بقلم د. نعمة سويد
مشاكل الأسنان كثيرة ومتنوعة، وألمها لا يُحتمل في كثير من الأحيان، وعند تعرضك له تحتاج لتدخل فوري لتخليصك من الألم، في هذا المقال سنتحدث عن ألم الأسنان والضروس، وأشهر الطرق المستخدمة في علاج وجع الضرس.
أسباب وجع الأسنان
في البداية لنتعرف على الأسباب التي قد تؤدي لالتهاب الأسنان والضروس، والتي تزيد من الألم ومن وجعها، ومن هذه الأسباب زيادة نمو البكتيريا الضارة في الفم، فمن الطبيعي أن هناك بكتيريا في الفم كما هي موجودة على طول الجهاز الهضمي، تساعد على هضم الطعام، وهناك توازن بين البكتيريا النافعة والضارة طالما الجهاز المناعي يعمل بشكل جيد، ولكن عند حدوث خلل في جهاز المناعة يزيد نمو البكتيريا الضارة، وتتسبب في التهاب الأسنان، وزيادة وجعها.
والتسوس هو أحد العوامل الأخرى التي قد تؤدي إلى ألم الأسنان والضروس، فوصول التسوس إلى العصب يزيد الشعور بالألم، وفي حالات معينة يجب التدخل الطبي، بالإضافة إلى حالات الكسور أو الحوادث التي تصيب الأسنان والتي تزيد من ألمها.
وما يُسبب الشعور بألم الأسنان والضروس هو وصول مُسبب الألم للجزء الداخلي من السن أو الضرس أو ما يُعرف بقلب السن أو الضرس pulp، وهو الجزء الداخلي الذي يحتوي على الأوردة والشرايين التي تغذي الأسنان، بالإضافة إلى نهايات الأعصاب المتصلة بالأسنان، وعند وصول مسبب الألم سواء كان التهاب بكتيري أو تسوس يؤدي إلى الشعور بالألم.
أسباب وجع الضرس:
- الحوادث التي تتسبب في كسر أو فقدان الأسنان أو الضروس.
- تسوس الأسنان الذي يصل للعصب.
- العدوى البكتيرية، وتكون الخراريج في الأسنان.
- في بعض الحالات يحدث الألم بعد خلع السن أو الضرس.
- عند نمو الأسنان الجديدة.
- وجود حساسية لبعض المواد السكرية، أو المثلجات.
- نقص الكالسيوم والذي يتسبب في ضعف الأسنان، أو ضعف الأسنان الناتج من ضعف اللثة.
قد يهمك علاج الم الضرس المسوس في المنزل والتخلص من الالتهاب الشديد
أعراض وجع الضرس:
تختلف أعراض وجع الضرس من شخص لآخر، كما تختلف في حدتها، ودرجة الألم الناتج عنها، ويمكن تقسيمها إلى أعراض خفيفة خفيفة، أو متوسطة، أو شديدة ومستمرة، ومن هذه الأعراض ما يلي:
- ألم في مكان الأسنان الملتهبة.
- ألم في الفك في الجهة الموجود بها السن أو الضرس الملتهب.
- يزيد الألم عند النوم، أو في فترة المساء.
- زيادة الألم عند زيادة الضغط في الفم، عند المضغ مثلاً.
- زيادة حساسية الأسنان للمأكولات والمشروبات الساخنة والباردة.
- تورم في اللثة أو الخد في جانب التهاب الضرس.
- قد يصل الأمر إلى التهاب الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- عند زيادة الالتهاب قد يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة.
- رائحة كريهة في الفم.
علاج وجع الضرس
هناك العديد من الطرق المستخدمة في علاج وجع الضرس، منها الطرق الطبيعية، ومنها استخدام الأدوية، ولكن يجب التنبية على أن هناك حالات يجب فيها الاتجاه لطبيب الأسنان لعلاج وجع الضرس، إذ يصعب علاجه بالطرق التقليدية، وهذه الحالات تًعد حالات طوارئ، ومن الحالات التي تستدعي الذهاب لطبيب الأسنان:
- في حالة استمرار وجع الضرس لفترات طويلة، وصعوبة التخلص منه حتى مع استخدام المسكنات.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم، ويكون مصاحب لألم الضرس مع تورم الخد أو اللثة، مع خروج إفرازات أو صديد من مكان الضرس الملتهب، ويحدث هذا عند تعرض الضرس لالتهاب شديد أدى لتكون قرح وصديد، وفي هذه الحالة يجب تدخل طبيب الأسنان باستخدام المضادات الحيوية التي تُؤخذ عن طريق الفم، وقد تحتاج إلى تدخل جراحي أيضاً.
- إذا شعرت بألم شديد مكان خلع الضرس خلال يومين أو ثلاثة أيام، وفي الغالب يكون الوجع في هذه الحالة ناتج عن إزالة الدم المتجلط في موضع الضرس المخلوع، وتعرض العظام والأعصاب لكثير من العوامل التي تؤدي إلى التهابها، ويجب تدخل طبيب الأسنان في هذه الحالة وبسرعة.
