليمات الطبيب المعالج حتى تتغلبي على هذه العوائق.

ما هي بطانة الرحم المهاجرة ؟

نمو خلايا مشابهة لتلك الخلايا المكونة لبطانة الرحم خارج الرحم، من الممكن أن تنمو هذه الخلايا على المبيض أو المثانة البولية (داخل منطقة الحوض)، ونادراً ما تنمو هذه الخلايا خارج منطقة البطن مثل الرئة. ويطلق عليها أيضاً اسم الانتباذ البطاني الرحمي.

هل تعلمين أنه قبل الدورة الشهرية يُفرز الجسم هرمون البروجسترون الذي يجعل جدار الرحم سميكاً ليكون مهيأً لاستقبال جنين! وحين لا يحدث تخصيب للبويضة يُفرز الجسم الهرمونات مثل هرمون الإستروجين الذي يعمل على تكسير خلايا جدار الرحم السميكة تلك، وتنزل على هيئة دم الدورة الشهرية ثم تتكرر هذه العملية كل شهر.

ولأن هذه الخلايا المهاجرة مشابهة لخلايا الرحم فإنها تستجيب للتغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الدورة الشهرية مثل هرموني الإستروجين والبروجسترون مسببة تكسير لهذه الخلايا وحدوث النزيف، ولكن لأن هذه الخلايا خارج الرحم فلا يستطيع الجسم التخلص منها من خلال فتحة المهبل كما يحدث في الدورة الشهرية فيظل هذا الدم في الجسم مسبباً العديد من المشاكل.

مضاعفات بطانة الرحم المهاجرة:

  • الالتهابات. 
  • تكون ندبات. 
  • تآكل الخلايا. 
  • التصاق هذه الخلايا بالخلايا المجاورة لها. 
  • ألم شديد أثناء الدورة الشهرية. 
  • مشاكل تأخر الإنجاب. 

ما هو العضو الأكثر عرضة للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة؟

المبيض هو أكثر الأماكن المُعرضة لبطانة الرحم المهاجرة  ومن الممكن أن يسبب تكيسات على المبايض وندبات والتصاقات داخل منطقة الحوض.

ما هي أعراض بطانة الرحم المهاجرة ؟

تختلف أعراض بطانة الرحم المهاجرة من سيدة لأخرى، ومن أهم أعراض البطانة المهاجرة هو المغص الشديد؛ ولكن شدة المغص لا تعني أنكِ في مرحلة صعبة، فيمكن أن يكون المغص شديداً ولكن المرض في مرحلة بسيطة، ويحدث أن تكون درجة المرض شديدة ولا يوجد مغص وهناك أعراض أخرى للبطانة المهاجرة في الرحم مثل:

  • ألم شديد أثناء الدورة الشهرية.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية ونزول الدم بغزارة في أيام الدورة.
  • تأخر الإنجاب.
  • الألم الشديد أثناء الجماع.
  • وجع وحركة غريبة في الأمعاء.
  • ألم أثناء التبول خاصة أيام الدورة.
  • وجع في أسفل الظهر خاصة أيام الدورة الشهرية.
  • تشنجات في البطن.

وأحياناً تكون المرأة مصابة بهذا المرض ولا يظهر عليها أي عرض من الأعراض السابقة.

ولذلك جميلتي إذا كنت تعانين من عرضين من أعراض بطانة الرحم المهاجرة السابق ذكرها عليكِ زيارة طبيبك للاطمئنان وعمل فحص دوري.

