صحة

درجة حرارة الجسم الطبيعية وهل تختلف عند الكبار والأطفال والرضع

بقلم د. وسام شعبان
درجة حرارة الجسم

“استيقظت يوماً على صوت طفلتي تبكي، فانتابني شعوراً بالقلق وذهبت كي أتفقدها، فتحسست جبهتها وإذ بحرارتها مرتفعة، فأسرعت بأخذها للطبيب للاطمئنان عليها”.كثيرا منكن يتعرضن لهذا الموقف ولكن هل تعرفين ما هي درجة حرارة الجسم الطبيعية للأطفال؟

ولماذا شعرت هذه الأم بالقلق حيال ابنتها عند ارتفاع حرارتها؟

وهل تختلف درجة حرارة الأطفال عن الكبار؟

كل هذه التساؤلات سأجيب عليها وأكثر جميلتي في الفقرات القادمة بمقالي هذا، فتابعي معي.

عوامل اختلاف درجة حرارة الجسم الطبيعية

إن درجة الحرارة الطبيعية التي خلقنا الله عليها هي 37 سيليزية بما يعادل 98.6 درجة فهرنهايت، ولكن قد تزداد أو تقل اعتماداً على عدة عوامل، مثل:

  • النوع (ذكرٍ أم أنثى) فالدورة الشهرية تزيد من حرارة الجسم للأنثى.
  • عمر الإنسان (رضيع، طفل، بالغ، عجوز).
  • معدل نشاطك اليومي.
  • الطقس الخارجي (حرارة جسدك صباحاً تختلف عن الظهيرة).
  • طعامك أو شرابك الذي تناولته.

كيفية قياس درجة حرارة الجسم

كما تعودنا دائماً أن قياس درجة الحرارة من الفم هي الطريقة السائدة بيننا، ولكن هذه الطريقة لن تكن فعالة مع رضيعك أو طفلك الصغير، فهناك عدة طرق أخرى تُجدي نفعاً معهما، مثل:

  • القياس من فتحة الشرج: وتعطي قراءة مرتفعة عن قراءة الفم بنصف درجة سيليزية.
  • القياس من تحت الإبط: وتعطي قراءة أقل من قراءة الفم بنصف درجة.
  • القياس من الأذن: وتعطي قراءة كالشرج.

فهذه الطرق يعتمدها الأطباء للرضع والأطفال لقياس حرارتهم، أما الفم فهو الأكثر شيوعاً بين البالغين وكبار السن لمتابعة الحرارة .

ما هي درجة حرارة الجسم الطبيعية للرضع؟

إن حرارة الجسم الطبيعية لدى الرضيع ما بين يومٍ لعامين ترتفع قليلاً مقارنة بالأطفال والبالغين، وتختلف باختلاف طرق قياس الحرارة على النحو التالي:

  • من الشرج متوسط الحرارة الطبيعي يكون: 36.6-38 درجة سيليزية.
  • تحت الإبط تكون 34.7-37.3 درجة سيليزية.
  • من الأذن تكون 36.4-38 درجة سيليزية.

تزداد درجة حرارة جسم الرضيع لعدة أسباب أيضاً، أهمها:

  • زيادة نشاط التمثيل الغذائي لديه الذي يولد طاقة كبيرة.
  • صعوبة التعرق -الذي يساعد على برودة الجسم-
  • صعوبة تنظيم الحرارة لديهم.
  • التسنين الذي يساعد على رفع درجة حرارة الجسم الطبيعية لديهم.

هذه الأسباب أيضاً تؤدي لصعوبة خفض درجة الحرارة لديهم عند إصابتهم بالحُمّى -أي ارتفاع درجة الحرارة-.

درجة حرارة الجسم الطبيعية للاطفال

أما عن الأطفال من سن 3 ل 10 سنوات فمعدل حرارة أجسامهم الطبيعي يماثل المعدل الطبيعي للبالغين إلى حد كبير، كالآتي:

  • من الفم: 35.5-37.5 درجة سيليزية.
  • من الشرج: 36.6-38 درجة سيليزية.
  • من الأذن: 36.1-37.8 درجة سيليزية.
  • تحت الإبط: 35.9-36.7 درجة سيليزية.

مما يساعد على سرعة تماثلهم للشفاء من الحُمّى، والاستجابة السريعة للأدوية على عكس الرضع.

درجة حرارة الجسم الطبيعية للبالغين وكبار السن

تتراوح درجة حرارة الجسم الطبيعية للبالغين ما بين 36.4-37.6 درجة سيليزية، وكما ذكرنا سابقاً يكون القياس من الفم لأنه الأكثر شيوعاً بينهم.

لكن كبار السن ما فوق ال65 عاماً يكون معدل حرارة أجسامهم الطبيعي أقل قليلاً من البالغين.

هناك بعض الأمراض التي تتحكم في حرارة الجسم أيضاً، مثالاً على ذلك السرطان الذي يزيد من درجة حرارة الجسم، وضعف نشاط الغدة الدرقية الذي يقلل من درجة حرارة الجسم لدى الكبار.

متى تُصبح مصاباً بالحُمّى وما أسبابها؟

  • الحُمّى المتوسطة: إذا وصلت حرارتك إلى 38 درجة سيليزية.
  • الحُمّى الشديدة: إذا كانت حرارتك أعلى من 39.5 درجة سيليزية.
  • الحُمّى الأشد خطورة: إذا كانت حرارتك أعلى من 41 درجة سيليزية.