- كسور الأسنان أو الضروس والتي قد تسبب تورمها، والتي تعتبر حالة طوارئ.
- التعرض لحوادث أدت إلى إحداث كسور في الأسنان، أو فقدها بشكل مفاجئ مما يعرض عصب السن أو الضرس للعوامل المختلفة التي تؤدي إلى التهابه.
- وفي بعض الأحيان قد يتسبب خلع الضرس أو السن إلى التسبب في الألم عند بعض الناس.
وفي بعض الأحيان قد يكون وجع الضرس نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية، بعيداً عن الأسنان، ومن هذه الأسباب:
- بعض الأمراض الروماتزمية التي تتسبب في التهاب المفاصل، والتي قد تشمل مفصل الفك، وفي هذه الحالة يكون العلاج باستخدام مثبطات المناعة التي يصفها الطبيب.
- التهابات الأذن، قد تتسبب أيضاً في وجع الضرس، وعلاجه يكون بعلاج المسبب، باستخدام المضادات الحيوية المناسبة، أو الطرق الأخرى التي تستخدم لعلاج التهابات الأذن.
- قد يكون وجع الضرس أحد الأعراض لبعض أمراض القلب، وأيضاً العلاج يكون بمعرفة السبب وعلاجه على حده.
- التهابات الجيوب الأنفية أيضاً قد تتسبب في حدوث ألم غير مبرر في السن أو الضرس.
قد يهمك خراج الضرس: الأعراض والأسباب وطرق العلاج بعد سحب العصب
وفي الحالات السابقة يكون وجع الضرس غير مبرر، وقد يستمر على الرغم من استخدام الطرق التقليدية المتعارف عليها في علاج وجع الضرس، ويجب الذهاب لطبيب مختص لعلاج كل حالة، ومن الواضح أن وجع الضرس في بعض الأحيان يكون إشارة لبعض الأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب، لذلك يجب عدم إهماله، أو الاستهتار به في حال استمراره.
علاج وجع الضرس الملتهب بالأدوية:
في حالات وجع الضرس الخفيف أو المتوسطة الحدة يمكنك استخدام المسكنات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل تلك المحتوية على مادة الإيبوبروفين، أو مادة الباراسيتامول، يمكنك الحصول عليها من الصيدليات، ولكن يجب اتباع الإرشادات عند استخدامها، وعدم الإفراط بها، إذ يوجد لبعضها آثار جانبية أيضاً.
أما في حال استمرار وجع الضرس على الرغم من استخدام مسكنات الألم، فيجب التوجه لطبيب الأسنان، وفي الغالب يصف الطبيب بعض الأنواع من المضادات الحيوية المناسبة لقتل البكتيريا المتسببة في التهابات الأسنان، ولكن لا يجب تناول المضادات الحيوية من تلقاء نفسك.
وفي حالات الالتهابات الشديدة والتي قد تصل لدرجة الخراريج، قد تحتاج لتدخل جراحي من طبيب الأسنان، ولكن يعطي الطبيب بعض الأنواع من المضادات الحيوية قبل التدخل الجراحي، حتى لا تنتشر العدوى الموجودة في الأسنان، والتي قد تصل إلى التهاب أغشية القلب.
ماذا يحدث عند إهمال علاج التهاب الأسنان؟
عند إهمال علاج التهاب التهابات الأسنان والتي تكون التهابات موضعية، قد يتسبب ذلك في دخول البكتيريا المتسببة في الالتهابات إلى داخل الأوعية الدموية، ومنها إلى الانتشار في أجزاء الجسم المختلفة، وذلك في حال ضعف المناعة وكذلك إهمال العلاج لفترة طويلة، ووصول البكتيريا إلى الدم قد يتسبب ظهور بعض الأعراض الأخرى والتي قد تشمل ما يلي:
- الشعور بكونك لست بصحة جيدة، وقد يتمثل في الصداع المستمر، والإجهاد الدائم، والشعور بالدوار.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، وزيادة التعرق.
- زيادة تورم الوجه، والذي يجعل من الصعب فتح الفم بشكل تام، أو المضغ الجيد للطعام، كما قد يتسبب في صعوبة في التنفس.
- حدوث جفاف في الجسم، مصاحب بقلة مرات التبول، وتغير لون البول إلى اللون الأغمق.
- زيادة ضربات القلب بشكل أكبر من الطبيعي، والتي تكون علامة واضحة لوصول البكتيريا المسببة للالتهاب إلى الدم.
- زيادة معدلات التنفس، والتي قد تتعدى 25 نفس في الدقيقة.
- ألم في البطن، مُصاحب بقيء وإسهال.
ويجب عليك التوجه سريعاً إلى الطبيب عند ظهور الأعراض التالية أو بعضها، لك أو لطفلك:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- ألم في الصدر وصعوبة في التنفس.
