الصحة العامة

مرض الربو خطر شديد يهدد جهازك التنفسي تعرف علي الأعراض والعلاج

بقلم د. وئام نبيل البنا
مرض الربو

عزيزي القارئ… هل فكرت يوما في معاناة رئتيك تحت وطأة مرض الربو ؟

هل لاحظت طبيعة المرض، وأعراضه المختلفة، وتأثيره على صحة جسمك؟

هل سمعت عن علاج فعال يمكن أن يقضي على هذا المرض للأبد؟

كل هذا وتساؤلات أخرى نجيب عنها في هذا المقال، فابق معنا!

ترى ما هو الربو ؟

الربو مرض مزمن يصيب الرئتين؛ لالتهاب مجاري الهواء (الشعب الهوائية) بهما وضيقها؛ مما يقلل أو يمنع تدفق الهواء إلى هذه الشعب، مسبباً نوبات ضيق تنفس متكررة يرافقها صفير بمنطقة الصدر وأعراض أخرى، إذ تنقبض العضلات المحيطة بالشعب الهوائية، وتتراكم كمية كبيرة من البلغم فيها فتسدها.

ووفقاً لذلك تختلف أعراض الإصابة بالربو بين خشخشة وصفير خفيفين عند التنفس، أو نوبات شديدة قد تعرض حياة الفرد للخطر.

حقائق صادمة

قد تنزعج عزيزي القارئ إذا ما علمت أنه وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، هناك 235 مليون شخص يعانون مرض الربو.

حقيقة صادمة أخرى تستوجب انتباهنا جميعًا، هي أن الربو أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال.

أعراض مرض الربو

تتراوح أعراض الربو من خفيفة إلى حادة، وتختلف من شخص إلى آخر، وقد تظهر في ساعات الليل أو عند بذل جهد جسماني.

أما بين النوبات وبعضها، فقد يكون المريض في حالة جيدة، ولا يواجه أية مشكلات تنفّسية.

إليك الأعراض: 

  • ضيق تنفس.
  • انقباضات أو آلام في الصدر.
  • اضطرابات في النوم لضيق التنفس.
  • صوت صفير أو خشخشة يسمع عند التنفس أو الزفير.
  • نوبات سعال تزداد حدتها عند الإصابة بالتهاب فيروسي تنفسي كالإنفلونزا.

علامات منذرة انتبه إليها!

هنا ينبغي الحذر عزيزي القارئ مما سنذكره حالًا من أعراض وعلامات؛ لأنها باختصار تعني إصابتك بنوبة حادة تستوجب تدخل الطبيب.

  • ارتفاع في حدة أعراض المرض.
  • صعوبة شديدة في التنفس.
  • هبوط معدلات جريان الهواء القصوى، وتقاس بواسطة جهاز مقياس السرعة القصوى للزفير.
  • حاجة متزايدة إلى استخدام الموسعات القصبية، وهي أدوية تفتح مجاري التنفس بإرخاء العضلات المحيطة بها.

لماذا يصاب البعض بمرض الربو؟

من المرجح أن مرض الربو يحدث نتيجة لمزيج من عدة عوامل بيئية ووراثية.

هل هناك عوامل بعينها تثير نوبات الربو؟

أجل… لا بد أن تحذر من:

  • التدخين.
  • حساسيتك لبعض الأشياء مثل: المواد الكيميائية، وريش الطيور، وفرو الحيوانات، وحبوب الطلع، والغبار، إضافة إلى بعض الأطعمة أو السوائل.
  • إصابتك بالالتهابات الفيروسية بالجهاز التنفسي.
  • تناولك لبعض الأدوية مثل: الأسبرين، ومضادات بيتا، ومضادات الالتهابات غير الستيرودية.
  • الانفعالات النفسية.
  • التمارين الرياضية الشديدة.
  • التغيرات الهرمونية مثل الدورة الشهرية عند النساء.
  • مرض الارتجاع المرئ.

ترى من هي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمرض الربو؟

  • أصحاب التاريخ المرضي العائلي للربو.
  • أصحاب الأوزان الصغيرة وكذلك الزائدة عند الولادة.
  • المدخنين.
  • أصحاب الإصابات التنفسية المتكررة كنزلات البرد في فترة الطفولة.