كيف يتم تشخيص أعراض بطانة الرحم المهاجرة ؟

إذا كنتِ تعانين من هذه الأعراض والتي تشبه كثيراً أعراض الدورة الشهرية العادية وغيرها من أمراض الجهاز التناسلي، فيسأل الطبيب عن وجود تاريخ مرضي في العائلة للإصابة بالبطانة المهاجرة، وللتأكد يقوم الطبيب ببعض الفحوصات اللازمة لتشخيص بطانة الرحم المهاجرة منها:

  • الفحص المهبلي أو ما يُعرف ب(كشف النساء): يفحص الطبيب منطقة الحوض باليد عن طريق إدخال أصابعه من خلال فتحة المهبل وفحص وجود ندبات في الرحم أو تكيسات على المبيض.
  • السونار المهبلي: وهو سونار يدخل من خلال المهبل ويظهر على الشاشة للطبيب صورة داخلية للرحم.
السونار المهبلي
  • الرنين المغناطيسي: يطلب الطبيب عمل أشعة بالرنين المغناطيسي ليرى صورة توضيحية لخلايا الرحم المهاجرة وحجمها.
  • أخذ عينة من هذه الخلايا الغريبة وفحصها تحت الميكروسكوب.

أسباب بطانة الرحم المهاجرة:

لم يتوصل العلم لمعرفة سبب لهذا المرض، أجريت العديد من الأبحاث وتوصل بعض العلماء إلى بعض النظريات التي لم يُثبت صحة أي منهم بعد.

  • إذ ذكرت بعض الدراسات أن دم الدورة الشهرية يعود إلى قناة فالوب بدلاً من النزول من خلال فتحة المهبل، وهو ما يعرف بارتجاع الدورة الشهرية.
  • وذكرت دراسة أخرى أن السبب وراثي فإذا كانت الأم أو الأخت مصابة بهذا المرض فإن احتمالية إصابتك به تكون أعلى، وكذلك فإن الأجيال القادمة تكون لهم احتمالية أكبر لإصابتهم بهذا المرض ويكون أكثر خطورة.
  • وتشير نظرية أخرى إلى أن الهرمونات تنقل خلايا بطانة الرحم لأماكن أخرى حول الرحم، أو أن خلايا جدار الرحم تنتقل عن طريق الجهاز الليمفاوي إلى خارج الرحم.
  • ويعتقد البعض أن الأعضاء الصغيرة الموجودة في منطقة الحوض تتكون من خلايا يُمكنها أن تتحول إلى خلايا تشبه بطانة الرحم.
  • أما عن نظرية مالريان تقول بأن الجنين يحمل هذا المرض منذ تكوينه، ويبدأ في الظهور عند البلوغ حينما يستجيب الجسم لهرمونات الدورة الشهرية.
  • وأيضاً ذكر البعض أنه مرض مناعي، ولكن حتى الآن لم يُثبت أي من هذه النظريات علمياً.

وينقسم هذا المرض إلى مراحل وذلك حسب عدد خلايا بطانة الرحم المتواجدة خارج الرحم، وحجمها، وأماكن تواجدها، وهل هي سطحية أم عميقة.

ما هي مراحل بطانة الرحم المهاجرة ؟

ينقسم مرض بطانة الرحم المهاجرة إلى أربع مراحل:

المرحلة الأولى: وهي الحد الأدنى من المرض والأقل خطورة، إذ أن عدد الخلايا المتكونة في هذه المرحلة قليل، وهذه الخلايا سطحية على جدار المبيض.

المرحلة الثانية: وهي مرحلة معتدلة من المرض، تتكون من عدد أكثر من الخلايا وتكون سطحية على جدار المبيض والحوض.

المرحلة الثالثة: وهي مرحلة متوسطة من المرض، وتكون الخلايا في هذه المرحلة منغمسة في خلايا المبيض والحوض وعددها أكبر.

المرحلة الرابعة: وهي أشدهم خطورة ويكون عدد الخلايا أكثر ومنغمسة في جدار المبيض وخلايا الحوض، وقد يمتد للأمعاء.