- عدم الاتزان والتشويش وصعوبة في التركيز.
- حدوث تشنجات.
- القيء المستمر.
- ألم عند التبول.
- حساسية الجلد غير المبررة.
- الحساسية الشديدة للضوء.
جميعها أعراض تُبين وصول العدوى لمجرى الدم ووصولها لأعضاء الجسم المختلفة، ومن ثم يجب التدخل الطبي لوقف نمو البكتيريا في الدم، وذلك باستخدام مجموعة من المضادات الحيوية المناسبة، وقد يطلب الطبيب إجراء مزرعة أولاً لتحديد نوع البكتيريا في الدم، قبل البدء في تناول المضادات الحيوية.
ويمكن استخدام بعض الوصفات السريعة البسيطة لعلاج وجع الضرس، وهي فعالة في حالة وجع الضرس البسيطة والمتوسطة، ويمكن استخدامها بأمان في المنزل لعلاج وجع الضرس.
وصفات لعلاج وجع الضرس بالمنزل
- الماء بالملح لعلاج وجع الضرس: من المعروف أن للماء بالملح أثر قوي في قتل البكتيريا المسببة في التهابات الأسنان، كما أنها لها تأثير قابض للأوعية، فيعمل على تقليل هجرة مسببات الالتهاب إلى الفم.
يمكن استخدام كوب ماء ووضع ملعقة من الملح عليه وتذويبها، كما يمكن إضافة القليل من الخل للخليط، و يستخدم كمضمضة للفم، ومن ثم التخلص منها، يمكنك تكرار هذه العملية من مرتين إلى ثلاثة يومياً.
- القرنفل لعلاج وجع الضرس: يُعد القرنفل من أشهر الوصفات المستخدمة منذ القدم في علاج وجع الضرس، إذ يعمل على قتل البكتيريا وتقليل الالتهابات، ويمكنك استخدام القرنفل في صورته الخام، أو استخدام بعض قطرات زيت القرنفل ووضعها مكان الالتهاب لبضع دقائق.
- الثوم: يحتوي الثوم على الكثير من المضادات الحيوية، ولذلك يعمل على قتل البكتيريا الضارة التي تنمو بالفم، ويمكن استخدام فصوص الثوم الطازجة، أو استخدام معجون الثوم ووضعه مكان الالتهاب.
- ماء الأكسجين: يستخدم كمضمضة لقتل البكتيريا المسببة للالتهاب، ولا يتم بلعه، ويجب التنويه إلى أن هناك العديد من التركيزات من ماء الأكسجين، يستخدم كل منها لغرض معين، وتركيز ماء الأكسجين المستخدم في المضمضة هو 10%.
علاج وجع الضرس للاطفال
وهناك العديد من مسببات وجع الضرس وآلام الأسنان عند الأطفال، من أهمها في مرحلة التسنين، وكذلك تسوس الأسنان اللبنية، ويجب إعطاء أسنان الأطفال رعاية خاصة، وتعليمهم كيفية تفريشها بشكل صحيح، مع تقليل تناول السكريات للحفاظ على أسنانهم، بالإضافة إلى استخدام نوع جيد من فرشاة الأسنان، والمعجون المحتوي على فلوريد، وهناك طرق بسيطة تستطيعين بها مساعدة طفلك لعلاج وجع الضرس من أهمها ما يلي:
- شاي البابونج لعلاج وجع الضرس للاطفال: شاي البابونج من أكثر الأشياء الملطفة، والتي تعمل على تخفيف حدة الألم عند طفلك، خصوصاً الآلام المرتبطة بالتسنين، فيمكنك فرك لثة طفلك الملتهبة بشاي البابونج لعدة ثواني ويخف الألم.
- عسل النحل لعلاج وجع الضرس للاطفال: يحتوي عسل النحل على مواد مضادة للبكتيريا، فيقلل من نمو البكتيريا الضارة في فم الطفل، ويقضي على الألم.
- الماء والملح: يمكن أيضاً استخدام الماء بالملح لعلاج وجع الضرس للاطفال، فيعمل الملح كمطهر وقاتل للبكتيريا، كما يعمل على تخفيف التورم والالتهاب، ويمكن استخدامه كمضمضة.
- القرنفل لعلاج وجع الضرس للاطفال: يستخدم القرنفل أيضاً للتخلص من آلام الأسنان عند الأطفال بأمان.
تحدثنا في هذا المقال عزيزي القارئ عن كل ما يخص علاج وجع الضرس، للأطفال والكبار، وأهم المشاكل المترتبة على إهمال علاج وجع الضرس، وختاماً؛ الاعتناء بأسنانك لا يتطلب الكثير من الوقت أو الجهد أو المال، ولكنه سيقيك الكثير والكثير من المشاكل المترتبة على إهمالها، لذلك حاول قدر الإمكان الاعتناء بأسنانك وأسنان طفلك.