وهنا أعود إليك عزيزي القارئ لأسألك: هل فكرت يوما في طبيعة ما لديك من أعراض تعاني منها؟… وهل هي خفيفة أم شديدة؟

تعال معي نستوضحها سويًا.

أنواع الربو

ينقسم مرض الربو إلى 4 فئات رئيسية:

نوع الربوعلامات وأعراض
خفيف متعاقبأعراض خفيفة تصل إلى يومين في الأسبوع وليلتين في الشهر.
دائم خفيفأعراض أكثر من مرتين في الأسبوع  لكن ليس أكثر من مرة واحدة في اليوم.
دائم معتدلأعراض مرة في اليوم وأكثر من ليلة واحدة في الأسبوع.
دائم شديدأعراض على مدار اليوم، في معظم الأيام وغالبا في الليل.

تشخيص الربو

وبعد ما سردناه سابقًا من أعراض مختلفة، ما بين متقطعة ومستمرة، نجد أن تشخيص مرض الربو ليس يسيرًا؛ فقد يتداخل في أعراضه مع أمراض أخرى، كحساسية الصدر، وهنا تأتي مهارة الطبيب، وبمساعدة وسائل التشخيص المختلفة، لتوصلنا إلى التشخيص السليم.

اختبارات وظائف الرئتين وتشمل:

  • فحص مقياس التنفّس (sperometer): والذي يختبر مدى انقباض الشّعب الهوائية، ويقيس كمية الهواء التي تخرج بالزفير بعد شهيق عميق، وكذلك سرعة الزفير.
  •  مقياس ذروة الجَرَيان (peak flow): هو جهاز بسيط، يمكن استعماله في المنزل والكشف بواسطته عن تغيرات طفيفة تحصل قبل الإحساس بالأعراض.
  • تجرى اختبارات الأداء الوظيفي للرئتين قبل وبعد استعمال موسع للشعب الهوائية، فإذا طرأ تحسن على الأداء الوظيفي لهما بعد استعمال الشخص موسع الشعب الهوائية، فمرجح أنه مصاب بالربو.

 فحص الميتاكولين

 هي مادة مثيرة للربو تسبب ضيق في الشعب الهوائية، فإذا ظهرت النتيجة إيجابية فهي تؤكد الإصابة بمرض الربو.

فحص أكسيد النتريك

هو فحص يقيس كمية غاز أكسيد النتريك في التنفس، لأنه في حال وجود التهاب في الشعب الهوائية يكون مستوى هذا الغاز أعلى من المعتاد عند مرضى الربو.

الفحص بالأشعة

 تستخدم الأشعة السينية والأشعة المقطعية في تشخيص الربو.

اختبار الحساسية

اختبار الحساسية عن طريق الجلد أو الدم، إذ يمكن تحديد العوامل المسببة للحساسية كأن تكون من الحيوانات الأليفة، أو الغبار أو العفن أو غبار الطلع.

والآن… كيف يكون العلاج؟!

نحن أمام مرض مزعج في أعراضه، عنيد في تشخيصه.

اقرأ معي السطور القادمة، والتي سنتجول فيها سويًا بين طرق العلاج المختلفة.

علاج مرض الربو السهل الممتنع

يشمل علاج الربو تجنب العوامل المثيرة للنوبات، كذلك تناول الأدوية على اختلاف أنواعها، سواء كانت للأعراض الحادة، أو للسيطرة على المرض المزمن، هذا مع المتابعة المستمرة لدى طبيب ماهر متخصص.

أدوية علاج مرض الربو المزمن

هي أدوية للاستعمال اليومي غالبًا وتشمل:

  • استنشاق كورتيكوستيرويد (Corticosteroids ) : يقلل خطورة وتواتر النوبات، لكنه لا يخفف أعراض المرض وقت حدوث النوبة الحادة.
  • ناهضات بيتا 2 طويلة المدى (LABAs)، مثل سالميترول (salmeterol) : يوسع الشعب الهوائية الضيقة ويخفف من احتمالية الإصابة بنوبات الربو الحادة.
  • ضوابط ليكوترين (leukotriene)، مثل مونتيلوكاست (Montelukast) : هو دواء كابح لمسببات الالتهاب في الشعب الهوائية والتي تدعى اللويكترين.
  • كرومولين (Cromolyn) وندوكروميل (Nedocromil) : يقلل خطر الإصابة بنوبة الربو عند ممارسة التمارين الرياضة، أو التعرض لمثيرات الربو.
  • ثيوفيللين (Theophylline): يوسع الشعب الهوائية فيعالج أعراض الربو ويخفف منها.