دليلك الشامل لعلاج بطانة الرحم المهاجرة

 علاج بطانة الرحم المهاجرة بالأدوية والجراحة

لا يوجد علاج يمنع انتشار خلايا بطانة الرحم المهاجرة  ولكن يمكن علاج الأعراض بالأدوية، أو استئصال الأنسجة عن طريق التدخل الجراحي ويعتمد علاج بطانة الرحم المهاجرة في الأساس على:

1- الأدوية المسكنة للألم: ينصح الطبيب بإستخدام المسكنات مثل البروفين؛ وذلك لتخفيف الألم الذي يسببه هذا المرض.

2- العلاج الهرموني: هي أدوية هرمونية تقلل من إنتاج الجسم للإستروجين وذلك لمنع الدورة الشهرية وحدوث نزيف في خلايا البطانة المهاجرة في الرحم مما يؤدي إلى التهاب الخلايا، والقُرح والتكيسات مثل:

  • حبوب منع الحمل.
  • دانازول(danazol): وهو دواء هرموني يوقف الدورة الشهرية لتقليل الأعراض ولكنه لا يمنع انتشار المرض في الجسم، وله العديد من الآثار الجانبية مثل الحبوب وزيادة شعر الوجه؛ لذلك يجب استشارة الطبيب.
  • البروجستين(المانع للحمل).
  • مضادات الجونادوتروبين(GnRH agonist and antagonist): وهي الهرمونات المحفزة لإنتاج هرمون الإستروجين والبروجسترون فهذه المضادات تمنع هرمون الاستروجين المسئول عن حدوث الدورة الشهرية، ويمكن أن يسبب هذا العلاج جفاف المهبل.

التدخل الجراحي: يتدخل الطبيب جراحياً في حالة أن العلاج الهرموني والمسكنات لا تخفف الألم، وإذا كانت المرأة تعاني من تأخر الإنجاب وتريد الحمل، وتُزال خلايا بطانة الرحم المهاجرة جراحياً، إذ يفتح الجراح فتحة صغيرة في البطن لإزالة هذه الخلايا أو حرقها أو تبريدها، وأصبح يُستخدم الليزر حديثاً لعلاج البطانة المهاجرة.

عملية إستئصال الرحم: وهي عملية جراحية لإزالة الرحم وأيضاً المبيض لأنه ينتج الإستروجين.

علاج بطانة الرحم المهاجرة بالأعشاب:

علاج بطانة الرحم المهاجرة بالاعشاب

يُحبذ البعض العلاجات الطبيعية للتخفيف من أعراض بطانة الرحم المهاجرة وأهمها تقلصات البطن، ومن أهم المنتجات الطبيعية التي تستخدم لعلاج البطانة المهاجرة:

  • الكركم: أثبتت بعض الدراسات أن الكركم يستخدم كمضاد للالتهابات، وذكر البعض أنه يقلل من الخلايا المهاجرة من بطانة الرحم.
  • الكاموميل: يُنصح بشرب الكاموميل قبل الدورة الشهرية لأنه يخفف من آلامها؛ ويخفف كذلك الأعراض الناتجة عن الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، ويقلل من نمو خلايا بطانة الرحم.
  • النعناع: يحتوي النعناع على خصائص مضادة للأكسدة، ولذلك هو يستخدم لعلاج ألم البطن الناتج عن الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، وهو يخفف أيضاً من آلام الدورة الشهرية.
  • زيت اللافندر: عمل مساج بزيت اللافندر عند منطقة البطن يخفف من تقلصات الدورة الشهرية والبطانة المهاجرة.
  • الزنجبيل: هو أحد المشروبات الشهيرة لعلاج تقلصات الرحم أثناء الدورة الشهرية، وينصح به أيضاً لعلاج تقلصات هذا المرض.
  • خليط من القرفة والقرنفل وماء الورد وزيت اللافندر وزيت اللوز: يُستخدم هذا الخليط لعمل مساج للتخفيف من الأعراض.