أما عن الأسباب فتتلخص في:

  • العدوى البكتيرية أو الفيروسية وأشهرها: الإنفلونزا أو فيروس الحصبة أو الكورونا.
  • بعض المضادات الحيوية والأدوية المسببة لارتفاع الحرارة.
  • التعرض الشديد لأشعة الشمس.
  • بعض الأمراض كنشاط الغدة الدرقية.

عندئذ تبدأ أعراض الحُمّى بالظهور عليك التي سنذكرها بفقرتنا القادمة.

أعراض الإصابة بالحُمّى

كما ذكرنا سابقا فالحُمّى هي ارتفاع في درجة حرارة الجسم الطبيعية بمعدل 1.1 درجة سيليزية، وقد تسبب بعض الأعراض مثل:

  • الرعشة
  • الصداع
  • سخونة بالجسم
  • انخفاض الشهية
  • آلام بالجسم
  • ضعف وإجهاد
  • زيادة معدل ضربات القلب

لكن هذه الأعراض ليست بالمقلقة فهي تدل على قوة مناعة الجسم ومقاومته لميكروب ما أصابه؛ مما أدى لارتفاع درجة حرارة الجسم الطبيعية وظهور هذه الأعراض.

متى عليك الذهاب للطبيب؟

تختلف شدة إصابتكِ بالحُمّى باختلاف سبب الإصابة، مما يؤدي لاختلاف الأعراض الظاهرة وشدتها، وسرعة التوجه للطبيب المختص حتى لا تزداد الحالة سوءا، ومن هذه الأعراض:

  • آلام بالصدر
  • القيء المستمر
  • تورم والتهاب بالحلق
  • تشنج بالرقبة
  • صعوبة التنفس
  • الشعور بالحكة

أما فيما يخص طفلك فلا تتواني في ذهابه للطبيب إذا كان:

  • عمره أقل من ثلاثة أشهر وأصيب بالحُمّى.
  • عمره يتراوح بين ثلاثة أشهر لثلاث سنوات وحرارته تصل إلى 38.9 درجة سيليزية.
  • عمره من ثلاث سنوات وأكثر وحرارته تصل إلى 39.4 درجة سيليزية.
  • استمرار الحمى لأكثر من ثلاثة أيام.

هذه الأعراض تدل على وجود مشكلة صحية ومن الأفضل الذهاب سريعاً للطبيب لحلها وتحديد العلاج المناسب حتى لا تتفاقم أكثر وأكثر.

علاج ارتفاع حرارة الجسم

من الضروري قياس حرارة الجسم بميزان الحرارة للتأكد من مدى ارتفاعها بإحدى الطرق المذكورة سابقا، ولا تعتمدي جميلتي على تحسس الجبهة باليد فهي غير دقيقة للتأكد من الإصابة بالحُمّى.

ينقسم العلاج إلي:

  1. علاج منزلي: استخدام الكمادات وخافضات الحرارة كالباراسيتامول في حال كانت حرارتك لا تتعدى 38 درجة سيليزية.
  2. علاج طبي: كالمضادات الحيوية وخافضات الحرارة كمضادات الالتهاب الستيرويدية (NSAID)، ولكن تؤخذ بعد استشارة الطبيب.

انخفاض درجة حرارة الجسم الطبيعية

أتعلمين جميلتي أن انخفاض درجة حرارة الجسم الطبيعية أيضا دليل على وجود بعض المشكلات الصحية، وليس ارتفاع الحرارة فقط، ولكني لا أتحدث عن انخفاضها لبرودة الطقس ولكنها حالة مرضية أيضا كالحُمّى.

يحدث انخفاض درجة الحرارة ويسمى (Hypothermia) عندما تقل حرارة الإنسان عن 35 درجة سيليزية وهذا عند البالغين، بينما الأطفال عندما تقل عن 36.1 درجة سيليزية.

يعد الرضع وكبار السن أكثر عرضة لانخفاض حرارة الجسم لسهولة فقدهم للحرارة وصعوبة الاحتفاظ بها، لذا علينا الحفاظ عليهم دافئين معظم الوقت.

أعراض انخفاض درجة حرارة الجسم الطبيعية

ومن هذه الأعراض:

  • الرعشة
  • ضعف ضربات القلب
  • الشعور بالنعاس
  • فقدان الوعي
  • تلعثم الكلام
  • التشتت وضعف الذاكرة
  • احمرار البشرة وبرودتها ( يحدث للأطفال غالبا).

فظهور هذه الأعراض يستدعي الذهاب للطبيب أيضاً لأنها قد تحدث بسبب بعض الأمراض، مثل:

  • ضعف نشاط الغدة الدرقية
  • فقدان الشهية
  • سوء التغذية
  • استخدام بعض الأدوية كالمهدئات ومضادات الاكتئاب.
  • تناول الكحول والمخدرات.

والآن قد وضح لكِ جميلتي أن انخفاض درجة الحرارة يشكل خطورة أيضاً كارتفاعها، فلا تتهاوني في الاطمئنان على صحتك إذا طرأ عليكِ أية تغيرات بدرجة حرارة الجسم الطبيعية.

وأخيراً جميلتي عليكِ الحفاظ على توازن حرارة جسمك لأنها من نعم الله علينا وتقينا بعض الأمراض، فالصحة هي التاج الذي نتحلى به فوق رؤوسنا.

السابق
نحت القوام: أفضل تقنيات لتنحيف الجسم والتخلص من الدهون
التالي
فوائد النعناع في العناية بالفم ودور الزيت في التخسيس والعناية بالشعر