أدوية التخفيف السريع للأعراض

تستخدم للتخفيف الفوري للأعراض وقت نوبات الربو أو قبل الرياضة.

  • ناهضات بيتا 2 للمدى القصير، مثل سالبوتامول (Salbutamol)
  • إبرتروبيوم (Ipratropium)
  • كورتيكوستيرويد (Corticosteroids) للبلع أو بالحقن في الوريد.

أدوية الحساسية

تقلل حساسية الجسم تجاه العوامل المؤدية إلى حدوث نوبة الربو وتنقسم إلى:

  • العلاج المناعي: يحقن الجسم بكميات معينة من المادة المسببة للحساسية بالتدريج، مما يسمح للجسم بالتعود عليها.
  • Omalizumab (اوملزومب): هي حقنة تعطى كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع للمصابين بالربو الحاد، وتعمل على تغيير نظام مناعة الجسم.
  • أدوية الحساسية: مثل مضادات الهستامين، ومضادات الاحتقان، وتؤخذ عن طريق الفم أو الأنف.

قد يهمك اعراض الربو والفرق بينها وبين حساسية الصدر وأهم الاسباب والعلاج

الرأب الحراري للشعب الهوائية 

هي تقنية تستخدم في حالات الربو الحادة جدًا، وتعتمد على إدخال أنبوب عبر الأنف أو الفم إلى الرئتين، ثم تبث ذبذبات حرارية للعضلات المحيطة بالقصبة الهوائية؛ فتؤدي إلى تمددها؛ مما يجعل التنفس أسهل، ويحد من نوبات الربو.

علاج مرض الربو بشكل نهائي

ترى، هل هناك علاج نهائي لمرض الربو؟

على الرغم من أن مرض الربو من الأمراض المزمنة التي لا يوجد لها علاج حاسم، إلا أنه من الممكن تقليل حدوث الأعراض والنوبات؛ وذلك بالمتابعة المستمرة مع الطبيب والمحافظة على الانتظام في تناول الأدوية.

قد يهمك طريقة استخدام بخاخ الربو للكبار والاطفال بالفيديو

الوقاية من مرض الربو

تستطيع أنت وطبيبك المعالج وضع خطة تدريجية للتعايش مع حالتك، والوقاية من نوبات الربو عن طريق:

  • الوقاية من مثيرات الحساسية.
  • الفحص الشامل والمتابعة المنتظمة مع طبيبك.
  • حافظ على صحتك ولياقتك البدنية، بتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.
  • اقلع عن التدخين، وامتنع عن مجالسة المدخنين.
  • خذ لقاح الأنفلونزا الموسمية.

متى تزور الطبيب؟

عليك التوجه فورًا إلى طبيبك في حال:

  • لديك أعراض شديدة أو مستمرة مثل أزيز الصدر مع ضيق بالتنفس أو آلام بالصدر.
  • عدم استجابتك لموسعات الشعب الهوائية.
  • تفاقم الأعراض وعدم قدرتك على التنفس أو الكلام.
  • انقباض صدرك، والنهجان، والشعور بالإعياء، وزيادة معدل التنفس وضربات القلب.
  • تغير لون أطرافك إلى الأزرق، وتدهور حالتك العامة، أو فقدان وعيك في الحالات المتأخرة.

وهكذا عزيزي القارئ انتهت رحلتنا اليوم، والتي حاولنا أن نستوضح فيها حقيقة مرض الربو وأعراضه وأسبابه، ثم كشفنا الستار عن طرق علاجه المختلفة، وسبل الوقاية منه، ونبهنا إلى أعراض وعلامات تستوجب زيارة الطبيب. 

وأخيرًا أهمس في أذنيك أن انتبه! 

أنت أمام مرض مزمن يصعب علاجه والسيطرة عليه، لكن تستطيع التحكم فيه إن التزمت بتعليمات طبيبك.

السابق
السمنة أسبابها وطرق العلاج بالأدوية والأعشاب وطرق الوقاية
التالي
علاج الربو 4 طرق مختلفة للسيطرة على المرض بالأدوية والاعشاب