النظام الغذائي المناسب لمرضى بطانة الرحم المهاجرة:

اتباع نظام غذائي مناسب يساعد على الحد من الأعراض الناتجة عن البطانة المهاجرة، وعليك استشارة الطبيب بشأن هذا النظام الغذائي، تقدم لك جميلتي بعض النصائح بشأن هذا النظام:

الإكثار من تناول الأطعمة التي تحتوي على الأوميجا 3: مثل الأسماك وهذه الأطعمة تقلل من حدوث أي التهابات في الجسم ومنها الالتهابات الناتجة عن البطانة المهاجرة في الرحم.

الحد من تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون: إذ أن الأطعمة التي تحتوي على الدهون لا يُنصح بها للأصحاء وكذلك تؤثر على المصابين بالبطانة المهاجرة.

الإكثار من تناول الأطعمة المضادة للأكسدة: كما ذكرنا أن النعناع مضاد للأكسدة، ومضادات الأكسدة تقلل من تقلصات البطن.

تجنب تناول السكريات والأطعمة التي تحتوي على مواد حافظة: الاعتماد على السكر الطبيعي الموجود في الفواكه، وتجنب تناول الأطعمة المعلبة.

تناول الأطعمة المضادة للالتهاب مثل: الخضروات والفاكهة، والزيوت الطبيعية كزيت جوز الهند، والدهون الطبيعية الموجودة في المكسرات، والأسماك، والشاي الأخضر، والشوكولاتة الداكنة، والتوابل كالقرفة والقرنفل، والنعناع.

عليكِ اتباع نظام غذائي صحي للتقليل من ألم الأعراض المصاحبة لهذا المرض، حتى لا تزداد درجة المرض وشدته.

جراحة استئصال الرحم

أهم مضاعفات مرض البطانة المهاجرة:

يتساءل البعض هل تسبب بطانة الرحم المهاجرة العقم؟

يُعد تأخر الإنجاب من أهم مضاعفات البطانة المهاجرة، إذ أشارت الدراسات أن حوالي 30-40% من السيدات ذات الانتباذ البطاني الرحمي يُعانين من تأخر الإنجاب.

الأدوية تساعد في علاج الأعراض ولكنها لا تُعالج تأخر الإنجاب، في حين أن التدخل الجراحي لإزالة خلايا بطانة الرحم المهاجرة هو العلاج في حالة تأخر الإنجاب، وإن لم ينجح التدخل الجراحي يُنصح بأطفال الأنابيب أو الحقن المجهري.

البطانة المهاجرة والسرطان:

بعض الدراسات أثبتت أن لبطانة الرحم المهاجرة علاقة بسرطان المبيض والغدة، ولكن بنسبة ضئيلة ونادرة الحدوث.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بالبطانة المهاجرة؟

هناك عوامل تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بهذا المرض ومنها:

1- السن: تتعرض السيدات في جميع الأعمار للإصابة بهذا المرض، ولكن معظم المصابات بالمرض يتراوح أعمارهن بين 25-40 عام.

2- وجود تاريخ مرضي للعائلة: ذكرنا من قبل أن وجود تاريخ مرضي بالعائلة يزيد من احتمالية الإصابة بهذا المرض؛ لذلك يجب عليكِ الفحص المبكر للتأكد من سلامتكِ إذا كان هناك تاريخ مرضي.

3- الدورة الشهرية الغير منتظمة: عليكِ استشارة الطبيب إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة، أو في حالة البلوغ المبكر، أو نزول دم الدورة بشكل كثيف على هيئة نزيف.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب استشارة الطبيب إذا كان لديكِ عرضين أو أكثر من الأعراض السابق ذكرها، فالتشخيص المبكر يكون أفضل خاصة إذا كنتِ تودين الإنجاب.

السابق
زراعة الشعر بالاقتطاف: تقنية ال FUE مميزات وعيوب وتكلفة العملية
التالي
كم جلسة ليزر يحتاج الجسم لازالة الشعر نهائيا ويختفي بعد الجلسات